نظمت جمعية محترف الكتابة بفاس، بشراكة مع مؤسسة مقاربات للنشر والصناعات الثقافية، حفل تسليم جائزة القصيدة العربية في دورتها الرابعة، دورة الشاعرة أمينة المريني. وكانت الجائزة من نصيب الشاعر والناقد عبد اللطيف الوراري الذي تم تتويجه في الحفل بموازاة مع تكريم الشاعرة المغربية أمينة المريني، ومع تقديم كتاب نقدي مشترك بعنوان: «وجهي ...وحيد الصفات»، يضم قراءات وشهادات لعديد من الشعراء والنقاد المغاربة، حول تجربة الشاعرة المحتفى بها، وذلك يوم السبت 14 ماي 2016 بدار الثقافة بفاس . وقد سير الأمسية كل من د. عبد الرحيم أبو الصفاء والإذاعي حسن شرو الذي اعتبر الحدث بمثابة يوم تاريخي لخصوصية هذه الدورة التي تحمل جائزتها اسما شعريا عميقا، مؤكدا أهميته في السياق الثقافي المغربي، بعد أن حملتها أسماء أخرى مثل: محمد علي الرباوي ومالكة العاصمي وعبد الكريم الطبال. فكل هذه الأسماء -على حد تعبيره- شاهدة على سياقها شهودا ثقافيا راسخا في المغرب. كما عبر حسن محب ممثل مجلس المدينة عن سعادته بالحضور للاحتفاء باسم شعري نسائي مغربي كبير هو اسم أمينة المريني، مؤكدا أن الشاعرة تؤمن إيمانا راسخا بالرسالة التي تحملها. أماد .جمال بو طيب فقد بين في كلمته أهمية الشراكة الجمعوية داخل مدينة فاس، التي تجمع بين جامعتها ومؤسساتها الثقافية النشطة، ذاكراً ب»أننا نفتخر جميعا بكوننا نشارك في هذا الحفل الذي يضم اسما فائزا واسما محتفى به، وكلاهما ذو ثقل وازن ثقافيا». كما أشادت الشاعرة أمينة المريني في كلمة لها بالمناسبة بمجهودات الكاتب الأكاديمي د.جمال بو طيب الذي اعتبرته مهندس المعالم الثقافية، وشكرت أعضاء جمعية حلقة الفكر المغربي على الدعم المعنوي والمادي. كما أكّدت أن الشاعر يصنع نفسه بنفسه ويحمل شعلته فإما أن يكون أو لا يكون، هذا وقد أعربت عن سعادتها باقتران اسمها باسم شاعر وناقد متميز هو عبد اللطيف الوراري الذي ألقى قصيدة بعنوان: «مُثنَّى بصيغة الجمع»، وتفاعل معها الجمهور بشكل لافت. يقول الشاعر عبد اللطيف الوراري في تصريح له على هامش اللقاء، معبرا عن الحدث الذي يندرج في السياق العربي الثقافي عامة، بأن جائزة القصيدة العربية بالمغرب بعد دوراتها الأربع استطاعت أن تكتسب المصداقية والنزاهة، وذلك بفضل العمل الرائع الذي يضطلع به محترف الكتابة بفاس مع شركائه الثقافيين الفاعلين داخل فاس. واعتبر أن العاصمة العلمية تشهد مرحلة جديدة من العطاء المثمر والصادق الذي سيعود بالخير العميم عليها وعلى الحياة الثقافية فيها على المديين القريب والمتوسط، فمبدعوها على حد تعبيره (أبناء إبراهيم ) وهم يرفعون القواعد ويبنون البيت، ولسان حالهم ما قاله بن زائدة : « إذا لم تكتب اليد فهي رِجل». فعلاوة على الجانب القيمي، ثمة الطابع الرمزي الذي تلقيه الجائزة على المشهد الثقافي، وهو انتصارها للشعر العربي وللغة العربية في مدينة عريقة مثل فاس، وأنها في كل دورة تحمل اسم شاعر أو شاعرة ممن لهم/ لهن دور ريادي في تحديث القصيدة المغربية . وعن الجائزة وما أضافت إليه، قال الوراري: «لا يمكن أن تمد الفائز بها إلا الطاقة والإيمان بالمستقبل، إذ مثلت لي الجائزة أكثر من كونها جائزة، بل صلة وصل بأصدقاء كثيرين أحاطوني بفيض من المحبّة منذ أن تناهى إلى علمهم خبر الفوز بالجائزة – أيا تكن – فلا قيمة لها إذا لم تكن جوازا إلى قلوب الناس. ولكم يتأثّر المرء عندما يأخذ من هؤلاء وقتا لتهنئته، أو يتقاسموا معهم الخبر، بل أن يتلقى التهاني من أناس لا يعرفهم ولم يسبق أن التقى بهم، فيكتشف أن الجائزة قد وصل إليها وهي لا تقدر بثمن». وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الخامسة (2017) ستحمل اسم جمال بوطيب، كما أعلن عن ذلك باحث السوسيولوجيا المرموق أحمد شراك.