أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن ما أنجزته الحكومة خلال أربع سنوات من ولايتها "لم يكن شعارات انتخابية، بل التزامات حُوّلت إلى واقع ملموس في حياة المواطنين"، وذلك خلال كلمته الافتتاحية لأشغال المحطة الحادية عشرة من جولة "مسار الإنجازات"، التي احتضنتها، اليوم السبت، مدينة الناظور. واستعرض أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، حصيلة العمل الحكومي منذ تقديم البرنامج الانتخابي في يونيو 2021، مشددًا على أن الاستثمار في الإنسان شكّل منطلق السياسات العمومية، وعلى رأسها إصلاح منظومة التعليم باعتبارها ركيزة أي مشروع تنموي. وفي هذا السياق، أبرز رئيس الحكومة ما اعتبره وفاءً بالالتزام المتعلق بإعادة الاعتبار لمهنة الأستاذ، من خلال الزيادة في الأجور التي استفاد منها حوالي 330 ألف موظف بحد أدنى 1500 درهم شهريًا، إلى جانب اعتماد مسار جديد لتكوين الأساتذة يمتد لخمس سنوات بعد البكالوريا. كما توقف عند التدخلات المنجزة بالعالم القروي، مشيرًا إلى بناء 474 مدرسة جديدة و109 مدارس جماعاتية و120 داخلية، إضافة إلى توسيع خدمات النقل والمطاعم المدرسية، حيث سجل ارتفاع عدد المستفيدين من النقل المدرسي بنسبة 54 في المائة. وفي ما يتعلق بورش الحماية الاجتماعية، شدد أخنوش على أن تعميم التغطية الصحية أصبح واقعًا يشمل جميع المغاربة، موضحًا أن الدولة تتكفل بأداء واجبات الانخراط لفائدة نحو 4 ملايين أسرة غير قادرة على الأداء. كما ذكّر بتنزيل نظام الدعم الاجتماعي المباشر، الذي تستفيد منه حاليًا 4 ملايين أسرة، بمبالغ شهرية تتراوح بين 500 و1200 درهم. وعلى المستوى الاقتصادي، أشار رئيس الحكومة إلى تسجيل نمو للناتج الداخلي الخام بلغ 7,9 في المائة سنة 2024، وارتفاع القدرة الشرائية بنسبة 5,1 في المائة، إضافة إلى زيادة الاستثمارات الخاصة بنسبة 20 في المائة مقارنة بسنة 2023، معتبرًا أن هذه المؤشرات تعكس نتائج سياسات عمومية وإصلاحات وُصفت بالجريئة. وبخصوص جهة الشرق، أكد أخنوش أن الجهة تحظى بنفس الاهتمام الذي توليه الحكومة لباقي جهات المملكة، مستعرضًا عددًا من المشاريع المنجزة أو في طور الإنجاز، من بينها إنجاز 726 كيلومترًا من الطرق، واقتراب الانتهاء من أشغال المستشفى الإقليمي بالناظور، إلى جانب مواصلة بناء مستشفيات ببركان وتاوريرت وجرسيف، وبرمجة مؤسسات استشفائية جديدة بكل من عين بني مطهر وفجيج. كما تطرق إلى الجهود المبذولة في مجال الماء، خاصة المشاريع الاستعجالية لتأمين التزود بالماء الصالح للشرب والسقي، وتسريع أشغال رفع الطاقة الاستيعابية لسد محمد الخامس، وتوسيع السقي بالتنقيط ليشمل 82 ألف هكتار. وفي الشق الصناعي، أبرز رئيس الحكومة أهمية منطقة التسريع الصناعي "ناظور ويست ميد"، التي تمتد على مساحة 600 هكتار، وتحتضن عددًا من الوحدات الصناعية الموفرة لفرص الشغل، إلى جانب توسيع مناطق صناعية أخرى بعدد من أقاليم الجهة. وفي ختام كلمته، شدد أخنوش على أن الحكومة اختارت منطق العمل بدل الخطاب، مؤكدًا في الآن نفسه أن ما تحقق يظل مرحلة ضمن مسار أطول، هدفه تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية وبناء مغرب يقوم على الكرامة وتكافؤ الفرص.