أثار انتباه إحدى الدوريات، التي كانت تقوم بحملات تطهيرية بين شاطئ سيدي بوزيد ومولاي عبد الله ، في ساعة متأخرة من ليلة الأحد الاثنين قبل الماضية، سيارة رباعية الدفع، رمادية اللون، كانت متوقفة بمحاذاة الشاطئ الصخري، على الطريق المؤدية إلى الجرف الأصفر، وكان محركها مشغّلا، وأضواؤها مشتعلة، الأمر الذي أثار شكوك عناصر الدرك، الذين ظنوا أن الأمر يتعلق بشبكة لنقل المخدرات، سيما أن سيارة ثانية رباعية الدفع لونها أخضر، توقفت لتوها بمحاذاة السيارة الأولى، وكان محركها كذلك مشتغلا، وأضواؤها مشتعلة. وظلت أفراد الدرك على متن الدورية الراكبة، يتابعون الوضع من بعيد، تفاديا لإثارة انتباه أصحاب العربتين المستهدفتين. وبعد مدة، غادرت السيارة الأولى المكان صوب منتجع سيدي بوزيد، ولحقت بها السيارة الثانية، التي أخذت وجهة مغايرة، نسق قائدو الدوريات الأربعة العمل فيما بينهم، واتفقوا على تعقب العربة الأولى عن بعد، دون إثارة الانتباه، وما أن توقفت السيارة عند وجهتها المحددة بمنتج سيدي بوزيد، بمحاذاة وحدة فندقية ، حتى وجد ركابها الخمسة أنفسهم محاصرين بالدوريات من جميع المنافذ والمحاور الطرقية، حيث أجري بحث دقيق داخل السيارة المشبوهة، أملا في العثور على المخدرات، غير أن مفاجأتهم كانت كبيرة، عندما عثروا على معدات لاستخراج الكنوز، ضمنها فأس والحرمل والقطران و»الحروزة»، وكذا شارتين لاصقتين على الزجاجة الواقية الأمامية للسيارة، إحداهما تخص المديرية العامة للأمن الوطني، والثانية تخص وزارة العدل! فتم حجز العربة واقتادوا المشتبه بهم إلى مقرالدرك الملكي بسيدي بوزيد، وأخضعتهم الضابطة القضائية لدى القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، للبحث والتحريات، وحاول سائق السيارة، الذي ينحدر من الدارالبيضاء، إنكار الأفعال المنسوبة إليه، وادعى أن سبب وجوده ليلا عند الساحل الشاطئي، بمعية 4 عمال مياومين، جلبهم من الجديدة، كان من أجل دراسة مشروع زراعي يخصه. حينها أبان له المحققون عن حسن نيتهم، وأن الأمر لا يعدو أن يكون إجراء روتينيا، وأنه سيتم الإفراج عنه ومرافقيه الأربعة، ما جعله يشعر بالثقة والأمان، وحاول إرشاء المحققين بمبلغ مالي واعترف المشتبه به الرئيسي بوقائع النازلة، وأقر أنه كان بصدد استخراج كنز، بعد حفر الأرض بعمق ناهز المترين، مستعينا بالعمال المياومين الأربعة، الذين جلبهم من «الموقف» بالجديدة، غير أن صخرة كبيرة حالت دون إكمال أشغال الحفر، إذ غادر الجميع المكان على أمل العودة في اليوم الموالي. وعن الشارتين، أفاد بأنه عمل على نسخهما من الحاسوب، وكانت الفكرة راودته عندما كان يقيم بالولايات المتحدةالأمريكية. وكشف المشتبه به عن شخصين، ضمنهما فقيه متخصص في استخراج الكنوز وسائق السيارة الثانية المنحدر من سيدي رحال. في السياق نفسه، عثرت دوريات الدرك على السيارة المتخلى عنها، بعد أن أغلق المشتبه بهما أبوابها، وغادراها في اتجاه مجهول، حين تناهى إلى علمهما خبر محاصرة واعتقال شركائهما. وصباح اليوم الموالي، عاين المحققون المكان المستهدف بالحفر، لإخراج الكنز، إذ سلم المشتبه بهما الفاران نفسهما إلى الضابطة القضائية لدى المركز القضائي بالجديدة، عقب ربط الاتصال بهما على هاتفيهما المحمولين، وجرى وضعهما، على غرار باقي المشتبه بهم، تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل مباشرة البحث والتحريات، على خلفية تهم من بينها «محاولة استخراج كنز، وحيازة شارتين رسميتين دون سند قانوني، ومحاولة إرشاء الضابطة القضائية»، كل حسب المنسوب إليه.