في سياق الدينامية المتصاعدة للعلاقات المغربية الأمريكية، شهدت مدينة الداخلة خلال الأيام الأخيرة حراكاً دبلوماسياً لافتاً، توج بزيارة مستشار الشؤون العامة بالسفارة الأمريكية في الرباط، نيك بارنيت، إلى جانب معطيات جديدة كشفت عن وجود وفد أمريكي رفيع يجري تحركات مباشرة تمهيداً لافتتاح القنصلية الأميركية بالمدينة. زيارة بارنيت حملت طابعاً تنموياً وتواصلياً، حيث عقد المسؤول الأمريكي لقاءات تم خلالها استعراض المشاريع المهيكلة التي تعرفها المدينة، خصوصاً في ظل الطفرة الاستثمارية التي يشهدها الجنوب المغربي على مستوى البنيات التحتية والقطاعات الاقتصادية الصاعدة. وقد حرص بارنيت على التأكيد أن واشنطن تتابع باهتمام الدينامية المحلية، وترى في الداخلة قاعدة واعدة للتعاون الاقتصادي والتنموي. وأشاد بارنيت بالمستوى المتقدم للبرنامج، مؤكداً دعم بلاده للمبادرات التعليمية والثقافية المشتركة،باعتبارها أحد أعمدة الشراكة الاستراتيجية بين الرباطوواشنطن. وتزامناً مع زيارة بارنيت، كشف موقع «أفريكا إنتليجنس» المتخصص في الشؤون الدبلوماسية عن وجود وفد أمريكي يزور الداخلة بشكل موازٍ، يضم مسؤولين من الخارجية الأميركية وخبراء أمنيين، في إطار تقييم التحضيرات الأولية لمشروع افتتاح القنصلية الأمركية بالمدينة. وتأتي هذه التحركات بعد أربع سنوات من إعلان واشنطن-عقب اعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية سنة 2020- عن نيتها إحداث حضور دبلوماسي دائم في الداخلة. ووفق المعطيات المتوفرة، يعمل الوفد الأمركي على دراسة مختلف الجوانب اللوجستية والإدارية، في خطوة تعكس تقدّم المشروع نحو مرحلة التنفيذ الفعلي، رغم غياب إعلان رسمي حتى الآن من الجانبين المغربي والأمريكي بشأن موعد الافتتاح. غير أن مؤشرات التحرك الميداني توحي بأن عملية فتح القنصلية دخلت منعطفاً حاسماً، خاصة وأن الوفد ينتظر أن يشارك في احتفالات الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وهو حضور يحمل دلالات سياسية ورمزية قوية. وتؤكد السفارة الأمريكية،من جهتها،استمرار دعم واشنطن لجهود التنمية بالأقاليم الجنوبية، وتعزيز المشاريع الموجهة للشباب والمقاولات الصغرى، بما يعكس الثقة المتبادلة في آفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما شدد بارنيت خلال تصريحاته بالداخلة على أهمية الإنصات للفاعلين المحليين ومواكبة التحولات التي تعرفها المدينة كقطب صاعد للاستثمار الإقليمي والدولي.