دكرى14 غشت دكرى استرجاع وادي الذهب العرائش أنفو بقلم: سعيد ودغيري حسني كيف أنسى ذلك اليوم ويومي أنا مرآة سبعين عاما شهدت فيها الملوك الثلاثة كل واحد منهم نقش اسمه على صخر الذاكرة وغرس روحه في تراب الهوية محمد الخامس شمس الاستقلال ورمز الكفاح قائد أمسك بيد الوطن وهو يئن تحت ثقل القيود أطلق بيان أحد عشر يناير ألف وتسعمئة وأربعة وأربعين وغرس في القلوب حلم التحرر وفي طنجة عام ألف وتسعمئة وسبعة وأربعين قال كلمات هزت عرش الاستعمار وأعلن أن المغرب والصحراء قلب واحد عاد من المنفى في نوفمبر ألف وتسعمئة وخمسة وخمسين وتوج النصر في مارس ألف وتسعمئة وستة وخمسين فارتفع اسم حرية المغرب في السماء الحسن الثاني مهندس الحكمة وصانع المعجزات دعا في نوفمبر ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين ثلاثمئة وخمسين ألف قلب مغربي يحملون القرآن والصور ورايات الوطن يمشون نحو الصحراء بخطى الإيمان ليقولوا للعالم هذه أرضنا منذ فجر التاريخ كانت المسيرة الخضراء أغنية من نور كتبت على رمال الجنوب عهدا أن الوطن لا يباع ولا يقسم محمد السادس ملك البناء وصوت الحكمة منح الصحراء مشروع الحكم الذاتي فصار للعالم حلا يشيد به وتبنته أمم كبرى من واشنطن إلى لندن وباريس ومع السياسة جاء الفعل طرق تشق الصحراء موانئ تعانق المحيط جامعات ومدن تنبض بالحياة أمل يزرع نفسه في رمال كانت صامتة فصارت تتكلم بلغة المستقبل ومن ذلك اليوم يوم العناق الأبدي بين العرش والشعب انطلقت مسيرة البناء الطرقات صارت شرايين حب الموانئ جسور أمل المدن الجنوبية صفحات جديدة في كتاب الوطن الرابع عشر من غشت ليس تاريخا على ورق هو قلب يخفق بالاستقلال وصوت يردد نشيد المسيرة الخضراء ولبنة أولى في صرح الحكم الذاتي والتنمية هو اليوم الذي جمع الولاء بالحكم والأرض بالإنسان والتاريخ بالمستقبل كيف أنسى ذلك اليوم وأنا السبعيني الذي يحمل في صدره ثلاثة وجوه واحد أضاء درب الحرية وثان صاغ عهد الوفاء وثالث غرس الأمل في رمال الجنوب لتصير قصيدة الوطن قصيدة أبدية لمن أراد أن يسمع