تشتكي بعض المناطق السكنية من آفة انتشار النفايات بمحاذاتها، التي تزداد حدتها في رمضان تبعا لمضاعفة الأنشطة التجارية، والتي حُكم على سكانها بالعيش وسط هذه الفوضى كلما تعلق الأمر بوجود سوق نظامي أو فوضوي، ولو أن الأمر يتفاقم أكثر مع الأسواق الفوضوية التي يعمل باعتها على ترك مخلفات تجارتهم مباشرة بعد نفاذ السلع، مما يؤثر بالسلب على المحيط، ويعمل على تشويه المنظر العام للمدن، فضلا عن الروائح المنبعثة منها والتي تزكم أنوف المارة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بمخلفات الأحشاء، مهما كان نوعها سواء كانت خاصة بالدجاج أو السمك أو ... أشياء أخرى ؟ مشكل لطالما اشتكى منه المواطنون خاصة في ظل «انهزام» الشركات التي حظيت بصفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة، في معركة تطهير الأزقة والشوارع من النفايات، أمام التزايد الكبير لمخلفات الباعة بالتحديد، والتي يرتفع حجمها خلال شهر رمضان. مقاطعة اسباتة هي إحدى النقاط السوداء التي تنتشر فيها النفايات بشكل مهول، بعد أن تحولت تلك المنطقة إلى مفرغة حقيقية للقمامة خاصة تلك المرتبطة بسوق حمام الفن، الذي تحولت يوميات السكان فيه إلى جحيم بفعل «معاشرتهم» الطويلة لتلك النفايات التي لا تنفذ أبدا، وتتراكم من جديد بمجرد جمعها من طرف الأعوان؟ «الاتحاد الاشتراكي» وفي جولة لها بالمنطقة التقت عدد من المواطنون الذين أجمعوا على استنكار الوضعية التي آل إليها الحي، حيث أكد عدد منهم على أن الحياة صارت لا تطاق بالمنطقة بالنظر إلى كثرة النفايات وتداعياتها. إذ على الرغم من السعي الحثيث لمصالح النطافة فإن الواقع «المتعفن» لم يتغير، وما زاد الطين بلة جحافل الحشرات التي باتت حاضرة زنقة زنقة، دار دار ! معالجة مشكل النظافة باسباتة كما بمناطق أخرى تقتضي وضع تصور شمولي تشاركي، يحضر فيه وعي المواطن، ومواطنة البائع، ومهنية العامل، ومتابعة المنتخب، حتى يتسنى الوصول إلى حلول للقطع مع مشاهد النفايات المتناثرة هنا وهناك.