توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد    طنجة.. إغلاق مقهى شيشة بمحيط مالاباطا بعد شكايات من نزلاء فندق فاخر    حادث خطير داخل "الفيريا" بمرتيل يُخلّف إصابات ويثير مخاوف الزوار    جهة طنجة-تطوان-الحسيمة .. حصول أزيد من 29 ألف متمدرس على البكالوريا بمعدل نجاح يناهز 81 في المائة    من ضحية إلى مشتبه به .. قضية طعن والد لامين جمال تتخذ منحى جديدًا    فيلدا: فخور بأداء "اللبؤات" أمام السنغال    حزب الاستقلال يُراهن على استقطاب الشباب لإعادة تشكيل المشهد السياسي        طقس الأحد في المغرب بين الحار والرياح القوية    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم سيدات.. المنتخب المغربي يتأهل إلى دور الربع نهائي بعد فوزه على نظيره السنغالي (1-0)    الطالبي العلمي: المغرب يجعل من التضامن والتنمية المشتركة ركيزة لتعاونه جنوب-جنوب    أسعار الذهب تتجاوز 3350 دولارا للأوقية في ظل التوترات التجارية العالمية    خطوة مفاجئة في إسبانيا .. ملقة ترفض استقبال مباريات "مونديال 2030"    لبؤات الأطلس يتأهلن إلى ربع نهائي "كان السيدات" بعد فوز صعب على السنغال    أكرد يلتحق بتداريب نادي "وست هام"    المفوضية الأوروبية تنتقد رسوم ترامب    حرب الإبادة الإسرائيلية مستمرة.. مقتل 100 فلسطيني في قصف إسرائيلي على غزة منذ فجر السبت    الملك يهنئ رئيس ساو طومي وبرانسيبي    بنسعيد: "البام" آلية لحل الإشكاليات .. والتحدي الحقيقي في التفكير المستقبلي    أثنار: جاك شيراك طلب مني تسليم سبتة ومليلة إلى المغرب سنة 2002    نسبة النجاح في البكالوريا تتجاوز 83 %    تفاصيل انتهاء اعتصام في بني ملال    وفاة الفاعل المدني عبد العالي الرامي بعد صراع مع المرض    اجتماعات بالرباط لتسريع مشروع أنبوب الغاز الإفريقي وتوسيع الشراكات الإقليمية        المغرب يفتح باب الترخيص لإرساء شبكة 5G    تقرير دولي يضع المغرب في مرتبة متأخرة من حيث جودة الحياة    الصندوق المغربي للتقاعد يطلق نسخة جديدة من تطبيقه الهاتفي "CMR" لتقريب الخدمات من المرتفقين    فاس تحتضن لقاء لتعزيز الاستثمار في وحدات ذبح الدواجن العصرية    تقديم العرض ما قبل الأول لفيلم "راضية" لمخرجته خولة أسباب بن عمر    دراسة: التلقيح في حالات الطوارئ يقلل الوفيات بنسبة 60%    مهرجان "موغا" يعود إلى مدينته الأصلية الصويرة في دورته الخامسة    اجتماعات بالرباط للجنة التقنية ولجنة تسيير مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي    الطبخ المغربي يتألق في واشنطن.. المغرب يحصد جائزة لجنة التحكيم في "تحدي سفراء الطهاة 2025"                تونس في عهد سعيّد .. دولة تُدار بالولاء وتُكمّم حتى أنفاس المساجين    تواصل الانتقادات لزيارة "أئمة الخيانة والعار" للكيان الصهيوني    فرنسا تدين طالبًا مغربيًا استبدل صور طلاب يهود بعلم فلسطين    أخرباش تحذر من مخاطر التضليل الرقمي على الانتخابات في زمن الذكاء الاصطناعي    بورصة البيضاء .. أداء أسبوعي إيجابي    أغنية "إنسى" لهند زيادي تحصد نسب مشاهدة قوية في أقل من 24 ساعة    عبد العزيز المودن .. الآسَفِي عاشِق التُّحف والتراث    الصين- أمريكا .. قراءة في خيارات الحرب والسلم    نحو طب دقيق للتوحد .. اكتشاف أنماط جينية مختلفة يغيّر مسار العلاج    57 ألفا و823 شهيدا حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدء الحرب    عقوبات أميركية تطال قضاة ومحامين بالمحكمة الجنائية لإسقاط مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت    علماء ينجحون في تطوير دواء يؤخر ظهور السكري من النوع الأول لعدة سنوات    الدوري الماسي.. سفيان البقالي يفوز بسباق 3000م موانع في موناكو    من السامية إلى العُربانية .. جدل التصنيفات اللغوية ومخاطر التبسيط الإعلامي    "وول مارت" تستدعي 850 ألف عبوة مياه بسبب إصابات خطيرة في العين    باحثون بريطانيون يطورون دواء يؤخر الإصابة بداء السكري من النوع الأول    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    طريقة صوفية تستنكر التهجم على "دلائل الخيرات" وتحذّر من "الإفتاء الرقمي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خوفا ‬من ‬المفاجآت.. الذهب ملاذ آمن في زمن كورونا
نشر في الأيام 24 يوم 29 - 10 - 2020

بعد ‬أزمة ‬الرهن ‬العقاري ‬لعام ‬2008، ‬كان ‬سعر ‬الذهب ‬قد ‬حطم ‬بالفعل ‬أرقامه ‬القياسية، ‬ما ‬جعل ‬المستثمرين ‬يهرولون ‬صوب ‬المعدن ‬الأصفر ‬لحماية ‬جزء ‬من ‬ممتلكاتهم ‬في ‬انتظار ‬هدوء ‬العاصفة، ‬فيما ‬زاد ‬طلب ‬المستهلك ‬على ‬السبائك ‬والعملات ‬بشكل ‬ملحوظ.‬
ملاذ ‬آمن
يبدو ‬أن ‬أزمة ‬فيروس ‬«‬كورونا»‬ ‬ترسل ‬إشارات ‬مماثلة ‬لما ‬حدث ‬منذ ‬12 ‬سنة. ‬فبعد ‬الانخفاض ‬السريع ‬خلال ‬انهيار ‬سوق ‬الأسهم ‬منتصف ‬مارس ‬الماضي، ‬قفزت ‬قيمة ‬المعدن ‬الأصفر، ‬في ‬الرابع ‬من ‬غشت ‬الماضي، ‬وصولا ‬الى ‬مستوى ‬1550 ‬دولارا ‬للأوقية، ‬وذلك ‬للمرة ‬الأولى ‬منذ ‬أكثر ‬من ‬ست ‬سنوات، ‬نتيجة ‬تهافت ‬المستثمرين ‬على ‬الأصول ‬الآمنة، ‬التي ‬عادة ‬ما ‬يتم ‬اللجوء ‬إليها ‬أثناء ‬الأزمات ‬الاقتصادية ‬لما ‬تتميز ‬به ‬من ‬استقرار ‬وجاذبية ‬اكثر ‬للراغبين ‬في ‬«‬تأمين»‬ ‬جزء ‬من ‬أصولهم. ‬
ومن ‬بين ‬هذه ‬«‬الملاذات ‬الآمنة»‬، ‬يواصل ‬الذهب ‬رحلة ‬الارتفاع ‬خلال ‬فترات ‬الركود ‬وأزمات ‬سوق ‬الأسهم. ‬وهذا ‬ما ‬تؤكده ‬خبيرتا ‬الاقتصاد؛ ‬فيرجيني ‬كودرت ‬وهيلين ‬ريموند، ‬ في ‬مقال ‬نشر ‬عام ‬2012 ‬تحت ‬عنوان ‬«‬هل ‬الذهب ‬ملاذ ‬آمن ‬خلال ‬فترات ‬الركود ‬وأزمات ‬البورصة؟»‬. ‬فوفقًا ‬لتحليلهما ‬للتطور ‬المقارن ‬لأسعار ‬وعوائد ‬الأسهم ‬والذهب ‬في ‬أوقات ‬الأزمات، ‬استنتجت ‬الباحثتان ‬أن ‬«‬العلاقة ‬بين ‬الذهب ‬والأسهم، ‬التي ‬تقترب ‬بالفعل ‬من ‬الصفر ‬في ‬الأوقات الهادئة، ‬تميل ‬إلى ‬التراجع ‬أكثر ‬خلال ‬الأزمات، في ‬تطور ‬يضطلع ‬فيه ‬معدن ‬الذهب ‬بدور ‬«‬الملاذ ‬الآمن»‬.‬
وتضيف ‬الباحثتان ‬أن ‬الذهب ‬يوفر ‬وسيلة ‬تحوط ‬مثيرة ‬للاهتمام ‬لأصحاب ‬الأسهم ‬في ‬معظم ‬الحالات، ‬مسجلتان ‬أنه ‬«‬على ‬الرغم ‬من ‬عوائده ‬المنخفضة ‬على ‬المدى ‬الطويل، ‬يعتبر ‬الذهب ‬من ‬بين ‬الأصول ‬الأكثر ‬جاذبية ‬لتنويع ‬محفظة ‬الأسهم، ‬خاصة ‬في ‬أوقات ‬الأزمات»‬.‬
أين ‬تتجه ‬أسعار ‬الذهب؟
حسب ‬تقرير ‬صادر ‬عن ‬شبكة ‬«‬بلومبورغ»‬ ‬الأمريكية، ‬كان ‬سعر ‬أوقية ‬الذهب ‬يحوم ‬حول ‬36 ‬دولارا ‬عام ‬1970، ‬وهو ‬حاليا ‬يصل ‬الى ‬أكثر ‬من ‬2000 ‬دولار، ‬بزيادة ‬قدرها ‬45 ‬ضعفا.‬
وفي ‬هذا ‬الصدد، ‬يعتقد ‬الخبير ‬المالي ‬الإيطالي، ‬ستيفانو ‬بوتايولي، ‬أن ‬الذهب ‬لم ‬يكمل ‬بعد ‬مستوى ‬ارتفاعه، ‬متوقعا ‬مرحلة ‬تحيينية ‬في ‬الأسابيع ‬المقبلة ‬ترفعه ‬إلى ‬1850 ‬دولارا ‬كحد ‬أقصى، ‬لكنها ‬يراها، ‬في ‬المحصلة، ‬مجرد ‬بداية ‬لحركة ‬صعودية ‬جديدة ‬ستتخطى ‬ما ‬يزيد ‬عن ‬2200 ‬دولار ‬بحلول ‬متم ‬2020.‬
وعلى ‬المدى ‬البعيد، ‬يرى ‬هذا ‬المحلل ‬المالي، ‬في ‬حديث ‬صحفي ‬لمجلة ‬«‬باب»‬، ‬أن ‬حركة ‬صعود ‬سعر ‬الذهب ‬متوقع ‬لها ‬أن ‬تصل ‬الى ‬4600 ‬دولار. ‬
ومن ‬بين ‬العوامل ‬المساهمة ‬في ‬هذا ‬الارتفاع، ‬أشار ‬مستشار ‬الاستثمار ‬ببنك ‬كونسوليا (‬Banca Consulia) ‬في ‬إيطاليا، ‬إلى ‬تزايد ‬عدم ‬الثقة ‬في ‬قيمة ‬الدولار، ‬الذي ‬يرتبط ‬عكسيا ‬بالذهب ‬ويبدو ‬أنه ‬يسير، ‬بصرف ‬النظر ‬عن ‬بعض ‬الارتدادات ‬قصيرة ‬الأجل، ‬في ‬اتجاه ‬تراجعي ‬لفترة ‬طويلة.‬
وفي ‬سياق ‬أزمة ‬فيروس ‬«‬كورونا»‬، ‬ضعف ‬مؤشر ‬التضخم ‬بشكل ‬كبير ‬وتمت ‬مواجهة ‬التطورات ‬الانكماشية ‬الهائلة ‬باعتماد ‬إجراءات ‬نقدية ‬ومالية ‬صارمة. ‬ومن ‬اللافت، ‬حسب ‬الخبير ‬الإيطالي، ‬أن ‬الأداء ‬المتفوق ‬لأسهم ‬الذهب ‬يعتبر ‬نذير خطر ‬على ‬ظهور ‬مستوى ‬تضخم ‬أعلى ‬على ‬المدى ‬المتوسط، ‬متوقعا ‬أن ‬تتفوق ‬الفضة ‬بدورها ‬على ‬مؤشرات ‬السلع ‬الأساسية.‬
ومن ‬جهته، ‬يعتبر ‬الباحث ‬التونسي ‬بالمعهد ‬العالي ‬للتسيير ‬بقابس، ‬خالد ‬مكني ‬أن ‬من ‬بين ‬العوامل ‬الرئيسية ‬التي ‬تؤثر ‬على ‬الذهب، ‬سعر ‬الفائدة، ‬الذي ‬كلما ‬ارتفع، ‬انخفض ‬سعر ‬الذهب، ‬خصوصا ‬في ‬ظل ‬لجوء ‬المستثمرين ‬إلى ‬السندات ‬الحكومية ‬وفئات ‬الأصول ‬الأخرى ‬التي ‬تظل ‬عائداتها ‬مرتبطة ‬بأسعار ‬الفائدة، ‬مشيرا ‬إلى ‬أن ‬أهم ‬سعر ‬فائدة ‬في ‬العالم ‬يحدده ‬البنك ‬المركزي ‬الأمريكي ‬الذي ‬يعتبر ‬الحكم ‬الرئيسي ‬في ‬الأسواق ‬العالمية.‬
وكأي ‬سلعة ‬أخرى، ‬يفسر ‬الأستاذ ‬الباحث ‬في ‬حديث ‬لمجلة ‬«‬باب»‬، ‬يرتفع ‬إنتاج ‬الذهب ‬وينخفض ‬مع ‬مرور ‬الوقت، ‬والأمر ‬نفسه ‬بالنسبة ‬لمستوى ‬الطلب؛ ‬إذ ‬غالبا ‬ما ‬يكون ‬موسم ‬الأعياد ‬في ‬الهند ‬والصين ‬فترة ‬رئيسية ‬لتزايد ‬الطلب ‬على ‬الذهب.‬
لماذا ‬يتوفر ‬الذهب ‬على ‬قيمة ‬نقدية ‬استثنائية؟
بحسب ‬كتاب ‬«‬تاريخ ‬الذهب" ‬للمؤرخ ‬والخبير ‬الاقتصادي ‬الفرنسي ‬رينيه ‬سيديو (‬René Sédillot)‬، ‬الصادر ‬عام ‬1971، ‬مَثّل ‬المعدن ‬الأصفر ‬منذ ‬القدم ‬مثار ‬شغف ‬وتعلق ‬الإنسان، ‬«‬فمنذ ‬عرف ‬الإنسان ‬الذهب، ‬وهو ‬مفتون ‬به»‬. ‬وما ‬كان ‬لهذا ‬الشغف ‬المتزايد ‬على ‬مر ‬العصور ‬إلا ‬أن ‬يعطي ‬للذهب ‬قيمته ‬النقدية ‬الاستثنائية.‬
واعتبر ‬سيديو ‬أنه ‬«‬لكي ‬يفقد ‬الذهب ‬وظائفه ‬وصولته ‬باستثناء ‬تلك ‬المعترف ‬له ‬بها ‬في ‬الفن ‬والصناعة (...) ‬يتعين ‬ويكفي ‬أن ‬يسود ‬السلام ‬بين ‬الأمم»‬، ‬وأن ‬تعمد ‬الحكومات ‬الى ‬خلق ‬التوازن ‬في ‬ميزانياتها، ‬وتحد ‬من ‬ارتفاع ‬الأسعار، ‬وتعمل ‬على ‬تبديد ‬تهديدات ‬التضخم، ‬وتتجه ‬بقوة ‬صوب ‬تعزيز ‬عملتها ‬وجعل ‬قوانينها ‬أكثر ‬عدالة»‬. ‬وختم ‬كتابه ‬بالقول ‬إنه ‬«‬إذا ‬لم ‬يتم ‬استيفاء ‬كل ‬هذه ‬الشروط، ‬فإنه ‬لا ‬يزال ‬للذهب ‬بعض ‬الفرص»‬.‬
وتعليقا ‬على ‬هذا ‬الكتاب، ‬يرى ‬المحلل ‬المالي ‬الفرنسي ‬ومؤلف ‬كتاب ‬«‬الذهب، ‬استثمار ‬للمستقبل" (‬l'or, un placement d'avenir)‬، ‬فيليب ‬هيرلن ‬أن ‬وجهة ‬نظر ‬سيديو ‬«‬خاطئة»‬، ‬فالذهب ‬«‬يبقى ‬بالتأكيد ‬الملاذ ‬الآمن ‬المرجعي ‬الذي ‬يكتسب ‬أهمية ‬في ‬حالات ‬الصراع، ‬ولكن ‬ليس ‬فقط ‬كما ‬يعلمنا ‬التاريخ»‬.‬
وأوضح ‬الباحث ‬في ‬علم ‬الاقتصاد، ‬في ‬حديث ‬لمجلة ‬«‬باب»‬، ‬أن ‬الأمر ‬يتعلق ‬قبل ‬كل ‬شيء ‬«‬بعدم ‬اتساق ‬قرارات ‬الدول ‬التي ‬تنفق ‬بسخاء ‬لإرضاء ‬زبائنها ‬الانتخابيين، ‬والتي ‬تمول ‬عجزها ‬المالي ‬من ‬خلال ‬طباعة ‬الأوراق ‬النقدية، ‬حيث ‬تتجلى ‬بعد ‬فترة، ‬في ‬زيادة ‬الأسعار (...)‬»‬ .‬
ومع ‬العولمة ‬والمنافسة ‬الدولية ‬القوية، ‬يرى ‬الخبير ‬الفرنسي ‬أن ‬التضخم ‬لا ‬يمس ‬بالضرورة ‬السلع ‬الاستهلاكية، ‬بل ‬العقارات، ‬مما ‬يؤدي ‬بشكل ‬خطير ‬إلى ‬تآكل ‬القوة ‬الشرائية ‬للأسر، ‬مؤكدا ‬أنه ‬«‬مع ‬الاضطراب ‬النقدي ‬الذي ‬نشهده ‬في ‬جميع ‬أنحاء ‬العالم، ‬من ‬المرجح ‬أن ‬يمتد ‬ارتفاع ‬الأسعار ‬إلى ‬السلع ‬الاستهلاكية، ‬بما ‬في ‬ذلك ‬الغذاء ‬والطاقة»‬. ‬
ويعتقد ‬الباحث ‬أن ‬الأمر ‬سيكون ‬مأساويا ‬للعديد ‬من ‬البلدان، ‬منها ‬لبنان ‬التي ‬يجب ‬أن ‬تكون ‬بمثابة ‬تحذير ‬للجميع، ‬مؤكدا ‬أن ‬«‬الذهب ‬لن ‬يفقد ‬قيمته ‬أبدا، ‬وأنه ‬سيظل ‬متمكنا ‬من ‬قلوب ‬الرجال ‬لآلاف ‬السنين»‬.‬
ولتفادي ‬التغييرات ‬التي ‬تعرفها ‬أسعار ‬الذهب، ‬يقترح ‬هيرلن ‬العودة ‬إلى ‬«‬معيار ‬الذهب»‬، ‬أي ‬تثبيت ‬علاقة ‬مستقرة ‬بين ‬النقود ‬وكمية ‬معينة ‬من ‬الذهب، ‬وهي ‬تقنية ‬قد ‬تم ‬تطبيقها ‬مسبقا، ‬لافتا ‬الى ‬أن ‬هذا ‬القرار ‬سيمنع ‬الدول ‬من ‬توسيع ‬عجزها، ‬وسيضمن ‬إيجاد ‬توازن ‬صارم ‬بين ‬النفقات ‬والإيرادات.‬
احتياطي ‬الذهب ‬بالمغرب
وحسب ‬آخر ‬إحصائيات ‬لمجلس ‬الذهب ‬العالمي، ‬ما ‬تزال ‬البنوك ‬المركزية ‬العشرة ‬الكبرى ‬في ‬العالم ‬تمتلك ‬أكبر ‬احتياطيات ‬من ‬الذهب. ‬وتحتل ‬الولايات ‬المتحدة ‬المرتبة ‬الأولى ‬بأكثر ‬من ‬8 ‬آلاف ‬طن ‬من ‬الذهب، ‬وهو ‬ما ‬يمثل ‬تقريبا ‬مجموع ‬احتياطي ‬البلدان ‬الثلاثة ‬التالية. ‬وتشير ‬الإحصائيات ‬ذاتها ‬إلى ‬أن ‬البنك ‬المركزي ‬الروسي ‬ظل ‬لمدة ‬سبع ‬سنوات ‬متتالية، ‬أكبر ‬مشترٍ ‬للذهب، ‬حيث ‬زاد ‬حيازته ‬بمقدار ‬274 ‬طنا ‬عام ‬2018، ‬فيما ‬تأتي ‬كازاخستان، ‬ثاني ‬أكبر ‬مشترٍ، ‬في ‬المركز ‬14 ‬في ‬ترتيب ‬أكبر ‬حيازات ‬الذهب ‬لدى ‬البنوك ‬المركزية ‬في ‬العالم. ‬أما ‬المغرب، ‬فيحتل ‬المرتبة ‬62 ‬من ‬حيث ‬مخزونه ‬من ‬الذهب ‬المقدر ‬ب ‬22 ‬طنا. ‬
وتقول ‬الأستاذة ‬المبرزة ‬في ‬علوم ‬الاقتصاد ‬والجيو-‬سياسة، ‬سهام ‬اخميم، ‬في ‬حديث ‬لمجلة ‬«‬باب»‬، ‬أن ‬هذه ‬الكمية ‬من ‬الذهب ‬المغربي ‬لم ‬تتغير ‬منذ ‬عدة ‬عقود، ‬وقد ‬تم ‬الحصول ‬عليها ‬قبل ‬سبعينيات ‬القرن ‬الماضي؛ ‬أي ‬في ‬بداية ‬السنوات ‬التي ‬تم ‬فيها ‬إلغاء ‬نظام ‬المعيار ‬الذهبي ‬أو ‬ما ‬يسمى ‬تقويم ‬أسعار ‬العملات ‬بالذهب .‬
وفي ‬هذا ‬الصدد، ‬حذرت ‬الباحثة ‬سهام ‬اخميم ‬من ‬إمكانية ‬الرجوع ‬إلى ‬هذا ‬المعيار ‬الذهبي ‬الذي ‬كان ‬بمثابة ‬نظام ‬نقدي؛ ‬حيث ‬يكون ‬لعملة ‬البلد ‬قيمة ‬مرتبطة ‬مباشرة ‬بالذهب، ‬ويتم ‬فيها ‬تحويل ‬النقود ‬الورقية ‬إلى ‬كمية ‬ثابتة ‬من ‬الذهب، ‬مؤكدة ‬أن ‬هذا ‬المعيار ‬ساعد ‬في ‬حدوث ‬الكساد ‬الكبير ‬عام ‬1929، ‬لذا ‬تم ‬تعديله ‬بعد ‬الحرب ‬العالمية ‬الثانية ‬لجعل ‬الدولار ‬الأمريكي ‬العملة ‬العالمية ‬الرئيسية، ‬وأوقف ‬تماما ‬عام ‬1971، ‬بعد ‬أن ‬أمر ‬الرئيس ‬الأمريكي ‬نيكسون ‬بإلغاء ‬التحويل ‬الدولي ‬المباشر ‬من ‬الدولار ‬الأمريكي ‬إلى ‬الذهب، ‬ومنع ‬ربط ‬العملات ‬بأي ‬سلعة، ‬ما ‬أدخل ‬العالم ‬في ‬مرحلة ‬تعويم ‬العملات؛ ‬أي ‬تذبذب ‬قيمة ‬العملات ‬بحيث ‬يمكن ‬أن ‬تزيد ‬أو ‬تنقص ‬كل ‬يوم ‬عن ‬اليوم ‬السابق.‬
أسعار ‬الذهب ‬تؤثر ‬بشكل ‬كبير ‬على ‬اقتصاد ‬البلدان ‬المتقدمة
وعلى ‬الرغم ‬من ‬تخلي ‬الدول ‬عن ‬معيار ‬الذهب ‬الذي ‬تم ‬استخدامه ‬لأول ‬مرة ‬كمعيار ‬عام ‬643 ‬قبل ‬الميلاد ‬حسب ‬الخبيرة ‬الإقتصادية، ‬إلا ‬أن ‬المعدن ‬الأصفر ‬لم ‬يفقد ‬بريقه، ‬فهو ‬لا ‬يزال ‬أصلا ‬مهما ‬للحفاظ ‬على ‬الثروة ‬ولحمايتها ‬من ‬أضرار ‬التضخم، ‬وهو ‬أيضاً ‬مرتبط ‬بمختلف ‬الثقافات، ‬ويستخدم ‬أكثر ‬من ‬المعادن ‬الأخرى ‬للزينة، ‬ولا ‬يتآكل ‬مع ‬مرور ‬الزمن.‬
وخلصت ‬الأستاذة ‬المبرزة ‬في ‬علوم ‬الاقتصاد ‬والجيو-‬سياسة ‬الى ‬أنه ‬إذا ‬كان ‬للذهب ‬تأثير ‬كبير ‬على ‬الاقتصاد ‬الأمريكي ‬والبلدان ‬المتقدمة، ‬فالذهب ‬المغربي ‬ليس ‬بالكمية ‬الكافية ‬القادرة ‬على ‬التأثير ‬على ‬نحو ‬فعال ‬على ‬سوق ‬الأسهم ‬الوطنية، ‬موضحة ‬أن ‬هذه ‬الكمية ‬التي ‬يتوفر ‬عليها ‬المغرب ‬تظل ‬فقط ‬مخزونا ‬يتم ‬اللجوء ‬اليه ‬كملاذ ‬أخير ‬وآمن ‬لمواجهة ‬الأزمات»‬.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.