كشف ياسر الزبيري، مهاجم فاماليكاو البرتغالي وأحد أبرز مفاجآت الكرة المغربية بعد قيادته المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة نحو التتويج بكأس العالم، أن ما يعيشه "أقرب إلى الحلم منه إلى الحقيقة"، في حوار مطول خص به صحيفة "AS" الإسبانية. وقال الزبيري إن لحظة الفوز باللقب ستظل محفورة في ذاكرته، مبرزا: "هذا ما كنت أحلم به منذ بدأت ألعب الكرة... درست مثل باقي الأطفال، لكن قلبي كان دائما مع المستطيل الأخضر. لقد تعبت واجتهدت، وكنت أنتظر فرصة كهذه لأعيشها مع بلدي... والحمد لله تحقق الحلم". واستعاد المهاجم الشاب بداياته في مراكش قبل انتقاله إلى أكاديمية محمد السادس، التي اعتبرها "نقطة التحول الحقيقية" في مساره، قائلا: "الأكاديمية أفضل من مؤسسات كثيرة في أوروبا... وفرت لنا التعليم، الرعاية، والظروف المثالية لنكبر ونصقل موهبتنا. بدون ذلك المحيط لم نكن لنصل لما نحن عليه اليوم". وكشف علاقته القوية بنايف أكرد، مؤكدا أنه كان يتواصل معه يوميا خلال المونديال: "كان يتصل بي ليمنحني الحافز والنصيحة... إنه قدوة حقيقية بتواضعه وأخلاقه قبل مستواه". وعن انتقاله إلى فاماليكاو، أوضح الزبيري أن المشروع الرياضي للفريق كان أكثر ما جذبه، خصوصا أنه ناد يعتمد على المواهب الشابة، وقال: "رأيت فريقا شابا يمكنني الاندماج فيه بسرعة... وكان الهدف واضحا: اللعب، التطور، ثم التقدم نحو أندية أكبر، كما حدث مع لاعبين سابقين". وأضاف أن طموحه بالاحتراف الأوروبي كان حاضرا قبل خروجه من اتحاد تواركة، مؤكدا: "كنت مقتنعا بأن أوروبا هي الخطوة التالية... وانتظرت المشروع الأنسب". وبخصوص تألقه في كأس العالم، شدد المهاجم المغربي على أن سر ثقته كان المجموعة والانسجام الطويل بين اللاعبين، قائلا: "نعمل معا منذ ثلاث سنوات... نعرف بعضنا جيدا والمدرب يعرفنا حتى من الجانب العاطفي. كنت أدخل المباريات بلا خوف... حتى لو أضعت فرصة أو ركلة جزاء، أعرف أن زملائي خلفي". وأوضح أن الأجواء الحماسية في النهائي أمام الأرجنتين رفعت من عزيمته بدل أن تربكه: "الجمهور ومحاولات الاستفزاز زادتني قوة... وهدفي النهائي لحظات لا تنسى". وأكد الزبيري أنه يشعر بأنه قريب من المنتخب الأول، لكنه يحترم قرارات الناخب الوطني وليد الركراكي، قائلا: "بصراحة، أرى نفسي جاهزا... لكن الاختيار يبقى بيد المدرب. طلب منا بعد المونديال أن نستمر في اللعب كأساسيين في أنديتنا، وأنا أحاول إثبات نفسي كل أسبوع". كما لم يخف حلمه بالمشاركة في كأس إفريقيا 2025 بالمغرب، مبرزا: "من لا يحلم باللعب في الكان داخل بلده؟ نريد الفوز باللقب... وإن لم أكن حاضرا سأساند المنتخب بكل قلبي، المهم أن يرفع المغرب الكأس". وتحدث الزبيري بشغف كبير عن الليغا الإسبانية، مؤكدا أنها البطولة الأقرب إلى قلبه منذ الطفولة، وقال: "أحببت الليغا منذ أن كنت صغيرا... كرة جميلة وممتعة. كنت مشجعا للبارصا، وعشت زمن ميسي، تشافي، إنييستا وبويول". وكشف أن اللاعب الذي كان يتابعه أكثر هو سواريز بحكم تمركزه كمهاجم، إضافة إلى غريزمان الذي يعتبر أن أسلوبه يشبهه في بعض الجوانب: "غريزمان يلعب في منظومتين مختلفتين، هجوم برشلونة ودفاع أتلتيكو، ومع ذلك يتألق... وهذا يلهمني كثيرا". كما أشاد بالجيل المغربي المتألق في الدوري الإسباني مثل براهيم دياز، عبد الصمد الزلزولي، أوناحي وأمرابط، معتبرا أن نجاحهم يسهّل الطريق أمام المواهب الصاعدة، مشيرا: "المغاربة ينجحون في كل دوريات أوروبا بفضل قدرتهم على التأقلم... حيت ما عطيتيني نلعب". وختم حديثه مؤكدا أن التقارب بين كرة المغرب وإسبانيا يجعل الدوري الإسباني مناسبا للاعب المغربي: "أسلوب اللعب، الإيقاع، وحتى التقارب الثقافي... كل هذا يجعل الليغا أرضاً خصبة لنا".