مهرجان للظاهرة الغيوانية بمراكش، وآخرين لفن العيطة بآسفي والدارالبيضاء، ورابع لعبيدات الرمى بخريبكة، ومهرجانات لفن أحواش وأحيدوس بالأطلسين الكبير والمتوسط... يعني هذا أن ألوانا موسيقية مغربية عريقة لازالت تجد لها الصدى الكبير، بالنظر لحجم الجماهير التي تتفاعل معها وتتابع فعالياتها وأنشطتها.. تمكنها من ترسيخ ذاتها في التربة الموسيقية الوطنية وتفتح فروعها على الأجيال المستقبلية المغربية المفترضة، ذلك، على الأقل، ما يتم ملامسته من خلال هذه المهرجانات، وخاصة في المهرجانين الأولين ( الغيواني والعيطة) اللذين عرفا مؤخرا حضورا جماهيريا كثيفا وتفاعلات شبابية لافتة تبشر بتحقيق أهدافها ( المهرجانات) المتجلية في الحفاظ على إرث موسيقي وطني غني من الضياع والاندثار في ظل اندفاعة الموجات الشبابية الجديدة التي لها أرضية تواجدها المنطقي وأسبابها، وأهدافها ورسائلها.. فعلى سبيل الذكر مهرجان «أصالة فن العيطة» بالدارالبيضاء الذي نظم يومي الثامن عشر و التاسع عشر من شهر يونيو الماضي من طرف «جمعية بوشعيب زليگة الثقافية لأصالة فن العيطة»، المستمدة اسمها من إحدى ركائز فرقة بوشعيب البيضاوي و«الماريشال» قيبو في خمسينيات القرن الماضي، ويتعلق الأمر بعازف العود، بوشعيب زليگة، الذي تدير ابنته نعيمة الجمعية المذكورة، يعد نموذجا في هذا الإطار، ذلك أن المهرجان المنظم تحت إشراف مجلس الدارالبيضاء الكبرى، وبدعم من وزارة الثقافة والمديرية الجهوية للثقافة بجهة الدار البيضاء، لم يكتف بتنظيم تظاهرة موسيقية (حفلين فنيين شعبيين ساهرين) ضمت أسماء فنية معروفة في مجال العيطة المرساوية و الحصباوية.. واسترجاع بعض أغانيها - على أصولها وقواعدها - أمام الجماهير و عقد ندوات فكرية حول الموضوع بحضور مختصين..، بل أُثِّثَت أنشطة المهرجان بلمسة موسيقية شبابية، أداء وعزفا، حيث تم إدماج في هذه التظاهرة الفنية مجموعات غنائية شبابية تم تكوينها من طرف رواد العيطة بالمنطقة تحت إشراف الجمعية المذكورة في إطار التنمية البشرية بالعاصمة الاقتصادية في السنوات الأخيرة، لأجل مواصلة «مشوار»، حيث خضع العشرات من الشباب لتكوين لعدة أسابيع في أصول فن العيطة بالمركب الثقافي محمد الزفزاف، مرة أولى وبمقر مندوبية وزارة الثقافة بدرب السلطان - الفداء، في مرة ثانية.. وقد عرفت تظاهرتها الفنية تقديم نخبة من هؤلاء «الطلبة» المكونين، الذين لقيت عروضهم تجاوبا لافتا من الجماهير الحاضرة، مثلما الحال الفنانين الشباب هشام سلطان، حسني، سيمو العبدي، أميمة .. الذين دُعِّموا فنيا في الدورة الثامنة للمهرجان بكل من الفنان حمادة المزابي ومجموعة مصطفى البيضاوية.. وآخرين