خطوات معدودة باتت تفصل بيدرو سانشيز زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، عن كسب رهان تشكيل حكومة ائتلافية يسارية جديدة، بعد الانتخابات السابقة لأوانها التي عرفتها البلاد شهر يوليوز الفائت، وتصدرها منافسه الحزب الشعبي بزعامة ألبرتو نونيس فيخو الذي فشل في الظفر برئاسة الوزراء بسبب عدم حصوله على الأغلبية الكافية لنيل ثقة البرلمان.
وبعد مفاوضات طويلة وعسيرة، تمكن سانشيز من التوصل إلى اتفاق مع الحزب الانفصالي الكتالوني "معا من أجل كاتالونيا" بزعامة كارليس بودجمون، في منفاه ببروكسل، حيث لجأ هروبا من المتابعات القضائية بعد قيادة محاولة لاستقلال كتالونيا عام 2017.
ويفتح هذا الاتفاق المثير للجدل أمام سانشيز، الذي يرأس الحكومة الإسبانية منذ يونيو 2018، الباب من أجل العودة إلى ترؤس الحكومة الإسبانية، بينما يتيح للحزب الكتالوني الاستفادة من قانون عفو في البرلمان عن الأشخاص الذين يلاحقهم القضاء الإسباني بسبب ضلوعهم في محاولة الانفصال الشهيرة قبل حوالي ست سنوات.
ولدى سانشيز مهلة حتى 27 من نونبر الجاري لكسب ثقة البرلمان، وهي المهمة التي يبدو أنه ماض في تحقيقها، خصوصا وأنه نجح في إقناع زعيمة حزب "سومر" يولاندا دياز من أقصى اليسار صاحب ال31 مقعدا، لتشكيل الحكومة معه. وهكذا يكون الزعيم الاشتراكي الذي حاز على 121 مقعدا في انتخابات يوليوز في طريقه إلى جمع 176 صوتا المطلوبة في الأغلبية، إذ يواصل مفاوضاته مع الحزب القومي الباسكي الذي يمتلك خمسة مقاعد في مجلس النواب، في اتجاه الحصول على الأغلبية الساحقة البالغ مجموعها 176 صوتا.