يأتي انتخاب الرئيس العراقي الجديد، عبد اللطيف رشيد، وتكليفه محمد شياع السوداني، بتشكيل الحكومة، في وقت تصارع فيه البلاد لتجاوز الأزمة السياسية المستفحلة التي اندلعت منذ شهر يوليوز المنصرم، بعد احتدام الصراع بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر و"الإطار التنسيقي". مهمة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة لن تكون سهلة بالنسبة لمحمد شياع السوداني، بحسب مراقبين للوضع السياسي بالبلاد، اذ ينتظر منه تهدئة الشارع سياسيا، قبل المرور الى تشكيل الحكومة، وتوزيع الحقائق الوزارية، في وقت يهدد فيه أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، بالعودة الى الشارع لإسقاط الحكومة. السوداني يتعهد بتشكيل حكومة قوية ومتوازنة جرى تكليف محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة العراقيةالجديدة، عقب انتخاب الرئيس العراقي الجديد، عبد اللطيف رشيد، اليوم الخميس، بعد جولتي تصويت. وأكد محمد شياع السوداني على أنه "سيقدم تشكيلته الحكومية في أقرب وقت ممكن"، متعهدا بتقديم تشكيلة حكومية قوية وقادرة على بناء البلد. كما أعرب السوداني في تغريدة على حسابه ب"تويتر" عن شكره لممثلي الشعب الذين منحوه الثقة بتكليفه لتشكيل الحكومة. مهمة صعبة في انتظار السوداني مهمة السوداني لن تكون يسيرة بالنظر الى تعدد الفصائل السياسية بالعراقية، وضرورة أن يقنع الصدريين بمنهاج الحكومة واستقلاليتها، خاصة أن الجناح الصدري يبدي استعدادا للتصعيد من أجل اسقاط الحكومة، غير أن اللافت في كلمة السوداني هو "تعهده للعراقيين بأن يكون عند حسن ظنهم بتقديم التشكيلة الوزارية بأقرب وقت". كما تعهد رئيس الوزراء العراقي المكلف ب" تشكيل حكومة قوية وقادرة على بناء البلد وخدمة المواطنين وحفظ الأمن والاستقرار وبناء علاقات دولية متوازنة". ويأتي انتخاب البرلمان العراقي، ل"عبد اللطيف رشيد"، رئيسا للعراق، وتكليف شياع السوداني بتشكيل الحكومة، في وقت دخلت فيه العراق منذ العام الماضي، نفقا سياسيا مظلما هدد بعودة الوضع السياسي الى سابق عهده، وذلك بعد احتدام الصراع بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر و"الإطار التنسيقي" (الذي يضم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وتحالف الفتح، وفصائل أخرى موالية لإيران). وضع بلغ ذروته نهاية شهر غشت الماضي، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين التيار الصدري، و "الإطار التنسيقي" في وسط العاصمة بغداد، أودت بحياة 30 شخصاً. دعم كبير من قوى "الإطار التنسيقي" للسوداني في وقت نزل فيه التيار الصدري، بكل ثقله احتجاجا على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة العراقية، يحظى السوداني، بدعم واسع من قوى (الإطار التنسيقي) التي تضم التيارات الشيعية في البرلمان العراقي باستثناء كتلة التيار الصدري. ويجر السوداني، خلفه تجربة طويلة تمتد الى سنوات طويلة بدأت منذ انضمامه إلى حزب الدعوة/ تنظيم الداخل، حيث شارك مع الأحزاب الشيعية في الهجوم على مقار المؤسسات الحكومية والسيطرة عليها قبل أن تستعيدها السلطات عام 1991، كما تولى العديد من المناصب الحكومية المهمة، بعد إسقاط الولاياتالمتحدةالأمريكية نظام الرئيس العراقي صدام حسين عام 2003.