تستعد الولاياتالمتحدة لتنفيذ مراجعة شاملة لترتيباتها العسكرية في القارة الإفريقية، تتضمن إنشاء قيادة عسكرية مستقلة لإفريقيا، بعيدًا عن قيادة القوات الجوية الأمريكية في أوروبا (USAFE). هذه الخطوة الاستراتيجية تأتي في سياق السعي الأمريكي لتعزيز نفوذها الأمني في القارة، في ظل تصاعد الحضور الروسي والصيني.
وبحسب تقارير اعلامية فإن هذا التوجه الجديد يتزامن مع تعيين قائد جديد لقيادة "أفريكوم"، وهو ما اعتُبر مؤشرًا على نية واشنطن إجراء تغييرات كبيرة في هيكلة تمركز قواتها.
موقع "أنفو موريتانيا" كشف أن هناك خططًا جارية لنقل المقر الرئيسي ل"أفريكوم" من شتوتغارت الألمانية إلى دولة إفريقية حليفة، حيث يُطرح كل من المغرب وموريتانيا كخيارين رئيسيين.
وتابع أن المغرب بترجيحات قوية لاستضافة هذا المقر، نظرًا لموقعه الاستراتيجي عند نقطة التقاء أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، فضلًا عن جاهزيته من حيث البنية التحتية العسكرية. وتُعد مناورات "الأسد الإفريقي"، التي تُنظم سنويًا على الأراضي المغربية بمشاركة القوات الأمريكية وعدد من الجيوش الإفريقية، مثالًا حيًا على عمق التعاون الدفاعي بين واشنطن والرباط.
وفي هذا السياق، أشار تقرير نشرته صحيفة La Razón الإسبانية في فبراير 2025 إلى وجود دراسات متقدمة حول إمكانية نقل مقر "أفريكوم" إلى قاعدة القنيطرة العسكرية في المغرب، مما من شأنه أن يُعزز العلاقات الدفاعية بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة.
الجنرال ستيفن تاونسند، القائد السابق ل"أفريكوم"، سبق أن نوّه بتميز القدرات اللوجستية للمغرب، مشيرًا إلى ندرة وجود دولة إفريقية تضاهيها في البنية التحتية العسكرية.
في المقابل، تبرز موريتانيا كخيار بديل مدعوم بموقعها الحيوي في قلب منطقة الساحل، التي تعتبرها الولاياتالمتحدة نقطة ارتكاز أمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية والجماعات المسلحة، مما يمنحها وزنًا استراتيجيًا متزايدًا في الحسابات الأمريكية.