تغير المناخ أدى لنزوح ملايين الأشخاص حول العالم وفقا لتقرير أممي    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    مباحثات تجمع العلمي ونياغ في الرباط    أخنوش: تنمية الصحراء المغربية تجسد السيادة وترسخ الإنصاف المجالي    "أسود الأطلس" يتمرنون في المعمورة    الأحزاب السياسية تشيد بالمقاربة التشاركية للملك محمد السادس من أجل تفصيل وتحيين مبادرة الحكم الذاتي    رفض البوليساريو الانخراط بالمسار السياسي يعمق عزلة الطرح الانفصالي    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    أخنوش يستعرض أمام البرلمان الطفرة المهمة في البنية التحتية الجامعية في الصحراء المغربية    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان المغربي «إلياس طه» للاتحاد الاشتراكي: على الفنان أن يدرك أن الفن رسالة سامية
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 24 - 10 - 2016

الفنان المغربي إلياس طه، جمع بين الموهبة الفنية والدراسة الموسيقية. تابع دراسته بالمعهد الموسيقي بسيدي بليوط، ليلتحق بفرقة الموسيقى العربية. فاز بالمرتبة الثانية في برنامج «نجوم ونجوم»، بعدما غنى أغنية موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب «مين عذبك»، كما شارك في برامج أخرى. جعل لجن التحكيم تلتفت إلى موهبته، كما صقل موهبته بالدراسة بالمعهد العالي للموسيقى بيروكسيل.
الآن يتهيأ لإنتاج ألبوم غنائي فريد من نوعه عبارة عن إعادة غناء العديد من الأغاني الخالدة بتوزيع جديد سواء لأم كلثوم أو لكريم محمود أو لصباح فخري، وردة الجزائرية، ميادة الحناوي، ولم يستثن الاغنية المغربية، حيث ستكون أغنية «الغربة والعشق الكادي» التي أداها الفنان محمد الغاوي من ضمن هذه الأغاني.
الحديث مع الفنان إلياس طه، حديث شيق نظرا لثقافته الموسيقية، كما يحمل رؤية واضحة في هذا الميدان.
في هذا الحوار، يتحدث إلياس طه عن الأغنية المغربية، وعن غياب الدعم من طرف الدولة، وصراع الأجيال، وظاهرة شراء عدد المشاهدات في اليوتوب والبرامج الخاصة بالمواهب وما إلى ذلك.
p لنتحدث عن البدايات؟
n دشنت مساري الفني من خلال المشاركة في مجموعة من البرامج والإعداد لأول ألبوم غنائي بمدينة تولوز الفرنسية برفقة الموزع مراد الكزناي.
p شاركت في برنامج »نجوم ونجوم« بأغنية لموسيقار الأجيال محمد عبد الواهاب، ماذا عن هذه المشاركة؟
n كانت هذه أول مشاركة في التلفزيون بالنسبة لي. وكان من المفروض أن أؤدي أغنية »أنت الهوى«، لكن لظرف تقنية اضطرت أن أغني أغنية »مين عذبك.« لمحمد عبد الوهاب.
p كيف تقيم هذه المشاركة الآن؟
n خلفت هذه المشاركة أصداء طيبة، إذ من وراء ذلك انفتحت أمامي أبواب عديدة وأصبح الجمهور له نظرة أخرى لي.
p من باب الحديث عن مشاركة المواهب في مثل هذه البرامج، نجد هذه الأسماء تنال شهرة كبيرة مدة هذه البرامج، لكن سرعان ما يخبو نجمها بمجرد أن تنتهي هذه البرامج، ماهي خطورة هذه البرامج على هؤلاء المشاركين، ولماذا في نظرك لا تكتب الاستمرارية على مستوى الواقع لهذه المواهب؟
n علينا التفريق بين برنامج »نجوم ونجوم« والبرامج الحالية .في البرنامج الأول، نجد أن النتائج تسهر عليها لجنة التحكيم، بمعنى أن المشارك، عليه اقناع أعضاء لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها أساتذة كبارا. أما حاليا، فنجاح المشارك مرتبط بعملية تصويت الجمهور، حيث تتداخل فيها أشياء عديدة منها التعاطف وغيره. هذه البرامج أرى أنها لم تكن في أي يوم من الأيام قادرة على صنع الفنان، بل هي تساهم في مسيرة الفنان. فالكثير من المشاركين الذين يشاركون في هذه البرامج، يكونون ضحية لهذه البرامج نفسها ، وبمجرد أن ينتهي البرنامج، تنتهي معه القصة كاملة. أما إذا تعلق الأمر بفنانين حقيقيين، فعليهم أن يعتبروا أن مثل هذه البرامج، ماهي إلى وسيلة من الوسائل التي يمكن أن تساعدهم ،خاصة وأن مستوى الدعاية كبير جدا. وعلى هذه المواهب ألا تربط مصيرها الفني بهذه البرامج، بل علينا أن يرتبط الأمر بالاشتغال والجمهور والاختيارات الفنية الخاصة بكل واحد.
p ألا ترى معي أنه حان الوقت لأن يتم تغيير طبيعة هذه البرامج، وتتجه نحو مواكبة الفنان، بعد انصرام مدة البرامج حتى تحقق الأهداف المفروض أن تلعبها، وتكون هذه البرامج قد زودت الساحة الفنية العربية على الأقل بعشر نجوم الأوائل سنويا؟
n يجب ألا نتجاهل شيئا أساسيا وهو أن مثل هذه البرامج تبحث عن الربح المادي أولا، والمواهب تبحث عن الشهرة. أما صناعة النجوم إذا كانت، فهي ليست أولوية بالنسبة لهذه الشركات المنتجة، والدليل على ذلك، أن بمجرد أن تنتهي حلقات هذه البرامج، يتم البحث والتنقيب على وجوه جديدة، والفنان لا يمكن أن يصنع في شهر واحد. والذين يستمرون ويواكبون من لهم قاعدة فنية حقيقية. وقاعدة جماهيرية صلبة وتلاحظ أن أغلبية المشاركين ما أن يغادروا البرامج لا نجد في رصيدهم ولو أغنية واحدة والجمهور لا يمكن أن يضمن لك الاستمرارية بدون رصيد فني، هذا الأخير يأتي عبر التراكم والاشتغال طيلة سنوات.
p بماذا تفسر التناقض الحاصل في المشاركة المغربية في مثل هذه البرامج والمشاركة العربية. والنموذج واضح هنا ، يتجسد في الفنانة دنيا باطما التي تم إقصاؤها في برنامج »استوديو دوزيم« بالقناة الثانية، لكن حينما شاركت في برنامج »آراب ايدول« احتلت الرتبة الثانية، ولاقت إقبالا من طرف الجمهور العربي. والغريب في الأمر أنه رغم حصول دنيا باطما على المرتبة الثانية، فهي حاضرة بقوة في الساحة الفنية العربية مقارنة مع صاحبة اللقب المصرية كارمن سليمان؟
n دنيا باطما قبل مشاركتها في البرنامج هي فنانة وذات صوت رائع.
لكن الأسف، الكل يهتم بالشكل والمظهر، في حين أن الموسيقى هي علم. وغياب التكوين لن يساهم في التطور أبدا.
p أنت تغني الغناء الطربي في زمن تربى فيه الجمهور على نمط غنائي معين، هل الاختيار أو هذه المغامرة محسوبة بالنسبة إليك؟
n الحياة كلها مغامرة، ومن تخلفنا هو «وضع إسقاطات على الجمهور. الأساسي أن تقدم أعمالا للجمهور متنوعة، واتركه يختار، بالعكس الشعب المغربي مثقف، وفيه شعراء وعلماء، والجمهور ليس لديه البديل، هو الآن أمام «موجة» وحيدة. علينا تقديم أنماط متعددة، للجمهور ونترك له بعد ذلك حرية الاختيار. في الوقت الذي حرصنا على تمرير نمط واحد له سواء في السهرات أو غيرها فأصبح هذا النمط «هوية». وإذا عدنا للتاريخ المغربي نلمس هذا التنوع من خلال الموسيقى الأمازيغية، والشعبي، الأندلسي. الملحون والحساني وغير ذلك. السؤال الآن أين هذا التنوع الذي كان بالأمس.
p أين يكمن الخلل في نظرك. هل في الفنان أم الدولة نفسها التي ممكن ربما ليس لديها سياسة واضحة في هذا المجال مقارنة مع الماضي، حيث كانت سهرات المدن والتلفزيون، وحتى الإذاعة الوطنية حريصة على احتضان هذا التنوع بحكم أن المسؤولين فيها كانوا مثقفين وفنانين؟
n الفن رسالة سامية. الفن يساهم في تربية الذوق. لكن حين يصبح الفنان مثل «الخضار» مع احترامي لهذه الفئة، فإن الأمر يثير الشفقة، وأنا أحمل المسؤولية للفنان، فهو مطالب بالاجتهاد والمثابرة، وعيب أن يغني «الغث» فالموسيقى في العالم هي موجهة طبعا للشباب، بالإضافة إلى غياب الرقابة في المغرب، وزارة الثقافة ليس لديها أي دور في هذا المجال، والشيء الخطير، أن هذه الأغاني الرديئة لم تعد مقتصرة على العالم الافتراضي، بل نجدها تمرر في الإذاعات. وهذه الكلمات الرديئة لاعلاقة لها بلغة الشعب المغربي، بل لغته راقية، ومجتمعنا راق، فهو مجتمع الزوايا، والفقهاء والعلماء.
p المفروض في الفنان هو أن يرتقي بذوق الجمهور، وليس النزول إليه؟
n أكيد، هذا الأمر صحيح، والجمهور اليوم مرغم على سماع هذه الأغاني، وإن وجد بديلا أكيد سيلجأ إليه.
p مصر، بلد الفن، لكن هو الآخر يعاني من هذه المعضلة. أتذكر في حوار سابق مع الموسيقار حلمي بكر، كشف أن في الماضي كنا نصف الجمهور ب «السميعة»، لكن اليوم اقتصر الأمر على شكل الفنان وماذا يلبس، لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟
n لا يصح إلا الصحيح. بغض النظر عن هذه الصناعة الخاصة بالفنان، فإن الإشكال، هو أن الجمهور حينما يستمع إلى المذياع أو «السيدي» فإنه لا يرى شكله، وهنا يبقى الصوت هو المحدد، والطرب كما نعلم في.. الوجدان، وليس من خلال العين. هذه ثقافة دخيلة، ليس العيب أن ترتبط الصورة بالصوت، لكن يبقى هذا استثناء.
p لنتحدث عن أعمالك الفنية وتعاملك مع المبدع مراد الكزناي.
n تعاملت مع الموزع مراد الكزناي، الذي وصل إلى العالمية. هو موزع معروف، كنت أعيش في بجليكا وهو في «تولوز الفرنسية» اخترت هذا الإسم الذي هو غيور على الهوية المغربية في الأغنية. وقد تعاملت معه في ألبوم غنائي «أنت روحي» أغنية كانت من ألحان الشاب لامين، المغني الجزائري وكلمات توقيف أبو زهير. بعد ذلك، أنتجت أغنية من توزيع الموزع الفرنسي «سكال بوفيتش» باستوديو المغني الفرنسي» بأشكال أوديسبو» أديت العديد من الأغاني مع مبدعين منهم بدر المخلوفي، حميد الداودسي.. .وصولا إلى الألبوم الجديد «نوستالجيا» العودة إلى الزمن الجميل، من خلال مجموعة من الأعمال الكلاسيكية بتوزيع جديد يتضمن الألبوم، أغاني للموسيقار محمد عبد الوهاب، كريم محمود، صباح فخري، وردة، ميادة الحناوي، وأغنية مغربية وحيدة الغربة والعشق الكادي لمحمد الغاوي. فأغاني أيام زمان، كانت رائعة، وإذا أدخلنا عليها التكنولوجيا اليوم، أكيد سنقدم منتوجا رائعا، ونخدم حتى الجيل الجديد. وإعادته إلى ثقافته الأصيلة الذي لم يعد يستمع إليها.
p هذا العمل الجديد، الذي ستعيد فيه غناء الطرب الأصيل، ما هي الإضافة الجديدة، هل سيكون هناك توزيع جديد مثلا؟
n بالنسبة مثلا لأغاني أم كلثوم، قررت أن أمزج مقاطع لأغاني في أغنية واحدة مثلا، وحاولنا إدخال آلات موسيقية حديثة، والتسجيل في استوديو بمواصفات عالمية.
p وهل تم التنسيق مع الفنان محمد الغاوي في هذا المجال؟
n سأحرص على الإشارة إلى اسمه و اسم كاتب الكلمات والملحن وسأحفظ حقوقهم، وأنا مغرم بهذه الأغنية منذ صغري.
p كيف تقيم الأغنية المغربية الآن؟
n هناك تطور، وهناك شباب مبدع، يجتهد في هذا المجال وقد أصبحت الأغنية المغربية معروفة في الوطن العربي. إذ بعد ركود كبير، استطاع مجموعة من الشباب من خلال مبادرات شخصية بعيدا عن دعم وزارة الثقافة التي يهيمن عليها أشخاص معينون يحتكرون الدعم وغيره، إيصال أغنيتنا عالمية.
p ما الذي جعل المتلقي غير المغربي يقدم على الأغنية المغربية، وعلى الدارجة المغربية، ما الذي تغير بين الأمس واليوم؟
n الأغنية، ليست كلمات فقط، بل هي ألحان وتوزيع أيضا. أصبح لدينا موزعون جدد، تمكنوا من الآليات لإيصال منتوجنا، وانفتحنا على الفن العالمي بشكل عام، والتسجيل في استوديوهات في المستوى، مع تبسيط اللغة والاجتهاد فيها.
p هناك من يرى أن نجاح الأغنية المغربية يعود إلى الوضع السياسي المتأزم في مجموعة من الدول العربية، كما أن الأغنية المصرية والخليجية استنفدت ما لديها، كما ساهم الاستقرار في المغرب ومهرجان «موازين» في هذا الأمر، مما جعل العديد من الفنانين العرب يقدمون على تأدية الأغنية المغربية؟
n أنا متفق معك مئة في المئة ماعدا في كون عدم الاستقرار في بعض الدول. إذ أن هناك اجتهادات لدى المبدعين الشباب المغاربة وأنا مع النقد البناء، وليس مع الحروب المجانية، إذ نحن في مرحلة البناء، ضروري أن تكون هناك هفوات ونقائص. لكن الأساسي هناك وعي وصحوة، أكيد أنه بعد جيل الرواد. عانى المغرب من فراغ كبير، إلى أن جاء هذا الجيل الجديد، في حين نجد مثلا تونس أنتجت العديد من الأسماء، صابر الرباعي وغيره.
في حين أن بعض الأسماء التي كان من المفروض أن ترفع المشعل هاجرت إلى مصر.
p جيل الرواد، يقولون إن جيلهم كان يؤمن بالاستمرارية في حين أن الجيل الجديد لا يؤمن بمبدأ الاستمرارية والتراكم، وبالتالي يرون الأغنية الجديدة هي مجرد موجة عابرة؟
n لا أتفق مع مصطلح «موجة» فهو استهتار بمجهود هذا الجيل. وأسأل الرواد أنفسهم من فيهم احتضن موهبة شابة؟
في حين إذا ما رأينا مثلا صباح فخري، نجده دائما يحتضن الشباب، وأيضا وديع الصافي وغيرهما. الرواد تركوا بصمة في تاريخ الأغنية المغربية، لكن للأسف لم يكن هناك تواصل ومصاحبة للشباب، حتى على مستوى الدعم نجد أن الشباب مقصي.
أعتقد أنه مع تجربة الرواد وكفاءات الشباب واجتهاداتهم ستعطي طاقة كبيرة للأغنية المغربية.
p ما هو معيار نجاح الأغنية بالنسبة إليك؟
n المعيار بالنسبة إلي، هو تفاعل أكبر عدد من الجمهور معها وترك انطباع جيد في المجتمع، وخلق إضافة إلى الفن عموما.
p هل الاغنية الناجحة كما تروج له، تلك التي تستقطب الملايين من المشاهدات على اليوتوب ولا يهم إن عاشت سنة فقط؟
.n نسب المشاهدة على »اليوتوب« الآن أصبحت محط شك، ومعروف كيف يمكن للفنان ان يحصل على هذه النسب.
p لتوضيح الصورة أكثر، هناك فنانون استقطبوا عشرات الملايين من المشاهدات على »اليوتوب«؟
n صحيح ان »اليوتوب« والفيسبوك وغيره، أصبح أداةللتواصل مع الجمهور، لكن مع الأسف أصبح عدد المشاهدات يحدد نجاح الفنان، وأصبح بعض الفنانين يلتجئون لذلك ليس من أجل التسويق، بل ايضا لاستقطاب المستشهرين والحضور في المهرجانات، خاصة وان المنظمين لم يعودوا ينظرون إلى الكفاءة الفنية، بل يلتفتون إلى عدد المشاهدات، ويضطر الفنان إلى استعمال هذا الاسلوب. للأسف هناك فنانون يشترون نسب المشاهدة في اليوتوب.
p هذا يشكل خطورة على الاغنية المغربية، اذ يصبح عدد المشاهدات في »اليوتوب« هو المعيار مما يصعب الامر على المواهب الجديدة، التي لا تمتلك أموالا ، وهكذا تقتل هذه المواهب في المهد وبالتالي سيكونون مساهمين بشكل واع او غير واع في الاضرار بالاغنية المغربية؟
n هذا دور وزارة الثقافة ووزارة الاتصال ودور الرواد لتقنين المجال، وحماية هذه المواهب الشابة. هناك فراغ كبير، وفوضى عارمة في الميدان الفني المغربي و %90 من الفنانين لا اتصال ولا علاقة لهم بوزارة الثقافة، كما ان النقابات يحتكرها الرواد وليس الشباب، وعلى الجميع ان ينخرط في هذه الصحوة الفنية في بلادنا.
p ماذا عن لجنة الدعم بوزارة الثقافة، هناك أسماء من الرواد هي التي تحتكر الموضوع كما يروح له. ألا ترى معي أن هذه الأسماء رغم أنها مؤهلة لذلك، لا تستطيع أن تقدم أي شيء للمواهب الشابة، بحكم مواقفها منها؟
n مسألة بديهية، خاصة وأن الرواد غير متحمسين للأغنية المغربية الجديدة، ويصفونها بالموجة، كيف سيدعمونها، وهذا أسميه بالحصار، وإذا ارادوا دعمها يفرضون تلحينها.
p هناك العديد من الرواد، نجدهم غير متحمسين لاداء هذه الاغنية التي يصنفونها بالموجة، في حين نجد مثلا الفنانة سميرة سعيد استطاعت رغم نجوميتها العالمية ان تنخرط في هذا المجال. فأغانيها مازالت تحصد جوائز عالمية، وكذلك الفنانة لطيفة رأفت رغم انها من الرواد هي الأخرى وتغنى بأغانيها المغاربة استطاعت ان تتعامل مع الوضع هي الاخرى بذكاء، حيث ادت اغنية »كنا وكنتو« من كلمات ولحن المبدع زكرياء بيقشة، ولاقت هذه الاغنية نجاحا كبيرا، ولم تفقد الفنانة لطيفة رأفت، ان جاز التعبير »هويتها« وأسلوبها المعهودين، لماذا في نظرك لم يقدم الاخرون على ما اقدمت عليه سميرة سعيد ولطيفة رأفت؟
n لا يمكن لنا جميعا ان نفكر بنفس الطريقة ونستمع إلى الموسيقى بنفس الطريقة. فمبدأ الاختلاف مبدأ اساسي في الحياة. فليس بالضرورة ان تعجبك موسيقاي.، المهم ان أحترم رأيك وتصورك للشيء . اذا لم يرد جيل الرواد الانخراط فالأمر يعود اليهم. لكن عليهم ألا يقفوا حاجزا أمام هذا الجيل.
p ألا ترى معي انه يجب ان يكون هناك التواضع من الطرفين لخدمة الاغنية المغربية، وتثبيتها كمدرسة، ولا تبقى مجرد موجة كما يقال؟
n الاصل بطبيعة الحال هم الرواد، وعليهم أن يفهموا أن الحياة تتطور. فالمسافة التي كان المرء يقطعها في ظرف عشر ساعات، اليوم يمكن ان يجتازها في ظرف ساعتين، فالعالم كله يتطور، وبالتالي فالالحان وغيرها تتطور هي الاخرى. في حين نجد ان الاغنية لم تتطور للاسف مع هؤلاء الى ان جاء الجيل الجديد، مع تحفظي على مصطلح »موجة«، بل هناك تطور حاصل بنسبة 360 درجة، لكن لم يتقبل الرواد ذلك. وشكل لهم هذا التطور صدمة، ولم يريدوا ان يفهموا ان مصر كانت لديها ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب والشيخ عبده الحمولي، والكل يعرف ان موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب حينما غنى جفنه علم الغزل لم يتم التعامل معه، لكن مدرسته بعد ذلك اصبحت حقيقة فنية؟ اذا لم تكن اليات تواصل بيننا. سيكون هناك فراغ مهول ويجب عليهم ان يصدروا تجربتهم للشباب.
p هناك فعلا أغان كلماتها ليست في المستوى، لكن بالعودة إلى الاغنية المغربية الجديدة، يلاحظ نجاح بخصوص الشكل الذي يعتبر وعاء المضمون و هناك انتقادات للكلمات. ما رأيك؟
n ثمة فعلا اغاني التي كلماتها ليست في المستوى، لكن بالمقابل هناك أغاني جيدة، والاغنية الان في مرحلة البناء. وعلينا ان نكون متفائلين، وهي مشروع حضاري.
ونحن في البداية، وبالتالي يصعب ان نطلق أحكاما . ويكفي أن أغنيتنا اصبحت تغنى في الشرق، في حين كان العكس هو الصحيح في الماضي، ولا ننسى أن هذه المبادرات تبقى فردية بعيدا عن اي دعم يذكر، وعلى الجميع ان يتحمل مسؤولية في هذا المجال، وعلى الفنان ألا يتذرع بالاعلام، هناك آليات اخرى متاحة.
p لنتحدث عن الإعلام ودوره في هذا المجال؟
nللاسف ليس هناك مثلا فضائيات مغربية متخصصة .وسامح لله بعض المسؤولين الذين لا علاقة لهم بالفن، لكنهم مسؤولون عن التنظير له. كما أن وزارة الاتصال ليست لها سياسة واضحة في هذا المجال. وحتى في البرامج الانتخابية لا نكاد نجد أي اشارة للفن والموسيقى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.