وظف عمر عزيمان، مستشار الملك و رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، خطاب الملك محمد السادس، للدفاع عن المذكرة الوزارية لرشيد بلمختار التي بعثها لمدراء الأكاديميات والقاضية بفرنسة المواد العلمية في المرحلة الثانوية ابتداء من الموسم الدراسي المقبل. جاء ذلك في مستهل كلمته، أمس الاثنين، في الدورة الثامنة للجمعية العامة للمجلس الذي يرأسه، مما سيشكل لا محال حرجا كبيرا لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي هاجم علانية في مجلس المستشارين قرار الوزير بلمختار مطالبا إياه بإلغاء مذكرته أو تأجيلها. عمر عزيمان استشهد بخطاب الملك، السنة الماضية، حين قال: ".. وخلافا لما يدعيه البعض، فالانفتاح على اللغات والثقافات الأخرى، لن يمس بالهوية الوطنية، بل بالعكس، سيساهم في إغنائها، لأن الهوية المغربية، ولله الحمد، عريقة وراسخة، وتتميز بتنوع مكوناتها، الممتدة من أوربا، إلى أعماق افريقيا..". وكانت كلمة بلمختار واضحة في هذا الاتجاه، مما يعني أن عزيمان انتصر لبلمختار في "خلافه" مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في ما يخص "فرنسة" المواد العلمية في المرحلة الثانوية. ومما يؤكد هذا الطرح استشهاد عمر عزيمان، مرة ثانية، بخطاب الملك، حين قال: "..إن خطاب إصلاح التعليم، يجب أن يظل بعيدا عن الأنانية، وعن أي حسابات سياسية، ترهن مستقبل الأجيال الصاعدة، بدعوى الحفاظ على الهوية..ومن هنا فإن مستقبل التعليم، وجب أن يهدف أولا إلى تمكين المتعلم، من اكتساب المعارف والمهارات وإتقان اللغات الوطنية والأجنبية، لا سيما في التخصصات العلمية والتقنية، التي تفتح له أبواب الاندماج في المجتمع..". وكان موقع "الأيام 24" قد أشار في وقت سابق إلى عزم وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار اللجوء إلى التحكيم الملكي في "خلافه" مع عبد الإله بنكيران، وحزب "العدالة والتنمية" بشكل عام، خاصة بعد تهديد مجموعة من نوابه في لجنة التعليم بمجلس النواب بالتصويت ضد قرار بلمختار. وفي تفاصيل مذكرة بلمختار التي بعث بها لمدراء الأكاديميات، تقر أنه ابتداء من الدخول المدرسي المقبل 2016-2017 يجب تدريس مادتي الرياضيات والعلوم الفيزيائية باللغة الفرنسية، بالنسبة إلى الجذع المشترك والأولى باكالوريا، بشعبتي العلوم والتكنولوجيات الميكانيكية، والعلوم الكهربائية.
كما نصت المذكرة الصادرة عن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني على تدريس المادتين العلميتين المذكورتين باللغة الفرنسية في السنة الثانية باكالوريا، بمسلكي العلوم والتكنولوجيات الميكانيكية، والعلوم والتكنولوجيات الكهربائية، وذلك على غرار باقي المواد المميزة لهذه الشعب.
وفي الوقت الذي ترى المذكرة الوزارية أن الأكاديميات الجهوية مطالبة بتعميم هذه الإجراءات على المؤسسات الثانوية التأهيلية، العمومية والخصوصية، اعتبرت أن هذا الأمر يأتي تصحيحا للاختلالات التي تعرفها المنظومة التعليمية، لافتة الانتباه "إلى ضرورة تكامل المواد التعليمية في السلك الثانوي التأهيلي".
وكان التقرير الإستراتيجي للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي نص على اعتماد اللغة الفرنسية في المدرسة المغربية، وذلك ضمن رؤيته الإستراتيجية بين 2015 و2030.