ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    لماذا تصرّ قناة الجزيرة القطرية على الإساءة إلى المغرب رغم اعتراف العالم بوحدته الترابية؟    بطولة ألمانيا لكرة القدم.. فريق أونيون برلين يتعادل مع بايرن ميونيخ (2-2)    كوريا الشمالية تتوج ب"مونديال الناشئات"    البطولة: النادي المكناسي يرتقي إلى المركز الخامس بانتصاره على اتحاد يعقوب المنصور    مدرب مارسيليا: أكرد قد يغيب عن "الكان"    موقف حازم من برلمان باراغواي: الأمم المتحدة أنصفت المغرب ومبادرته للحكم الذاتي هي الحل الواقعي الوحيد    نبيل باها: "قادرون على تقديم أداء أفضل من المباراتين السابقتين"    عائلة سيون أسيدون تقرر جنازة عائلية وتدعو إلى احترام خصوصية التشييع    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. البطلة المغربية سمية إيراوي تحرز الميدالية البرونزية في الجيدو وزن أقل من 52 كلغ    طنجة.. وفاة شاب صدمته سيارة على محج محمد السادس والسائق يلوذ بالفرار    "جيل زد" توجه نداء لجمع الأدلة حول "أحداث القليعة" لكشف الحقيقة    بحضور الوالي التازي والوزير زيدان.. حفل تسليم السلط بين المرزوقي والخلفاوي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    خلاف بين وزارة الإدماج ومكتب التكوين المهني حول مسؤولية تأخر منح المتدربين    طنجة.. الدرك البيئي يحجز نحو طن من أحشاء الأبقار غير الصالحة للاستهلاك    الرباط وتل أبيب تبحثان استئناف الرحلات الجوية المباشرة بعد توقف دام عاماً    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    شبهة الابتزاز والرشوة توقف مفتش شرطة عن العمل بأولاد تايمة    لقاء تشاوري بعمالة المضيق-الفنيدق حول إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الجيش المغربي يستفيد من التجارب الدولية في تكوين الجيل العسكري الجديد    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    بعد السرقة المثيرة.. متحف اللوفر يعلن تشديد الإجراءات الأمنية    تتويج مغربي في اختتام المسابقة الدولية للصيد السياحي والرياضي بالداخلة    دكاترة متضررون من تأخير نتائج مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي يطالبون بالإفراج عن نتائج مباراة توظيف عمرت لأربع سنوات    تشريح أسيدون يرجح "فرضية السقوط"    تدشين المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بالداخلة تعزيزاً للموارد البشرية وتنمية القطاع الحرفي    قطاع غزة يستقبل جثامين فلسطينيين    فضيحة كروية في تركيا.. إيقاف 17 حكما متهما بالمراهنة    السلطة تتهم المئات ب"جريمة الخيانة" في تنزانيا    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة: المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس تشكل نموذجا للتنمية المشتركة والتضامن البين إفريقي    حمد الله يواصل برنامجا تأهيليا خاصا    العرائش.. البنية الفندقية تتعزز بإطلاق مشروع فندق فاخر "ريكسوس لكسوس" باستثمار ضخم يفوق 100 مليار سنتيم    "صوت الرمل" يكرس مغربية الصحراء ويخلد "خمسينية المسيرة الخضراء"    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    عيد الوحدة والمسيرة الخضراء… حين نادت الصحراء فلبّينا النداء    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    أشرف حكيمي.. بين عين الحسد وضريبة النجاح    انطلاق فعاليات معرض الشارقة للكتاب    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع مدير مهرجان أسا للسينما الصحراوية

حوار مع مدير مهرجان أسا الوطني للسينما الصحراوية الحسين انشاد
انتهت مؤخرا فعاليات الدورة الثانية لمهرجان أسا الوطني للسينما الصحراوية، تحت شعار"من أجل رؤية مستقبلية لصورة الصحراء في السينما المغربية".
وشهدت هذه التظاهرة السينمائية، التي ولدت العام الماضي تحت اسم" مهرجان أسا السينمائي للطفولة والشباب بالصحراء"، بمبادرة من ثلة من شباب الصحراء المبدعين ومساندة فنانين مغاربة على رأسهم الممثلة والمخرجة والكاتبة بشرى ايجورك (المديرة الفنية للمهرجان) والمخرج والمبدع الفوتوغرافي داوود أولاد السيد والممثل والمخرج ادريس الروخ، بالإضافة الى مباراة في السيناريو، عروضا سينمائية لأفلام مغربية وعربية قصيرة وطويلة، واحتفاء بنماذج من الأفلام الحسانية ، وتكريمات لوجوه فنية، فضلا عن توقيع كتاب جماعي بعنوان " سينما الصحراء : القضايا والدلالات " ، وتنظيم ندوة حول موضوع " السينما وخدمة القضايا الوطنية – فضاء الصحراء نموذجا " بمشاركة نقاد وباحثين، وورشات تكوينية في التشخيص والتصوير والاخراج والمونطاج وكتابة السيناريو.
وفتحت مباراة سيناريو الفيلم القصير في وجه النصوص التي تتمحور مواضيعها حول تيمة الصحراء وما يرتبط بها من عادات وتقاليد ونمط عيش ومآثر عمرانية وغير ذلك ، على أن تكون مكتوبة بالعربية أو الحسانية أو الامازيغية أو الفرنسية.
واختارت ادارة المهرجان الناقد والباحث السينمائي بوشتى فرقزيد رئيسا للجنة تحكيم مباراة كتابة السيناريو التي تضم أيضا أحمد بايدو (مخرج وسيناريست أمازيغي) والحسين الحايل (كاتب سيناريو) وعبد الاله بنهدار (سيناريست ومؤلف مسرحي) و حمادي هباد (كاتب وباحث في الثقافة الحسانية).
وينظم المهرجان من طرف جمعية مهرجان أسا السينمائي للطفولة والشباب بالصحراء، بدعم من بلدية أسا والمجلس الاقليمي لأسا الزاك وبتعاون مع وكالة الجنوب ووزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي ومؤسسات أخرى عمومية وخاصة. وبهذه المناسبة نستضيف مدير المهرجان الأستاذ الحسين انشاد في هذا الحوار:
س ما الذي يميز هذه الدورة عن سابقتها، من حيث الضيوف وفقرات المهرجان؟.
ج إن ما يميز الدورة الثانية الجديدة من المهرجان، بداية هو انه ، يحتفي بسينما الصحراء كتيمة اساسية للدورة، وأيضا الاستمرار في الخط الفني الذي رسمته الجمعية واللجنة التنظيمية للمهرجان، وهو توجيه فن راقي وهادف للشباب بالاقاليم الجنوبية للمملكة والتشجبع على التصوير بفضاءات الصحراء المغربية الغنية والمختلفة ، والاحتفاء بها، وبفنها وفضائها السينمائي الجميل والمتميز، والاهتمام بهذا الفضاء الطبيعي ، سينمائيا و فنيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.
ان هذا المهرجان يعد صورة لارقى معاني هذه الرعاية والاهتمام، وذلك من خلال حضور ومشاركة أسماء وازنة في الحقل السينمائي المغربي، من مخرجين مغاربة ونقاد وممثلين نجوم مغاربة، وصحافة تمثل المنابر الإعلامية الوطنية، كالمديرة الفنية للمهرجان بشرى ايجورك، والفنان النائب البرلماني ياسين احجام، والدكتور الحبيب الناصري مدير المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، والناقد محمد شويكة، فضلا عن الناقد احمد سيجلماسي وعبد الله الشيخ والمخرجين داوود اولاد السيد وعز العرب العلوي ورشيد الوالي وهو الامر الذي سيعطي للمهرجان إشعاعا ثقافيا وتنمويا، ونشر ثقافة سينمائية لدى شباب الاقليم.
وقد اختارنا برنامجا حافلا ومتنوعا، سواء على مستوى الأفلام المعروضة أو على مستوى حصص النقاش والتواصل وتبادل الآراء. بالإضافة لكل هذا، يتضمن البرنامج مسابقة رسمية في كتابة السيناريو يترأس لجنة التحكيم الدكتور بوشتى فرقزايد وعضوية كل من كاتب السيناريو الحسين الحايل والمخرج الامازيغي احمد بايدو والكاتب المسرحي عبد الاله بنهدار والاستاذ حمادي هباد رئيس مركز الدراسات والأبحاث الصحراوية. وسيتم تقديم عروض أفلام لنماذج من أفلام قصيرة لتجربة السينما الحسانية، و ندوة فكرية وطنية حول "السينما والقضايا الوطنية فضاء الصحراء نموذجا" ، وورشات تكوينية في الإخراج والمونطاج وكتابة السيناريو ، وتكريمات لوجوه سينمائية من الرواد والشباب وغير ذلك.
س تعقد الدورة ندوة حول " السينما وخدمة القضايا الوطنية – فضاء الصحراء نموذجا"، ما اهمية هذه الندوة في اعطاء قضيتنا الوطنية بعدا دوليا؟.
ج تعتبر السينما إحدى الروافد الثقافية والإبداعية التي واكبت وتواكب القضايا العالمية والإنسانية بشكل عام، والقضايا الوطنية بشكل خاص؛ ونظرا لقدرتها على الجمع بين الصوت والصورة، تبقى السينما هي الأكثر تأثيرا على المتلقي، لأنها الوسيلة الأمثل لتمثل الانشغالات الإنسانية والوطنية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وتكثيف الاشتغال الفاعل والعميق عليها؛ ، كما أن السينما بمثابة تلك المرآة التي بإمكانها أن تعكس آمال وألام المتلقي. كما شكلت القضايا الوطنية موضوعا مفضلا للأفلام الروائية الأولى في مؤسسات القطاع العام، وتجلى هذا الاهتمام في موضوعين رئيسيين هما التعلق بالوطن والأرض ، سنحاول تسليط الضوء في هذه الندوة الفكرية الوطنية حول القضايا الوطنية كحقوق الانسان، والامازيغية، والارهاب وعن فضاء الصحراء في السينما المغربية. هذه الندوة ستقدمها المديرة الفنية للمهرجان الكاتبة بشرى ايجورك، وسيساهم في تنشيطها كل من الناقد السنمائي محمد شويكة والباحث الصحراوي الدكتور لغلى بوزيد والدكتور بوشتى فرقزايد رئيس لجنة التحكيم مبارة السيناريو، والحبيب الناصري مدير مهرجان خريبكة والناقد السنمائي والناقد احمد سيجلماسي.
س كيف يساهم هذا المهرجان، في اثراء الساحة الثقافية والفنية بالمنطقة، وابراز مؤهلات المنطقة الثقافية والتراثية؟
ج سيساهم المهرجان الوطني للسينما الصحراوية بالتعريف اكثر بالفضاءات الحيوية والطبيعة السينمائية بالصحراء، وخاصة التي تزخر بها مدينة اسا، وسيكون المهرجان موعدا سنويا يحتفي من خلاله بسينما الصحراء، حيث في الدورات القادمة بحول الله سيتم تخصيص جائزة وطنية كبرى حول الابداع السينمائي بالصحراء بكل اشكاله الدارمية، بتعاون مع المؤسسات المعنية، كوزارة الاتصال والمركز السنمائي المغربي.
س ما الذي يميز هذا المهرجان، مقارنة مع باقي المهرجانات التي تقام بأقاليمنا الجنوبية الحبيبة؟
ج ان ما يميز مهرجان اسا السينمائي هو الحضور الوازن لمجموعة من الفنانين المغاربة المرموقين، فهو اول مهرجان ينظم بالمدن القريبة من الحدود المغربية، وكذلك ادارته التي يشتغل فيها شباب صحراوي مبدع بمساندة فنانين، كما يتميز مهرجان اسا بالجمهور الواسع من الشباب والاطفال الذي يتابع كل فقرات المهرجان، ويستفيد من الورشات التكوينية. وبالتالي نكون كادارة قد حققنا الأهداف العامة للمهرجان والتي نؤرخ من خلالها لنقل التجارب وصقل المواهب السينمائية بالاقليم.
س ما هي الصعوبات التي يعانيها المهرجان، وبخاصة انه حديث الولادة؟
ج نسجل أن المهرجان في بدايته، وسيحقق مستقبلا إشعاعا إعلاميا على الصعيد الوطني والعربي والدولي، لكن قيمة الدعم الذي يتلقاه، غير كافي، وما يزال لم يصل إلى ما نصبو إليه، والحمد لله أن الجمعية بالرغم من كل هذا التجاهل، وهذه الصعوبات والاكراهات التي يصعب معها احتضان مهرجان بالصحراء بمزانية هزيلة أبانت عن قدرتها في التعامل والتأقلم مع هذا الوضع.
س هل تعتقدون ان الدعم الذي تلقاه او سيتلقاه المهرجان كاف لانجاح الدورة؟
ج بالرغم من كل جهودنا، وتميزنا، وانفرادنا بتيمة الصحراء، وبحثنا عن الجديد والممتع والجيد من الأفلام المغربية ، فان مجموعة من المؤسسات العمومية والمستشهرين ما يزالون يتجاهلون المهرجان، ولا يجودون عليه إلا بالفتات، وخاصة لجنة دعم المهرجانات السنمائية التابعة للمركز السنمائي المغربي التي رفضت دعم المهرجان في دورته الاولى والثانية، بمبررات تافهة ولا ترقى الى مستوى ما يتبجحون به من خطابات، واهداف القانون المنضم للتظاهرات السنمائية كتشجيع المناطق النائية، وكأن هذا المهرجان، ليس من حقه أن يستفيد من الدعم أسوة بباقي المهرجانات الوطنية، وكذلك نقص من دعم القطاع الخاص، في مدينة صحراوية مغربية حدودية مناضلة لها تاريخ أصيل ومجيد، في الدفاع عن حوزة الوطن والتصدي للاعداء، ومشهود لها بمرجعيتها التاريخية والثقافية والفنية.
بالمناسبة نثمن عاليا جهود الأستاذ حسن صدقي عامل صاحب الجلالة على اقليم اسا الزاك الحديث التعيين، الذي لم يبخل عن المهرجان، ومنذ اول يوم من لقائه بادارة المهرجان بمساندته، فضلا عن وزير الاتصال مصطفى الخلفي على دعمه القوي والمتواصل للمهرجان وللعمل الجمعوي الهادف والمسؤول والراقي، ولكل المبادرات الجميلة والمتميزة التي تخدم مصلحة الوطن، ولكل المبادرات ذات الأهداف النبيلة، كما نتوسم خيرا في مدير وكالة الجنوب، ورئيس لجنة دعم المهرجانات والتضاهرات السينمائية. كما نتقدم بالشكر والامتنان لرئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان كلميم طانطان عن دعمه ومساندته للارتقاء وانجاح المهرجان. ولكل الضيوف الدين لبو دعوة الحضور المهرجان.
كما ان الجمعية تنظم على مدار السنة العديد من الأنشطة الخصبة والتظاهرات المهمة،في ميدان المسرح والسينما منها المهرجان الدولي للمسرح الاحترافي بالصحراء، حيث حضره خلال الدورة الماضية نحو 35 فنان، إضافة إلى ملتقى المواهب الصحراوية وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية والتربوية والبيئية وغيرها.
كلمة اخيرة
نسعى كمنضمين إلى الارتقاء بالمهرجان الوطني للسينما الصحراوية، لتتبوأ مكانة واعدة ضمن خريطة المهرجانات، والتظاهرات السينمائية بالمغرب، من اجل تقريب الفن السابع إلى الشباب الصحراوي ليتعرف على الإبداع السينمائي الوطني، مع تربيته على قيم المواطنة والحياة المجتمعية النبيلة، وتنمية المدينة سياحيا واجتماعيا واقتصاديا من بوابة الفن والسينما والإبداع، وتجسيد العلاقات التضامنية مع الفنانين ، لترسيخ وعي سينمائي هادف، إيمانا من الجمعية بالدور الذي تلعبه السينما كرافد أساسي للتنمية الثقافية. كما نشير في الختام الى ان اللجنة المنظمة عقدت امس صحافية بمقر اللجنة الجهوية لحقوق الانسان كلميم طانطان، حيث سلطت فيها الضوء على مختلف فقرات الدورة الثانية.
اجرى الحوار المصطفى الصوفي
حوار مع مدير مهرجان أسا الوطني للسينما الصحراوية الحسين انشاد
اجرى الحوار المصطفى الصوفي
تنطلق يوم الثلاثاء المقبل فعاليات الدورة الثانية لمهرجان أسا الوطني للسينما الصحراوية، والتي تستمر حتى الثاني من شهر ماي المقبل، تحت شعار"من أجل رؤية مستقبلية لصورة الصحراء في السينما المغربية" .
وستشهد هذه التظاهرة السينمائية، التي ولدت العام الماضي تحت اسم" مهرجان أسا السينمائي للطفولة والشباب بالصحراء"، بمبادرة من ثلة من شباب الصحراء المبدعين ومساندة فنانين مغاربة على رأسهم الممثلة والمخرجة والكاتبة بشرى ايجورك (المديرة الفنية للمهرجان) والمخرج والمبدع الفوتوغرافي داوود أولاد السيد والممثل والمخرج ادريس الروخ، بالإضافة الى مباراة في السيناريو، عروضا سينمائية لأفلام مغربية وعربية قصيرة وطويلة، واحتفاء بنماذج من الأفلام الحسانية ، وتكريمات لوجوه فنية، فضلا عن توقيع كتاب جماعي بعنوان " سينما الصحراء : القضايا والدلالات " ، وتنظيم ندوة حول موضوع " السينما وخدمة القضايا الوطنية – فضاء الصحراء نموذجا " بمشاركة نقاد وباحثين، وورشات تكوينية في التشخيص والتصوير والاخراج والمونطاج وكتابة السيناريو.
وتفتح مباراة سيناريو الفيلم القصير في وجه النصوص التي تتمحور مواضيعها حول تيمة الصحراء وما يرتبط بها من عادات وتقاليد ونمط عيش ومآثر عمرانية وغير ذلك ، على أن تكون مكتوبة بالعربية أو الحسانية أو الامازيغية أو الفرنسية.
واختارت ادارة المهرجان الناقد والباحث السينمائي بوشتى فرقزيد رئيسا للجنة تحكيم مباراة كتابة السيناريو التي تضم أيضا أحمد بايدو (مخرج وسيناريست أمازيغي) والحسين الحايل (كاتب سيناريو) وعبد الاله بنهدار (سيناريست ومؤلف مسرحي) و حمادي هباد (كاتب وباحث في الثقافة الحسانية).
وينظم المهرجان من طرف جمعية مهرجان أسا السينمائي للطفولة والشباب بالصحراء، بدعم من بلدية أسا والمجلس الاقليمي لأسا الزاك وبتعاون مع وكالة الجنوب ووزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي ومؤسسات أخرى عمومية وخاصة. وبهذه المناسبة نستضيف مدير المهرجان الأستاذ الحسين انشاد في هذا الحوار:
س كيف تجري الاستعدادات لاستقبال ضيوف المهرجان الوطني للسينما الصحراوية في نسخته الثانية؟.
ج تمر الاستعدادات الميدانية لاستقبال ضيوف المهرجان وجمهوره في أحسن الظروف، بما في ذلك تدبير أمور النقل والاستقبال والفندقة ودور الضيافة بمدينة اسا. وغيرها من الأمور اللوجستيكية الحيوية، الكفيلة بإنجاح المهرجان ومروره في أجواء جيدة، فإدارة المهرجان التي لا تتوقف عن العمل والحركة بمختلف لجانها الدائمة للمهرجان ، كما ان الترتيبات التقنية واللوجيستكية والفنية اتخذت لإنجاح هذه الدورة التي نراهن عليها كمنظمين لبلوغ المهرجان، مرحلة النضج الفني والفرجوي بامتياز، أسوة بباقي المهرجانات الوطنية والدولية المماثلة، أن ما يميز هذه الدورة على مستوى التنظيم هو إحداث لجنة للوجستيك تابعة لإدارة المهرجان والتي تتكفل بكل الترتيبات المتعلقة باستقبال الضيوف وتوفير شروط الإقامة والإيواء والنقل والتغذية وما إلى ذلك... بالإضافة إلى توزيع بعض الورشات على الاقاليم الجنوبية المجاورة لإنجاز التصاميم والصباغة والديكور، وكلهم منكبون حاليا على إعداد وتهييء الملصقات والديكورات والأعمدة الاشهارية التي ستؤثث فضاءات مدينة اسا وقاعات العروض.
س ما الذي يميز هذه الدورة عن سابقتها، من حيث الضيوف وفقرات المهرجان؟.
ج إن ما يميز الدورة الثانية الجديدة من المهرجان، بداية هو انه ، يحتفي بسينما الصحراء كتيمة اساسية للدورة، وأيضا الاستمرار في الخط الفني الذي رسمته الجمعية واللجنة التنظيمية للمهرجان، وهو توجيه فن راقي وهادف للشباب بالاقاليم الجنوبية للمملكة والتشجبع على التصوير بفضاءات الصحراء المغربية الغنية والمختلفة ، والاحتفاء بها، وبفنها وفضائها السينمائي الجميل والمتميز، والاهتمام بهذا الفضاء الطبيعي ، سينمائيا و فنيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.
ان هذا المهرجان يعد صورة لارقى معاني هذه الرعاية والاهتمام، وذلك من خلال حضور ومشاركة أسماء وازنة في الحقل السينمائي المغربي، من مخرجين مغاربة ونقاد وممثلين نجوم مغاربة، وصحافة تمثل المنابر الإعلامية الوطنية، كالمديرة الفنية للمهرجان بشرى ايجورك، والفنان النائب البرلماني ياسين احجام، والدكتور الحبيب الناصري مدير المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، والناقد محمد شويكة، فضلا عن الناقد احمد سيجلماسي وعبد الله الشيخ والمخرجين داوود اولاد السيد وعز العرب العلوي ورشيد الوالي وهو الامر الذي سيعطي للمهرجان إشعاعا ثقافيا وتنمويا، ونشر ثقافة سينمائية لدى شباب الاقليم.
وقد اختارنا برنامجا حافلا ومتنوعا، سواء على مستوى الأفلام المعروضة أو على مستوى حصص النقاش والتواصل وتبادل الآراء. بالإضافة لكل هذا، يتضمن البرنامج مسابقة رسمية في كتابة السيناريو يترأس لجنة التحكيم الدكتور بوشتى فرقزايد وعضوية كل من كاتب السيناريو الحسين الحايل والمخرج الامازيغي احمد بايدو والكاتب المسرحي عبد الاله بنهدار والاستاذ حمادي هباد رئيس مركز الدراسات والأبحاث الصحراوية. وسيتم تقديم عروض أفلام لنماذج من أفلام قصيرة لتجربة السينما الحسانية، و ندوة فكرية وطنية حول "السينما والقضايا الوطنية فضاء الصحراء نموذجا" ، وورشات تكوينية في الإخراج والمونطاج وكتابة السيناريو ، وتكريمات لوجوه سينمائية من الرواد والشباب وغير ذلك.
س تعقد الدورة ندوة حول " السينما وخدمة القضايا الوطنية – فضاء الصحراء نموذجا"، ما اهمية هذه الندوة في اعطاء قضيتنا الوطنية بعدا دوليا؟.
ج تعتبر السينما إحدى الروافد الثقافية والإبداعية التي واكبت وتواكب القضايا العالمية والإنسانية بشكل عام، والقضايا الوطنية بشكل خاص؛ ونظرا لقدرتها على الجمع بين الصوت والصورة، تبقى السينما هي الأكثر تأثيرا على المتلقي، لأنها الوسيلة الأمثل لتمثل الانشغالات الإنسانية والوطنية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وتكثيف الاشتغال الفاعل والعميق عليها؛ ، كما أن السينما بمثابة تلك المرآة التي بإمكانها أن تعكس آمال وألام المتلقي. كما شكلت القضايا الوطنية موضوعا مفضلا للأفلام الروائية الأولى في مؤسسات القطاع العام، وتجلى هذا الاهتمام في موضوعين رئيسيين هما التعلق بالوطن والأرض ، سنحاول تسليط الضوء في هذه الندوة الفكرية الوطنية حول القضايا الوطنية كحقوق الانسان، والامازيغية، والارهاب وعن فضاء الصحراء في السينما المغربية. هذه الندوة ستقدمها المديرة الفنية للمهرجان الكاتبة بشرى ايجورك، وسيساهم في تنشيطها كل من الناقد السنمائي محمد شويكة والباحث الصحراوي الدكتور لغلى بوزيد والدكتور بوشتى فرقزايد رئيس لجنة التحكيم مبارة السيناريو، والحبيب الناصري مدير مهرجان خريبكة والناقد السنمائي والناقد احمد سيجلماسي.
س كيف يساهم هذا المهرجان، في اثراء الساحة الثقافية والفنية بالمنطقة، وابراز مؤهلات المنطقة الثقافية والتراثية؟
ج سيساهم المهرجان الوطني للسينما الصحراوية بالتعريف اكثر بالفضاءات الحيوية والطبيعة السينمائية بالصحراء، وخاصة التي تزخر بها مدينة اسا، وسيكون المهرجان موعدا سنويا يحتفي من خلاله بسينما الصحراء، حيث في الدورات القادمة بحول الله سيتم تخصيص جائزة وطنية كبرى حول الابداع السينمائي بالصحراء بكل اشكاله الدارمية، بتعاون مع المؤسسات المعنية، كوزارة الاتصال والمركز السنمائي المغربي.
س ما الذي يميز هذا المهرجان، مقارنة مع باقي المهرجانات التي تقام بأقاليمنا الجنوبية الحبيبة؟
ج ان ما يميز مهرجان اسا السينمائي هو الحضور الوازن لمجموعة من الفنانين المغاربة المرموقين، فهو اول مهرجان ينظم بالمدن القريبة من الحدود المغربية، وكذلك ادارته التي يشتغل فيها شباب صحراوي مبدع بمساندة فنانين، كما يتميز مهرجان اسا بالجمهور الواسع من الشباب والاطفال الذي يتابع كل فقرات المهرجان، ويستفيد من الورشات التكوينية. وبالتالي نكون كادارة قد حققنا الأهداف العامة للمهرجان والتي نؤرخ من خلالها لنقل التجارب وصقل المواهب السينمائية بالاقليم.
س ما هي الصعوبات التي يعانيها المهرجان، وبخاصة انه حديث الولادة؟
ج نسجل أن المهرجان في بدايته، وسيحقق مستقبلا إشعاعا إعلاميا على الصعيد الوطني والعربي والدولي، لكن قيمة الدعم الذي يتلقاه، غير كافي، وما يزال لم يصل إلى ما نصبو إليه، والحمد لله أن الجمعية بالرغم من كل هذا التجاهل، وهذه الصعوبات والاكراهات التي يصعب معها احتضان مهرجان بالصحراء بمزانية هزيلة أبانت عن قدرتها في التعامل والتأقلم مع هذا الوضع.
س هل تعتقدون ان الدعم الذي تلقاه او سيتلقاه المهرجان كاف لانجاح الدورة؟
ج بالرغم من كل جهودنا، وتميزنا، وانفرادنا بتيمة الصحراء، وبحثنا عن الجديد والممتع والجيد من الأفلام المغربية ، فان مجموعة من المؤسسات العمومية والمستشهرين ما يزالون يتجاهلون المهرجان، ولا يجودون عليه إلا بالفتات، وخاصة لجنة دعم المهرجانات السنمائية التابعة للمركز السنمائي المغربي التي رفضت دعم المهرجان في دورته الاولى والثانية، بمبررات تافهة ولا ترقى الى مستوى ما يتبجحون به من خطابات، واهداف القانون المنضم للتظاهرات السنمائية كتشجيع المناطق النائية، وكأن هذا المهرجان، ليس من حقه أن يستفيد من الدعم أسوة بباقي المهرجانات الوطنية، وكذلك نقص من دعم القطاع الخاص، في مدينة صحراوية مغربية حدودية مناضلة لها تاريخ أصيل ومجيد، في الدفاع عن حوزة الوطن والتصدي للاعداء، ومشهود لها بمرجعيتها التاريخية والثقافية والفنية.
بالمناسبة نثمن عاليا جهود الأستاذ حسن صدقي عامل صاحب الجلالة على اقليم اسا الزاك الحديث التعيين، الذي لم يبخل عن المهرجان، ومنذ اول يوم من لقائه بادارة المهرجان بمساندته، فضلا عن وزير الاتصال مصطفى الخلفي على دعمه القوي والمتواصل للمهرجان وللعمل الجمعوي الهادف والمسؤول والراقي، ولكل المبادرات الجميلة والمتميزة التي تخدم مصلحة الوطن، ولكل المبادرات ذات الأهداف النبيلة، كما نتوسم خيرا في مدير وكالة الجنوب، ورئيس لجنة دعم المهرجانات والتضاهرات السينمائية. كما نتقدم بالشكر والامتنان لرئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان كلميم طانطان عن دعمه ومساندته للارتقاء وانجاح المهرجان. ولكل الضيوف الدين لبو دعوة الحضور المهرجان.
كما ان الجمعية تنظم على مدار السنة العديد من الأنشطة الخصبة والتظاهرات المهمة،في ميدان المسرح والسينما منها المهرجان الدولي للمسرح الاحترافي بالصحراء، حيث حضره خلال الدورة الماضية نحو 35 فنان، إضافة إلى ملتقى المواهب الصحراوية وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية والتربوية والبيئية وغيرها.
كلمة اخيرة
نسعى كمنضمين إلى الارتقاء بالمهرجان الوطني للسينما الصحراوية، لتتبوأ مكانة واعدة ضمن خريطة المهرجانات، والتظاهرات السينمائية بالمغرب، من اجل تقريب الفن السابع إلى الشباب الصحراوي ليتعرف على الإبداع السينمائي الوطني، مع تربيته على قيم المواطنة والحياة المجتمعية النبيلة، وتنمية المدينة سياحيا واجتماعيا واقتصاديا من بوابة الفن والسينما والإبداع، وتجسيد العلاقات التضامنية مع الفنانين ، لترسيخ وعي سينمائي هادف، إيمانا من الجمعية بالدور الذي تلعبه السينما كرافد أساسي للتنمية الثقافية. كما نشير في الختام الى ان اللجنة المنظمة عقدت امس صحافية بمقر اللجنة الجهوية لحقوق الانسان كلميم طانطان، حيث سلطت فيها الضوء على مختلف فقرات الدورة الثانية.
اجرى الحوار المصطفى الصوفي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.