شهدت العاصمة الرباط يوم 22 ماي 2025 زيارة رسمية لوزير الشؤون الخارجية والشؤون الأوروبية السلوفاكي، السيد جوراي بلانار، بدعوة من نظيره المغربي السيد ناصر بوريطة، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الثانية والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وخلال هذه الزيارة الهامة، التي رافق الوزير السلوفاكي فيها وفد اقتصادي رفيع المستوى، تم التأكيد على جودة العلاقات الثنائية بين الرباط وبراتيسلافا، مع تعبير الجانبين عن إرادتهما المشتركة لتعميق الشراكة متعددة الأبعاد، ومواصلة التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. اتفاق لتعزيز التعاون السياسي والثقافي اتفق الطرفان على تفعيل آليات الحوار السياسي وتكثيف الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، وذلك من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن إنشاء آلية للتشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين. كما ثمّن الجانبان أهمية التعاون البرلماني، لا سيما في إطار الاتحاد البرلماني الدولي. وفي المجال الثقافي والأكاديمي، أكد المغرب وسلوفاكيا على أهمية تعزيز التبادل الثقافي والتعاون العلمي، خاصة في مجالات البحث والابتكار والاقتصاد الأزرق، لما لذلك من دور في التنمية البشرية والاقتصادية، وتقوية الروابط بين الحكومتين والمجتمع المدني في كلا البلدين. دفع التعاون الاقتصادي نحو آفاق جديدة ركزت المباحثات بين الجانبين على ضرورة إعطاء زخم جديد للعلاقات الاقتصادية من خلال استكشاف فرص الشراكة في قطاعات واعدة مثل الطاقات المتجددة، والصناعات الخضراء، والفلاحة، والصناعة الميكانيكية، واللوجستيك. واتفق الطرفان على تنظيم منتديات اقتصادية منتظمة تجمع الفاعلين من القطاعين العام والخاص لبحث سبل التعاون والاستثمار المشترك. وشدد البيان المشترك على دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة وتمكينها من ولوج الأسواق الجديدة، وتوفير تمويلات ملائمة، وبناء القدرات بما يسهم في خلق فرص الشغل وتعزيز التنمية المستدامة. التزام متبادل بالدبلوماسية المتعددة الأطراف أعربت الرباط وبراتيسلافا عن تمسكهما بالقيم المشتركة المتمثلة في احترام القانون الدولي، والعمل ضمن إطار الأممالمتحدة، ومواصلة التنسيق داخل الهيئات الدولية بشأن القضايا العالمية كالتغير المناخي، ومكافحة الإرهاب، والهجرة. وفي هذا السياق، جددت سلوفاكيا دعمها للجهود الجادة وذات المصداقية التي تبذلها المملكة المغربية لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء المغربية، مشيدة بالمبادرة المغربية المقدمة للأمم المتحدة سنة 2007، والتي اعتبرتها أساسًا واقعيًا وجديًا للحل. كما نوهت بالدور الذي تلعبه بعثة "المينورسو" في دعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة. تعاون أمني ومقاربة مشتركة للهجرة شملت المحادثات أيضًا قضايا الأمن الداخلي ومكافحة الجريمة المنظمة والجرائم السيبرانية وتزوير الوثائق والاتجار بالبشر، حيث أكد الطرفان على أهمية تبادل الخبرات وتعزيز التعاون لمواجهة هذه التحديات المشتركة. كما شددا على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية في مجال الهجرة، تقوم على الحوار والتعاون، لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين، ومعالجة الضغوط المرتبطة بالهجرة باعتبارها مسؤولية مشتركة. دعم لمبادرات المغرب في إفريقيا في ما يخص القضايا الإقليمية، أشادت سلوفاكيا بالمبادرات الاستراتيجية التي يضطلع بها المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، خاصة تلك المتعلقة بأجندة الهجرة للاتحاد الإفريقي، ودور المغرب الإيجابي في تعزيز الاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية. كما أكدت سلوفاكيا دعمها لمصالح المغرب داخل الاتحاد الأوروبي، واستعدادها لتقوية التعاون الثلاثي بين مجموعة فيشغراد والمغرب لفائدة التنمية في إفريقيا. وقد اختتمت الزيارة بتوقيع إعلان مشترك يعكس التزام الطرفين ببناء شراكة متجددة تقوم على الثقة المتبادلة، والتعاون المثمر، والعمل المشترك من أجل السلام والتنمية على الصعيدين الإقليمي والدولي.