أفادت صحيفة العرب اللندنية أن التوقيع على اتفاقيات للتعاون الثنائي، واحدة منها مرتبطة بالمشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب، سيمنح القارة الإفريقية بعدا اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا جديدا. وأكدت الجريدة في مقال صدر في عددها اليوم الثلاثاء، أن هذه الشراكة ستمكن ، فضلا عن ذلك ، المغرب ونيجيريا من التموقع كرائدين للتعاون جنوب-جنوب على مستوى إفريقيا ، ومن منح القارة بعدا اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا جديدا لتعزيز معدلات النمو الاقتصادي مستقبلا. وأضافت أن المغرب خطا من خلال هذه الاتفاقيات خطوة كبيرة لتعزيز نفوذه الاقتصادي في إفريقيا وترسيخ خططه الطموحة الكبيرة في صناعة الغاز بعد أن استكمل مع نيجيريا اتفاقية مد أنبوب الغاز الذي سيربط بين البلدين.
وفي تقديمها للانعكاسات الايجابية لهذه الاتفاقيات ، التي تم التوقيع عليها بين البلدين بمناسبة زيارة العمل والصداقة الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية نيجيريا الفدرالية، محمدو بوهاري للمغرب، كتبت الجريدة أن هذه الاتفاقيات ستقوي العلاقات الاقتصادية بين البلدين وهي تفعيل على أرض الواقع للاتفاقيات المبرمة خلال زيارة العاهل المغربي إلى أبوجا في 2016". واعتبرت أن أهم مشروع عرفته الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، هو خط أنابيب الغاز، الذي يصفه المراقبون ب"الاستثمار الأكبر"، والذي يتوقع أن يجني الطرفان منه ثمارا اقتصادية كثيرة فور دخوله حيز الإنتاج الفعلي مشيرة إلى ان هذا المشروع ، الأول من نوعه في المنطقة ، يهدف إلى تعزيز الاندماج الاقتصادي على المستوى الإقليمي وتسريع مشاريع الكهربة في المناطق التي ستمر بها أنابيب الغاز.
واكدت الجريدة أن مسؤولين من البلدين أكدوا على أنه و"لأسباب ذات بعد اقتصادي وسياسي وقانوني وأمني وقع الاختيار على المسار المختلط" لخط الأنابيب برا وبحرا موضحين أن أنبوب الغاز سيتم تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجيات المتزايدة للدول التي سيعبر فيها وأوروبا خلال ال25 سنة القادمة.
وسجلت الجريدة أن "المشروع يعكس رؤية الملك محمد السادس من أجل إفريقيا متحكمة في مصيرها"، مشيرة إلى أن إفريقيا قارة تزخر بإمكانات اقتصادية هامة وتتيح فرصا فريدة للمستثمرين .
كما أبرزت أن هذه الشراكة تعتبر تجسيدا واضحا للاستثمار المشترك والتنمية المشتركة وسيكون لها تأثير إيجابي على مستقبل البلدين ومنطقة غرب أفريقيا والقارة الأفريقية.
وأبرز كاتب المقال أنه بالرغم من أن نيجيريا، العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، غنية بموارد الطاقة، لكنها لا تنتج كميات تذكر من الكهرباء مما يجعل صناعاتها غير منافسة، ويواجه اقتصادها ركودا ناجما عن هبوط في أسعار الخام في الأسواق العالمية.
وذكرت بأن المغرب وسع علاقاته مع نيجيريا، حيث وقع المكتب الشريف للفوسفات والصندوق السيادي النيجيري اتفاقية بغية إحداث منصة صناعية بنيجيريا من أجل إنتاج الأمونياك والمنتوجات المشتقة.
وأكدت الجريدة أن المتابعين يؤكدون أن هذه الشراكة ستضاعف من نشاط قطاع الفوسفات المغربي لا سيما وأن السلطات تبحث عن أسواق جديدة لتعزيز الصادرات وقد تجسدت خطواتها حينما وقعت الشهر الماضي اتفاقية مع شركة أبوظبي للبترول (أدنوك) لبناء أكبر مشروع في العالم. ولم تكتف الرباط بالاتفاقيتين، تضيف الجريدة، بل أبرمت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة الفلاحة والتنمية القروية بنيجيريا اتفاقية ثالثة في مجال التكوين المهني الزراعي والتأطير التقني.
يشار إلى أن الملك محمد السادس مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد، ورئيس جمهورية نيجيريا الفدرالية، محمدو بوهاري، ترأسا يوم الأحد بالقصر الملكي بالرباط، مراسم التوقيع على ثلاث اتفاقيات للتعاون الثنائي، واحدة منها مرتبطة بالمشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب.
وشددت الجريدة على ان هذه الاتفاقات، الرامية إلى تعزيز التعاون القائم بين البلدين، تنسجم مع رؤية الملك من أجل شراكة جنوب-جنوب فاعلة وتضامنية تعطي بعدا اقتصاديا أكبر، خاصة وأن الرباط تستعد للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو).
وخلصت الجريدة إلى أن المغرب الذي يخوض منذ سنوات حملة دبلوماسية في القارة كان قد عاد في يناير 2017 إلى الاتحاد الإفريقي وأحيى علاقاته مع الكثير من الدول من بينها نيجيريا.