يعتبر حي القدس التوسيع من الأحياء السكنية الحديثة العهد بمدينة بنسليمان، ونظرا لتميزه بموقع استراتيجي مهم وسط المدينة وبمحاذاة الفضاء الأخضر المتمثل في الشريط الغابوي المحيط به، فقد عرف إقبالا كبيرا وفي زمن قياسي على اقتناء البقع الأرضية والشقق السكنية المتواجدة به من طرف الأسر الراغبة في الحصول على السكن ومن ضمنها تلك التي استفادت من السكن الاجتماعي والبالغ عددها حوالي 200 أسرة، مما جعله يعرف مؤخرا كثافة سكانية لابأس بها ويشهد توسعا عمرانيا مهما. لكن هذا النمو الديمغرافي المتزايد به لم تواكبه عملية الاعتناء به وتحسين وتجويد فضاءاته وتطوير كل المصالح والأعمال العمومية الضرورية والأساسية التي يحتاجها السكان. فقد ظل يعيش إهمالا وتهميشا كبيرا على مستوى بنيته التحتية وأيضا على مستوى الخدمات العمومية المقدمة لساكنته، وذلك مرده إلى عدم اهتمام المسؤولين ببلدية بنسليمان بمصالح سكان الحي، الشيء الذي جعله يعيش أوضاعا مزرية ويعرف مظاهر بيئية ملوثة وغير سليمة بسبب قلة النظافة وعدم اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة في حق كل من تم الترخيص له ببناء السكن ولم يعمد إلى إزالة مخلفات مواد البناء من وسط الحي السكني، حيث تراكمت النفايات والأزبال في كل الأزقة وأمام أبواب المنازل في منظر يوحي بأن الحي شهد مؤخرا دمارا وخرابا، وذلك بالنظر إلى جبال وأكوام الأتربة ومخلفات البناء المتراكمة في كل مكان. إضافة إلى الأزبال والنفايات المنتشرة بشكل فظيع بمحيطه وبين شوارعه وأزقته. ويكفي أن يقوم المواطن بزيارة لواجهة الحي المطلة على الشريط الغابوي ليقف على الكارثة البيئية التي تحاصر الحي وتدمر البيئة، حيث تحول محيط حي القدس التوسيع إلى مطرح للنفايات ترمى فيه كل أنواع الأزبال ومخلفات البناء التي تهدد صحة وسلامة السكان، وعلى مقربة من الحي تتواجد إسطبلات كبيرة للحيوانات تقوم بتربيتها الساكنة المتواجدة بالقرب من المجزرة القديمة حيث يقوم أصحابها بإفراغ روث تلك الحيوانات بفضاء الغابة المحيط بالحي. مما يتسبب في تلويث وتدمير مكونات الغابة ويؤدي إلى انبعاث روائح كريهة تخيم في كل وقت وحين على الساكنة المجاورة لدرجة أصبحت الحياة لا تطاق ما دام هذا الوضع الكارثي مستمرا في غياب تدخل المسؤولين لحماية صحة وسلامة القاطنين. أما واجهة الحي من جهة شارع بئر انزران فقد أزعج استمرار بعض الأنشطة والحرف التي تمارس بشكل عشوائي ليلا ونهارا بالفضاء الأخضر بزنقة بني ورة، راحة السكان وأدى منظرها إلى تشويه جمالية الحي وإزعاج مرتادي بعض المرافق العمومية المتواجدة بالجوار كالمقاطعة الحضرية الأولى ومصلحة الضرائب، بالإضافة إلى تواجد مؤسستين تربويتين خصوصيتين بنفس المكان. وهي وضعية غير سليمة تتطلب الإسراع في اتخاذ الإجراءات الضرورية لتحسين الفضاء ووضع حد لكل المظاهر العشوائية التي تساهم في تشويه وتلويث المنطقة. وليس مجال النظافة وحده الذي يعاني منه السكان، فقد أصبح ضعف الإنارة العمومية بحي القدس التوسيع يشكل أيضا قلقا دائما للساكنة لكون غالبية الشوارع والأزقة تعيش باستمرار في ظلام دامس بسبب انطفاء مصابيح الإنارة العمومية،خاصة وأن موقع الحي بالقرب من الغابة يجعله مستهدفا في كل وقت وحين من طرف المنحرفين والمتسكعين للقيام ببعض الأفعال الإجرامية التي قد يكون ضحيتها السكان خصوصا النساء منهم والتلاميذ. فبشارع بئر انزران ومن جهة الغابة ومستودع البلدية، تنعدم الإنارة العمومية وتتحول الأزقة والأماكن إلى ظلام شامل يصعب معه التنقل والمرور في ظروف آمنة لقضاء الأغراض والمصالح. مما جعل الساكنة تعيش وضعية مقلقة خاصة وأن محيط الغابة أصبح قبلة للمنحرفين الذين أصبحوا يتخذون هذا الفضاء مكانا آمنا لتناول المخدرات و مقارعة الخمر ليلا وحتى في واضحة النهار. ومن شأن استمرارهذه الوضعية أن تكون لها عواقب وخيمة على راحة وأمن السكان. استمرار التهميش والإهمال بحي القدس التوسيع أصبح يتطلب، أكثر من أي وقت مضى، التدخل العاجل للمسؤولين من أجل توفير الخدمات العمومية الضرورية التي يحتاجها السكان، وذلك لوضع حد لكل المظاهر التي تقلق راحة وأمن السكان وتساهم في تشويه وتلويث المنطقة.