* طارق غانم اختفاء طوائف النحل في المغرب مؤخرا "ظاهرة مخيفة، مقلقة ومتزايدة، تثير الريب في وسط المربين والمختصين في المجال، إذ أسالت المداد وطرحت علامات استفهام حول حدث إعتبره كثيرون "غير طبيعي". وسارت التكهنات حول أسباب التي أدت إلى حدوث الظاهرة غير المسبوقة بالمغرب، في إتجاه مسارات مختلفة منها ربط بالعوامل البيئية والمناخية، أو تفشي أمراض، وهناك أيضا من إعتبره نتاج سياسي لمسألة التطبيع المغربي-الإسرائيلي. القيادي في حزب العدالة والتنمية المقرئ أبو زيد الإدريسي، يؤكد أن "غموض اختفاء طوائف النحل يعود بالأساس إلى مسألة التطبيع"، مستندا في حديثه إلى ما جرى بمصر، قائلا "أول ما دمر في مصر بعد التطبيع هو النحل، لأنه الأكثر هشاشة في المجال الفلاحي". و"يكفي اختراق اسرائيل للمجال الفلاحي في مصر إبان حكم مبارك، أو تونس خلال رئاسة بن علي" يضيف أبو زيد أن يُظهر تفاصيل مرعبة، وهو ما يسير في إتجاهه المغرب حاليا، بحسبه وتابع أن المغرب لطالما مورست عليه ضغوط من السفارة الأمريكية لعقدين من الزمن، من اجل تفعيل التطبيع في مجال البحث العلمي، لاسيما ما يرتبط بالفلاحة ومعاهد الزراعة، مشيرا إلى أن "الملحق الثقافي الأمريكي عمل على تمويل لقاءات في هذا الشأن، سواء من حيث مصاريف الإقامة والطعام والفندق والبحوث والتنقل". وأثارت خرجة أبو زيد في شريط فيديو، جدلا كبيرا على مستوى وسائط التواصل الإجتماعي، إذ صنفها بعض المعلقين " أنها بعيدة عن الواقع، والظاهرة تحتاج تفسير علمي، بدل تهريب النقاش إلى جوانب أخرى أو ركوب الإثارة والجدل". من جانبه أورد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا"، أن اختفاء النحل من المناحل ببعض المناطق هو ظاهرة جديدة، والتحريات الأولية استبعدت أن يكون سببها مرض ما. وأشارت إلى أن الظاهرة، تعرف "بانهيار خلايا النحل "، وقد لوحظت أيضا بدول أخرى بأوروبا وأمريكا وافريقيا، معتبرة أن الأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها في هذا الصدد ربطت هذه الظاهرة بوجود أسباب متعددة تتدخل فيها مجموعة من العوامل خاصة منها المرتبطة بالظروف المناخية كقلة التساقطات المطرية، والبيئية كقلة المراعي، والظروف المتعلقة بالحالة الصحية للمناحل والطرق الوقائية المتبعة.