قدم "إنجليش شمبر أوركسترا"، أحد أشهر الأوركسترات في العالم، أول أمس الخميس بلندن، حفلا موسيقيا استثنائيا احتفالا بالصداقة المغربية البريطانية والعلاقات المتميزة التي تجمع بين المغرب والمملكة المتحدة. وتم تنظيم هذا الحفل الكلاسيكي، المعنون ب "ذو سبيريا أو ذو مورس"، الذي نظم ب"كادوغان هول"، وهو تحفة معمارية، بحضور سفيرة المغرب في بريطانيا للا جمالة، وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد بلندن، وعدة شخصيات من عالم الثقافة والفنون والأعمال وكذا عدد من ممثلي وسائل الإعلام والجالية المغربية المقيمة في بريطانيا.
وقد أبهرت الأوركسترا، بقيادة المايسترو غاري وولكر، الذي افتتح برنامج السهرة بأداء النشيد الوطني المغربي ونظيره البريطاني، الجمهور الغفير الذي حضر للاستمتاع بلحظات ساحرة بمشاركة عازفين وموسيقيين مغاربة وإسبان.
كما أعجب الحضور بأداء عازفة البيانو المغربية الشابة دينا بنسعيد، و"ميزو - سوبرانو" الإسبانية كلارا موريز، وعازف القيثار كريستوف دينوث وعازف الإيقاع ستيفن بورك الذي أدى معزوفات كلاسيكية وعربية، شنفت الأسماع وأطربت القلوب. وأتاح تنظيم هذا الحفل، الذي يندرج في إطار الأنشطة الثقافية لسفارة المغرب في بريطانيا للنهوض بالمبادلات الثقافية بين الرباط ولندن، الاحتفال بالموسيقي الموريسكية المشبعة بالقيم العالمية للتسامح والانفتاح والتعايش. وشكل هذا الحفل أيضا مناسبة للاستمتاع بالتراث العربي الأندلسي الذي قدم إسهاما ثمينا للحضارة العالمية. وفي الفترة الموريسكية، وضع علماء ينتمون إلى الديانات التوحيدية الثلاث الأعمال الأكثر أهمية في العصر الوسيط وطبع فنانو الطوائف الثلاث التعبير الفني الأكثر جمالية في العالم المتوسطي، كما يبرهن على ذلك الحفل الموسيقي "ذو سبيريت أوف مورس" الذي نظم بالعاصمة البريطانية.
وقد نظمت هذه السهرة سفارة المغرب في بريطانيا بمساهمة البنك المغربي للتجارة الخارجية والمكتب الوطني المغربي للسياحة. وتأسس "إنجليش شمبر أوكسترا أند ميوزيك سوسايتي"، ورئيسه الشرفي هو الأمير تشارلز ذو غالز، سنة 1948 على أيدي لورنس ليونارد وأرنولد غولدسبراو تحت مسمى "غولدسبراو أوركسترا". وفي 1960، غير الأوركسترا اسمه إلى "إنجليش شمبر أوركسترا" الذي يتوفر اليوم على ريبرتوار غني، ويراكم تسجيلات عديدة للحفلات الفنية.