انتشر في الأيام التي تلت خطاب الملك محمد السادس في عيد العرش، فيديو للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عنوانه "الرد الجزائري على مبادرة الملك"، ورغم أن الفيديو يعود إلى سنة 2019 يوم كان تبون مرشحا للرئاسة، يمكن اعتبار ما ورد على لسانه ردا على مبادرة الملك لفتح الحدود وطي صفحة الخلافات. وطالب تبون حينها المملكة المغربية بالاعتذار عن إغلاق الحدود من طرف واحد مع الجزائر، وجدد التذكير بما حدث سنة 1994 حين تبادل البلدان فرض تأشيرة الدخول، حيث بدأت الرباط أولا وردت الجزائر بالمثل وقررت إغلاق الحدود، بعد اتهامها بالوقوف وراء تفجير إرهابي استهدف فندقا بمدينة مراكش.
يمكن تسجيل ثلاث نقط من خلال كلمة تبون، أولها تأكيده أن قضية إغلاق الحدود لا علاقة لها بملف الصحراء، وثانيها أن إغلاق الحدود بين بلدين متجاورين يمكن أن يتم التراجع عنه في ظرف زمني قصير والقضية لا تصل إلى حد الاعتذار.
والثالثة أن الخطاب الملكي يمكن اعتباره جبرا للخاطر حيث يقول الملك محمد السادس بالحرف: "قناعتي أن الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، و شعبين شقيقين لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصيل، تكرسه المواثيق الدولية (…) لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولين على قرار الإغلاق. ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا". ويذكر أن تبون طالب يوم كان مرشحا للانتخابات الرئاسية الجزائرية، من السلطات المغربية تقديم اعتذار للجزائر قبل أي شيء آخر، وقال إن "المغرب ارتكب خطأ كبيرا عندما قرر بمفرده فرض تأشيرات على الجزائريين في أعقاب الهجوم الذي ارتكب بمدينة مراكش سنة 1994".
ثم أضاف أن "سبب الخلاف بين الجزائر والمغرب لا يتعلق بقضية الصحراء، بل يعود إلى قرار فرض التأشيرة على الجزائريين".
ويرى تبون أن "موقف الرئيس الجزائري آنذاك ليامين زروال كان صائبا عندما قرر إعادة غلق الحدود بين البلدين".