يتشكل تحالف اقتصادي جديد يجمع الولاياتالمتحدةوالإمارات العربية المتحدة لتمويل مشاريع استراتيجية بالصحراء المغربية، خاصة في مجالات الطاقة والبنى التحتية وعلى رأسها ميناء الداخلة الأطلسي.
وبحسب مجلة "أفريكا أنتيلجنس"، تستعد الإمارات لإطلاق شراكة واسعة مع المؤسسة الأمريكية الدولية لتمويل التنمية (DFC) وعدد من الشركات الأمريكية الراغبة في دخول سوق الاستثمار بالأقاليم الجنوبية.
ويهدف هذا التحالف، وفق المصدر ذاته، إلى إقامة مشاريع مشتركة وتوفير مظلة آمنة للاستثمارات الإماراتية في المغرب، بعد تجارب سابقة لم تُكتب لها الاستمرارية.
وفي هذا السياق، أعادت "أفريكا أنتيلجنس" التذكير بمحاولة شركة "دي بي وورلد" الإماراتية دخول مشروع تسيير ميناء الداخلة، وهي الخطوة التي توقفت رغم الاهتمام الذي أبدته الشركة عقب الإعلان عن الاتفاق بين "طاقة" و"ناريفا" في دجنبر 2023. وأوضحت المجلة أن الرباط فضّلت الاحتفاظ بزمام هذا المشروع الاستراتيجي، نظراً لحساسيته ووزنه الاقتصادي.
وتبرز المجلة اسمين إماراتيين بارزين في مسار تطوير ميناء الداخلة الأطلسي، هما "القابضة آي دي كيو" (ADQ) و"هيئة أبوظبي للاستثمار" (ADIA)، اللتان تنشطان حالياً في السوق المغربية. كما أشارت إلى أن "أديا"، تحت إشراف طحنون بن زايد، تتطلع إلى توسيع حضورها في مشاريع الطاقة النظيفة بالمغرب ضمن توجه نحو استثمارات أكثر استدامة.
وفي ما يتعلق بقطاع الطاقة المتجددة، أفادت التقارير بأن الإمارات دخلت في مفاوضات متقدمة مع المركز الجهوي للاستثمار بالداخلة – وادي الذهب، بإشراف أحمد كثير، لبحث سبل تفعيل مشاريع ضخمة في مجال الرياح. وتشمل هذه المشاريع الفاعلين الإماراتيين الرئيسيين: "مصدر"، "أميا باور" و"طاقة".
وعلى الجانب الأمريكي، ما تزال الشركات المعنية بصدد دراسة صيغ الشراكات المستقبلية مع الجانب الإماراتي، دون اتخاذ قرارات نهائية حول مشاريع ملموسة في الإقليم. غير أن التحركات الدبلوماسية الأخيرة لواشنطن في الداخلة، ومن ضمنها زيارة وفد رسمي استعداداً لافتتاح القنصلية الأمريكية المرتقب في 28 أكتوبر 2025، تعكس وفق المجلة جدية الاهتمام الأمريكي بالمنطقة.
وتوّج هذا الزخم بإعلان مؤسسة DFC عن رصد دعم مالي يصل إلى 5 مليارات دولار لتشجيع إقامة شركات أمريكية في الداخلة، في خطوة من المنتظر أن تعزز موقع المدينة كقطب اقتصادي صاعد في الصحراء المغربية.