o نظمتم ندوة دولية هي الأولى بالمغرب حول مرض «المقوسات الخلقي» بمشاركة مجموعة من الخبراء من دول مختلفة، فما هو هذا الداء؟ n داء المقوسات المعروف أيضا ب toxoplasmose أو toxoplasmosis ، هو مرض يسببه كائن طفيلي مجهري أحادي الخلية، اسمه العلمي هو «Toxoplasmagondii». ويحتاج هذا الكائن إلى قط ليكمل دورة حياته، حيث يأكل القط حيوانا صغيرا مصابا سواء تعلّق الأمر بفأر، أو طائر أو غيرهما ... وبعد مدة يتم إفراز بيضات مع البراز يمكنها الصمود لمدة طويلة في الوسط الخارجي. وتستكمل دورة حياة هذا الكائن الطفيلي عند تناول الفأر أو الطائر... للبويضات، علما أن الحيوانات العاشبة كما هو الشأن بالنسبة للأغنام والأبقار وكذا الأحصنة ...، يمكنها هي الأخرى أن تصاب بهذا المرض حيث تتواجد الطفيليات في أعضائها، خصوصا الدماغ والعضلات. o وما علاقة هذا الكائن الطفيلي بالإنسان؟ n يعتبر داء المقوسات مرضا شائعا يمكن أن يصيب الإنسان، ذكرا كان أم أنثى، وفي أي سن. ويمكن أن تكون الإصابة به عن طريق أكل البويضات التي يلقيها القط المصاب مع برازه، كما يمكن أن يصاب عند أكل اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيدا، وكذلك عند أكل الخضر والفواكه وكذا المياه الملوثة، ويمكن أن تكون الإصابة عمودية، أي من الأم إلى الجنين عبر المشيمة، وهو ما يصطلح عليه بداء المقوسات الخلقي،toxoplasmose congénitale أو congenitaltoxoplasmosis، كما ينتقل المرض من شخص لآخر في حال نقل الأعضاء التي يكون فيها المتبرع مصابا. o هل هناك أي معطيات رقمية عن أعداد المرضى المصابين؟ n للأسف، هناك دراسات حول الموضوع في المغرب معدودة على رؤوس الأصابع، وهذا النقص في المعلومات كان من الدوافع الرئيسية لإقامة الندوة التي أشرتم إليها في البداية، والتي نظمت في المعهد بالرباط يومي 4 و5 نونبر الماضي، بمبادرة من كلية الطب بجامعة شيكاغو وبمشاركة المعهد الوطني للصحة التي حضرها محاضرون متخصصون من كولومبيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفرنسا إلى جانب خبراء مغاربة من اختصاصات مختلفة، حيث تعدّ دراسات انتشار المرض من أهم الدراسات التي ستمكن وزارة الصحة من تقييم مدى ضرورة إجبارية التحاليل أثناء الحمل، وكذا الإجراءات الأخرى المصاحبة كتوفير الدواء مثلا. o ما هي أبرز عناوين المرض؟ n تكون الإصابة بداء المقوسات، في غالب الأحيان، بدون أعراض واضحة، لكن الخطورة تكون أساسا في حالتين: الأولى إذا ما كان المريض يعاني من نقص حاد في المناعة، كأن يكون مصابا بمرض السيدا، على سبيل المثال لا الحصر، والثانية في حال الانقلاب المصلي (séroconversion أو seroconversion) أثناء فترة الحمل، مما قد يؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بداء المقوسات الخلقي. o أين تكمن مضاعفات الداء؟ n تختلف درجة المضاعفات المحتملة على الجنين في حالة داء المقوسات الخلقي، وذلك حسب فترة الحمل التي وقعت خلالها الإصابة، فمع تقدم عمر الحمل يزداد احتمال الإصابة بينما تقل خطورتها. وتبقى إصابة الجهاز العصبي وشبكية العين أخطر المضاعفات التي قد تؤدي إلى موت الجنين، فضلا عن مضاعفات قد تقل أو ترتفع درجة خطورتها، كما أنه يمكن ألا تظهر أية أعراض عند الولادة لتظهر في مراحل متقدمة من العمر خصوصا إصابة شبكية العين. o كيف يتم الكشف عن المرض؟ n تكمن طريقة الكشف عن المرض في البحث وقياس وجود مضادات الأجسام ضد المقوسات في الدم، وهيIgG و IgM والتي تمكّن من معرفة وجود المرض وكذلك تأريخه. على أنه تجب الإشارة إلى أن الكشف المبكر هو خطوة بالغة الأهمية الذي يمكّن من استعمال الدواء الوقائي بصورة مبكرة عند المرأة الحامل، وهو ما قد يغنينا عن العلاج الذي له أعراض جانبية مهمة. o ما هي سبل الوقاية من هذا المرض؟ n الوقاية من داء المقوسات الخلقي تتمثل في اجتناب مسبباته. فالمرأة الحامل خصوصا، مطالبة باتخاذ الاحتياطات اللازمة كي لا تصاب أثناء الحمل، لهذا يجب عليها أن تستعمل قفازات واقية للتخلص من فضلات القطط في حال تربيتها، إن كانت مضطرة للقيام بذلك بنفسها. كما يجب عليها أن تطهو اللحوم جيدا وتغسل الفواكه والخضروات لتجنب العدوى. وتبقى الزيارات الدورية لطبيب النساء والتوليد لمتابعة الحمل ضرورية، مع الالتزام بالقيام بما يطلبه من تحاليل وكشف بالصدى... إذ يمكن ذلك من تجنب المضاعفات المحتملة في حال انتقال العدوى لا قدر لله.