بات زهران ممداني، الممثل الشاب للجناح اليساري في الحزب الديمقراطي والمعارض الشرس للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول مسلم، وأيضا أصغر من يشغل منصب رئيس بلدية نيويورك منذ أكثر من قرن. وتقدم ممداني البالغ 34 عاما على حاكم الولاية السابق أندرو كومو والجمهوري كورتيس سليوا، وفقا لما أظهرت النتائج الأولية الصادرة عن مجلس انتخابات مدينة نيويورك. وجعل ممداني المولود في أوغندا لعائلة من المثقفين من أصل هندي والذي وصل إلى الولاياتالمتحدة في سن السابعة وحصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، من النضال ضد ارتفاع تكاليف المعيشة محور حملته. ورغم أن دونالد ترامب وصفه بأنه "شيوعي"، فإن طروح ممداني (خصوصا بشأن ضبط الإيجارات ومجانية حافلات النقل ودور الحضانة) تتوافق أكثر مع المبادئ الديمقراطية الاشتراكية. يَعِد ممداني الذي ينتمي إلى الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي بتجميد إيجارات مليوني مستأجر يخضعون لعقود منظمة تحدد زياداتها سلطات المدينة، وبناء 200 ألف وحدة سكنية إضافية خلال العقد المقبل. ويقول "لا يمكننا أن ندع السوق تحدد من له الحق في العيش بكرامة". في هذا السياق، يوضح دانيال شلوزمان، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز أن "زهران ممداني أدرك أن ارتفاع أسعار كل شيء بعد جائحة كوفيد والتضخم، جعل الناس تحت ضغط". وقد نجح في إثارة هذه القضايا بطريقة لم يفعلها منافسه الرئيسي أندرو كومو على ما يؤكد شلوزمان. في مناسبات عدة، تعهّد ترامب وضع عراقيل في طريق المرشح الديمقراطي الشاب إذا اُنتخب، من خلال معارضة دفع بعض الإعانات الفدرالية للمدينة. لكن حتى داخل حزبه، لم يكن هناك إجماع على دعم المرشح. فالعديد من الشخصيات البارزة فيه من بينهم زعيم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين تشاك شومر لا يصرحون بتأييدهم له، ومن أعلن ذلك كان حذرا للغاية. وبذل ترامب جهودا لثني سكان نيويورك عن التصويت لممداني. لكن يبدو أنها لم تكن كافية، كما لم يكن كذلك النداء الذي وجهه إلى الناخبين اليهود لمنع وصول المرشح المسلم إلى منصب رئيس بلدية المدينة. وكتب الرئيس الأمريكي على منصته تروث سوشل "أي شخص يهودي يصوت لزهران ممداني.. هو شخص غبي!"، مضيفا أن ممداني المعروف بدفاعه القوي عن القضية الفلسطينية "يكره اليهود". وكان ممداني دائما هدفا للهجمات بسبب مواقفه من إسرائيل والحرب في غزة، لكنه لم يتراجع عنها، مؤكدا في الوقت نفسه خلال حملته رفضه القاطع لمعاداة السامية وسعيه لطمأنة المجتمع اليهودي. (وكالات)