تعيش إسبانيا منذ أيام على وقع موجة غير مسبوقة من الحرائق، حيث أظهرت صور ملتقطة من الفضاء في 18 غشت 2025 غيوما كثيفة من الدخان تغطي معظم النصف الغربي لشبه الجزيرة الإيبيرية، في مشهد يعكس حجم الكارثة البيئية. وحسب تقارير إعلامية إسبانية، فإن أكثر من 40 بؤرة نشطة ما زالت تلتهم مساحات واسعة في عدة جهات، بينما تواصل فرق الإطفاء وفرق الطوارئ العمل على مدار الساعة لمحاولة السيطرة على ألسنة اللهب، في ظل ظروف مناخية صعبة يميزها ارتفاع درجات الحرارة وجفاف شديد للتربة. وتسببت الحرائق في تعليق حركة القطارات الفائقة السرعة بين غاليسيا ومدريد، نتيجة سوء تطور الوضع الميداني وصعوبة تأمين سلامة المسافرين، وهو ما زاد من حدة تداعيات الكارثة على مستوى التنقلات وحياة المواطنين اليومية. وفي خضم هذه التطورات، عبّر الملك فيليبي السادس عن تقديره لعمل وحدات الطوارئ العسكرية (UME) خلال زيارته لمقرها العام، حيث أشاد بتضحيات عناصرها في مواجهة النيران وإنقاذ الأرواح والممتلكات. من جهته، يواصل رئيس الحكومة بيدرو سانشيز متابعة الوضع عن قرب، إذ ترأس من لانزاروتي اجتماعات لتنسيق جهود مكافحة الحرائق، وأعلن عن زيارة مرتقبة يوم الأحد لكل من أورينسي وليون، المنطقتين الأكثر تضررا من موجة الحرائق التي وضعت البلاد أمام تحديات غير مسبوقة.