عبد الواحد عوزري غاضب جدا من مآل الدعم المسرحي الذي تقدمه وزارة الثقافة للفرق المسرحية. مؤسس «مسرح اليوم»، بمعية المتألقة دائما ثريا جبران، استغرب، في لقاء مع «الاتحاد الاشتراكي»، ما جاء على لسان البشير الزناكي، مستشار وزير الثقافة، بخصوص تعديلات قانون الدعم المسرحي (انظر عدد الجريدة ليوم الاثنين 23 ماي 2011). يعود عوزري بعقارب الزمن إلى الوراء لوضع موضوع الدعم في سياقه فيصرح للجريدة: «في سنة 1998، أصدر محمد الأشعري، وزير القافة آنذاك، قرارا مشتركا مع وزير المالية لإحداث الدعم المسرحي. وقد كان قرار طلائعيا وتأسيسيا في وقته، وأحدث رجة إيجابية في المسرح المغربي ولدى العاملين فيه، ومكن من ظهور فرق جديدة ومن تشبيب لخريطة المسرح المغربي. في نفس السياق وتعزيزا لهذا البرنامج الواعد، اقترح الوزير الأشعري سنة 2000، تكملة لهذا المشروع، تعديلا يضيف شقا ثانيا للمشروع الأول يتعلق بالترويج المسرحي». لكن ما الحكمة التي دفعت إلى اعتماد شق الدعم عبر الترويج؟ يضيف عوزري في هذا السياق: «فلسفة الترويج كانت واضحة منذ البداية: تعزيز الفرق التي حصلت على دعم الإنتاج وأعدت مسرحيات في المستوى ولم تستطع أن تروجها كثيرا، ثم نوع من الالتفات للفرق التي «رسبت» في دعم الإنتاج ولكن مع ذلك أنجزت عروضا جميلة تستحق التشجيع.» هذا، ولما أتت وزيرة للثقافة من صلب الميدان الفني، ثريا جبران، كان من الطبيعي أن تقترح إضافات إيجابية لصيغة الدعم، وهذا ما فعلته بالطبع. يضيف عوزري في لقائه مع الجريدة: « اقترحت الوزيرة أول ما اقترحته إضافة 30 % إلى الغلاف المالي الذي حددته اللجنة السابقة، فقيل لها بأن هذا مستحيل لأن اللجنة سيدة قراراتها، فأجابت بأنها ستلغي هذه اللجنة لتعين أخرى إذا رفض هذا الطلب، وفعلا استجابت اللجنة لطلب الوزيرة في آخر المطاف». يقول عوزري الذي شغل منصب مستشار لدى الوزيرة ثريا جبران في نفس هذا السياق: «في نفس تلك السنة، عملت الوزيرة على محاولة أولية، وأقول أولية لتعديل إيجابي في روح القرار الأول على أن يتم تطويره مع تطور الفرق المسرحية والعطاءات. نص التجديد هذا على أن يتم الدعم المسرحي على دفعتين بدل أربع دفعات، وقد كان المشروع الأصلي للوزيرة هو دفعتان في مستوى 70 % ثم 30 % ، وبعد رفض وزارة المالية لهذه الصيغة قبلنا بموقف توافقي مفاده أن يتم الدعم بصيغة 50 في الدفعة الأولى ثم 50 % في الدفعة الثانية، الشيء الذي يوفر على الفرق والإدارة أعباءا ومتاعب حقيقية. وبعدها رفعت الوزيرة ثريا جبران سقف الدعم من 400.000 درهم إلى 600.000 درهم.» ويسترسل المخرج المسرحي معلقا على الصيغة الجديدة للدعم: «الآن نحن أمام معطى جديد ومشروع جديد لوزارة الثقافة، يفرض على الفرق، التى لا حول لها، أن تقدم لفائدة الوزارة خمسة عروض بالمجان بدل اثنين، وأن تتقدم إما لدعم الإنتاج أو دعم الترويج، وأن لا يتقدم خريجو المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي للدعم إلا بعد سنتين من تخرجهم، ونحن نعلم أن خريجي المعهد هم خميرتنا في هذا الميدان.» ومع ذلك، هل ستدخل هذه الصيغة حيز التنفيذ؟ سألنا عبد الواحد عوزري، فكان جوابه: «تبقى قناعتي أن الوزير، وزير المالية صلاح الدين مزوار، مع كل ما أعرفه عنه من إحساس فني مرهف وحي، لن يوقع عن قرار مجاني ضد المسرح وضد كل المسرحيين بالمغرب. ليس هناك مسرحي واحد في المغرب يتفق مع هذا القرار إلا الذين... في الحقيقة لا أريد لجملتي أن تكتمل».