سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء من 15 دولة إفريقية يناقشون بالرباط سبل تجديد الرؤية التربوية للقارة.. وبورقية تؤكد: "لا تحول حقيقي في إفريقيا دون جعل التربية محرّكًا رئيسيًا للتنمية"
احتضن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، صباح اليوم الأربعاء 12 نونبر 2025، بمقره بالرباط، افتتاح ندوة إفريقية تحت شعار: "منظومات التربية والتكوين والبحث العلمي في إفريقيا: ديناميات التحول"، بمشاركة رؤساء وخبراء من هيئات استشارية وتربوية تمثّل أكثر من خمسة عشر بلداً إفريقياً. وشكّل هذا اللقاء، الذي افتتحته رحمة بورقية، رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إلى جانب محمد عروشي، سفير المملكة المغربية والممثل الدائم لدى الاتحاد الإفريقي، ونجاة معلا مجيد، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، وفؤاد شفيقي، الأمين العام للمجلس، وهشام آيت منصور، مدير الهيئة الوطنية للتقييم، محطة بارزة في مسار النقاش القاري حول مستقبل التربية والتكوين في إفريقيا. وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت رحمة بورقية، رئيسة المجلس، أن انعقاد هذه الندوة يجسد الوعي المتزايد لدى الدول الإفريقية بضرورة التحكّم في مصير التربية وموقعها ضمن مسار التحول المجتمعي، مشددةً على أن الاستثمار في تربية ذات جودة يُعدّ رافعةً أساسية للتنمية وضمانةً لتحقيق الرفاه المستقبلي. كما دعت بورقية إلى تجديد الرؤية التربوية الإفريقية لتواكب التحولات الجيوسياسية والرقمية والاجتماعية التي يعرفها العالم، معتبرةً أن تحسين جودة الحياة في القارة رهينٌ بجودة التربية، وأنه "لا يمكن تصوّر تحول حقيقي في إفريقيا دون جعل التربية محرّكًا رئيسيًا لهذا التحول". وأشارت رئيسة المجلس إلى أنَّه، على الرغم من التقدم الملموس الذي حققته القارة الإفريقية في مجال التمدرس، فإن تحدياتٍ كبرى لا تزال قائمة وتتطلب حلولاً ناجعة. وتهدف هذه الندوة إلى تعزيز الحوار والتعاون الإفريقي في مجالات التربية والتكوين والبحث العلمي، وإحداث فضاء للتبادل والتفكير الجماعي حول السياسات التعليمية في القارة، من أجل الارتقاء بجودة التعليم، وضمان تكافؤ الفرص، وتحقيق التنمية المستدامة. ومن المرتقب أن تتواصل أشغال الندوة طيلة يومي الأربعاء والخميس، بحضور ثلّة من رؤساء وخبراء الهيئات الاستشارية والتربوية الإفريقية، الذين أغنوا النقاش بتجارب وطنية ورؤى استراتيجية حول رهانات إصلاح منظومات التعليم في إفريقيا، والسبل الكفيلة بتعزيز التكامل بين السياسات التربوية والبحثية على المستوى القاري. وستُخصص الجلسة الأولى لموضوع "التعليم في إفريقيا في مواجهة التحديات: إسهام المجالس الاستشارية والمؤسسات التربوية"، من خلال عروض سيقدمها خبراء من نيجيريا، بنين، موريتانيا، مالاوي، رواندا، الغابون وتنزانيا، يستعرضون خلالها تجارب وطنية في إصلاح منظومات التربية، ودور المجالس الوطنية في تطوير الجودة وقيادة التحول. أما الجلسة الثانية فستتمحور حول "واقع الإصلاحات وديناميات التحول في منظومات التربية والتكوين في إفريقيا"، من خلال عروض من الكاميرون، بوركينا فاسو، السنغال، بوروندي، غانا، وكوت ديفوار، تُركّز على الاستراتيجيات الوطنية لإصلاح التعليم وضمان جودته، وتعزيز تكامل السياسات العمومية في مجالات التربية والتكوين والبحث العلمي. فيما ستناقش الجلسة الثالثة موضوع "من الخصائص المحلية إلى التحديات المستقبلية"، بمشاركة ممثلين عن تشاد، الكونغو برازافيل، بوركينا فاسو، رواندا واتحاد جزر القمر، حيث ستتطرق النقاشات إلى دور التعليم التقني والمهني في مستقبل الشغل، وإسهام مؤسسات البحث العلمي والأكاديميات الوطنية في دعم التنمية التربوية بالقارة. ويُنتظر أن تتوج أشغال هذه الندوة بصياغة مجموعة من التوصيات العملية الرامية إلى المساهمة في بناء نموذج إفريقي متجدد للتربية والتكوين والبحث العلمي، قائم على تبادل الخبرات وتكامل الرؤى بين المؤسسات التربوية الإفريقية، بما يسهم في ترسيخ تقليد مؤسساتي للتعاون جنوب–جنوب، ويجعل من التعليم رافعة أساسية للتحول والتنمية المستدامة في إفريقيا.