على خلفية ما شهدته احتجاجات شباب "جيل Z" ببعض المدن، مساء أمس الثلاثاء، من انفلات أمني وتخريب ممتلكات عمومية ومواجهات عنيفة مع قوات الأمن، وجه حزب التقدم والاشتراكية، "نداء حارا إلى الشباب من أجل الالتزام بالطابع السلمي والمسؤول للاحتجاج وعدم السقوط في أي استفزاز، والابتعاد عن سلوك العنف والتخريب، لأنه مُضِر بعُمق المطالب المشروعة المعبر عنها، ولأنه يُحَرف المسار العام للتعبيرات الاحتجاجية نحو اتجاهات غير محسوبة ولا محمودة العواقب". وقال حزب التقدم والاشتراكية، في تصريح لمكتبه السياسي، إن "هذه التعبيرات الشبابية لا يمكن أن تصل إلى مبتغاها وتحقيق مطالبها المشروعة، وأن يكون لها الصدى المطلوب، سوى بحفاظها على طابعها السلمي والحضاري والمسؤول، والابتعاد عن أي انزلاق نحو أساليب العنف إزاء القوى الأمنية أو التخريب إزاء الممتلكات العامة والخاصة".
وأضاف الحزب، أن "هذا الأسلوب المنفلِت مرفوض تماما ولا يمكننا أن نَقبَله تحت أيِّ مبرر كان، كما لا نَقبل استعمالَ أي أسلوب يقوم على التعامل العنيف أو الحاطّ من كرامة المحتجِّين والمتظاهرين".
وتابع أنه "بالنظر إلى الممارسات العنيفة والمرفوضة المستعملة من قبل بعض المتظاهرين في بعض المدن، وتَحَسبا لاحتمال انتشار هذه الممارسات وتفاقمها، بما يُضِر بشكل عميق بسلمية الاحتجاج ومشروعية المطالب ويُحَرِّف مقاصدها في اتجاه لن يكون لا في مصلحة البلاد، ولا في مصلحة المواطنين، ولا في مصلحة الحياة المؤسساتية الديمقراطية السليمة، فإن حزب التقدم والاشتراكية يناشد الفئات الشابة المتظاهِرَة من أجل اعتبار أن رسالتها وصلت، وأن درجة مساندة مطالبها واسعة وعميقة، وأن المصلحة العامة، تقتضي تفادي مواصلة الاحتجاج بأشكاله العنيفة، حتى تبقى الحركةُ الاحتجاجية السلمية الأولى مصدر دعمٍ لكل مناصري تغيير المسار وقوةً دافعة وضاغطة من أجل إجراء إصلاحاتٍ عميقة".
وأكد حزب التقدم والاشتراكية، تضامنه مع المطالب المشروعة التي عبّر عنها شباب "جيل Z"، معتبرا أن أفضل أسلوب للتعامل مع التعبيرات الاحتجاجية الشبابية السلمية هو الحوارُ والإنصاتُ والاحتضان، والتعامل بِتَفَهُّمٍ وإيجابية وأريحية، مشددا على ضرورة تغيير السياسات العمومية في اتجاه الرُّقيِّ الفعلي بالأوضاع الاجتماعية والمعالجة الفِعلية للفوارق المجالية.
ودعا الحزب، "الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها في معالجة الأسباب العميقة لأوضاعٍ مقلقة، سواء فيما يرتبط بانحرافات النظام الصحي، إذْ عوض الارتقاء بجودة خدمات المستشفى العمومي يُسجَّل تطوُّرٌ غير مسبوق للقطاع الصحي الخصوصي كما تدلُّ على ذلك النفقاتُ العمومية الصحية والوِجهَةُ التي تتخذها". وأردف أن "نفس الأمر يطرح بالنسبة للتعليم، حيثُ يُسجَّل تدهور المدرسة العمومية في مقابل تطور ملحوظ لمجموعة من مؤسسات التعليم الخصوصي".
وأعرب التقدم والاشتراكية، عن أسفه لإصرار الحكومة على إنكار وجود فرق شاسعٍ بين التزاماتها وبين فشلها المتعدد على أرض الواقع المعيش، مسجلا أنها "تعاملت، باستخفافٍ وإنكارٍ وتَجاهُل، مع الأوضاع الصعبة والمقلقة، وبآذان صماء، وبِرِضىً مفرط عن الذات، وبتعالٍ مُستفِز للرأي العام، حيث ما فتئت تؤكد على أن "كل شيء على ما يرام وأن ما أنجزته غير مسبوق"!".