شكل الحفل الفني الذي تم إحياؤه بملعب الطاس بالحي المحمدي، بمشاركة المجموعة الموسيقية ناس الغيوان، تكادة، الفنان حاتم ايدار، والمنشط الفكاهي عبد العالي فتيح، فرصة لربط جسور التواصل بين أجيال الحي المحمدي وفنانيه من خلال أغاني وموسيقى فنية بصمت الذاكرة. وتندرج هذه الأمسية الفنية المنظمة من طرف مقاطعة الحي المحمدي، تحت إشراف لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية بمناسبة الاحتفاء بذكرى عيد العرش 17، من مساء يوم الأحد 31 يوليوز 2016 المنصرم، وقد استقت جريدة "الاتحاد الاشتراكي" التي كانت حاضرة، آراء مجموعة من المسؤولين والفنانين بخصوص الحفل الفني. مروان راشدي، المستشار الاتحادي ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية بالمقاطعة، أكد أن هذه الأمسية الفنية ما هي إلا تتويج لمجموعة من الأنشطة التي تم تسطيرها ضمن البرنامج السنوي لعمل اللجنة، انطلاقا من ربيع الحي المحمدي، رمضان الحي المحمدي، مجموعة من المسرحيات، مهرجان المسرح بتنسيق مع مجلس دار الشباب الحي المحمدي، وكذا الجداريات التي زينت المنطقة بصور الغيوان والمشاهب وغيرها، مشيرا إلى أن حفل تخليد الذكرى 17 لعيد العرش هو مناسبة لرد الاعتبار للمجموعات الغنائية والفنية الأصيلة بالحي المحمدي بعد تغييبها لعدة سنوات لسيادة فكرة أن مطرب الحي لا يطرب، وعن تنظيم الحفل بملعب الاتحاد البيضاوي قال بأنه يدخل في إطار إعادة الاعتبار كمقاطعة لمعالم الحي المحمدي التاريخية، من ملعب ودار الشباب التي تعتبر من أقدم الدور على المستوى الوطني وسينما السعادة بحكم الارتباط الجغرافي بينهم، والتي تشكل في مجملها طفولة وشباب الحي، متسائلا في الوقت نفسه عن مآل سينما السعادة التي لا تزال مغلقة منذ سنين بعد أن تم أخذ معركة قوية بسببها من طرف جمعية منتدى السعادة في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي بعدما كان سيتم بيعها ، إلا انه تم بفضل نضال أبناء المنطقة من فاعلين جمعويين وسياسيين تم التمكن من توقيف ذلك بقرار من مجلس المدينة السابق، التي قررت شراءها وتحويلها إلى مركز ثقافي متعدد الاختصاصات، إلا انه وللأسف مازالت العملية متوقفة لتظل السينما إلى حدود الآن مغلقة، مناشدا السلطات المعنية التدخل لحل المشكل، لحاجة الحي المحمدي لمراكز وقاعات سينمائية، ثقافية، فنية ورياضية... عبد الكبير حزيران، الفنان والإعلامي ورئيس قسم الشؤون الاجتماعية بالمقاطعة، قال إنه كانت دائما ولا تزال للحي المحمدي ميزة خاصة وهي أن تقريبا حوالي ثلث الفنانين يقطنون وتخرجوا من شارع الشهداء، وعيد العرش بالمنطقة له خصوصياته كالعادة، وقد تم في هذه الذكرى ربط الماضي بالحاضر عن طريق إشراك فنانين من جميع الأجيال بالبرنامج، مؤكدا أن الأمسية جعلت الجميع يعيش أجواء جميلة مع الجماهير الشعبية من أبناء الحي المحمدي بمختلف الشرائح والخصوصيات مما يمنح الحفل طابعا عائليا بامتياز... عبد الجليل العلام رئيس مصلحة التنشيط الثقافي، صرح بأن احتفالية اليوم هي بمناسبة الذكرى 17 لتربع صاحب الجلالة على عرش أسلافه المنعمين كباقي المقاطعات على الصعيد الوطني، حيث تم الانفتاح من خلالها على مجموعة من الفرق المحلية والرائدة وطنيا وكذا ملامسة جميع الشرائح والمجتمع المدني، معتبرا عودة الغيوان للحي المحمدي بعد سنين طويلة، دعوة للجميع للحفاظ على الظاهرة الغيوانية والتأسيس لها لضمان استمراريتها... ناس الغيوان من المجموعات الغنائية الرائدة المشاركة بالحفل الفني، فقد تفاعل مع كشكولها الفني المتنوع الجماهير الغفيرة التي جاءت لتجدد التواصل مع أصدقاء المرحوم العربي باطما، مع العلم أن آخر مرة تم فيها تقديم عمل فني للمجموعة بملعب الطاس كان سنة 1981، وقد عبر عمر السيد مايسترو ناس الغيوان خلال هذا الحفل، عن سعادته الكبيرة وهو يغني رفقه باقي أعضاء المجموعة بملعب الطاس بعد 20 سنة من الغياب بالحي المحمدي، مقدما شكره للمقاطعة على هذه البادرة الطيبة التي جمعت شمل ساكنه المنطقة برواد الفن الأصيل، ليتم من خلالها ربط الماضي بالحاضر، مشيرا إلى أن الحي المحمدي كان ولازال بمثابة مغرب متعدد الثقافات، بحيث أنه بالإضافة إلى بروز العديد من المجموعات الغنائية بقلعة النضال والفن والثقافات، فقد كان هناك أيضا الشعراء والأدباء والممثلون والمسرحيو..ن الذين يعتبرون خريجي الحي، وخريجي أول وأقدم دار شباب بالمغرب والتي شيدت في ستينيات القرن الماضي، والتي اعتبرها بمثابة أكاديمية للفنون والمسرح والرياضة ...، مشيرا في الوقت نفسه إلى الدور الفعال الذي كانت تلعبه قاعة العروض آنذاك، وعلاقتها بالغيوان، تكادة، محمد مفتاح واللائحة طويلة... عبد العالي فتيح فكاهي وأحد أبناء الحي المحمدي، أعرب بدوره عن سعادته الكبرى وهو يتواجد بين جماهير الحي وبالضبط بقلب ملعب الطاس لما له من دلالات رمزية متعددة ، بحضور مختلف فعالياته الجمعوية والفنية والسياسية والرياضية ... دخوش أحمد الروداني عن مجموعة تكادة ، قال إن في هذه اللحظة التي نلتقي فيها وفي هذا المكان نسترد ذكريات الطفولة داخل ملعب عريق وهو الطاس، والذي يؤسف حقا للحالة التي أصبح عليها بالرغم من العديد من المحاولات التي تتجه إلى إعادة الاعتبار إليه نظرا لمكانته التاريخية، اليوم نحن جد سعداء بتواجدنا بين أبناء الحي المحمدي في هذا الحفل الكبير والذي يعتبر مناسبة لمجموعة تكادة ذات 43 سنة من التواجد الفني والعطاء لتصل الرحم مع العديد من الوجوه والأصدقاء والأحباب ، مؤكدا أن أبناء الحي المحمدي دائما يبقى لديهم الحنين للحي المحمدي ...