عاد الملاكم محمد العرجاوي، مساء يوم الخميس الماضي، إلى المغرب قادما من لندن، حيث خاض دور الربع في رياضة الملاكمة وزن أكثر من 91 كيلوغرام، وانهزم خلاله أمام الإيطالي روبيرتو كاماريل الذي يحمل لقب بطولة العالم مرتين و تتويج في الأولمبياد، كما يجر خلفه خبرة واسعة في الملاكمة العالمية وسنه 32 سنة. العرجاوي، الذي التقته الجريدة يوم السبت، بدا متألما ومازال متأثرا بخروجه من الأولمبياد بدون نيل إحدى الميداليات، وهو الذي كان يطمح للوصول للنهائي وإحراز الذهب بالنظر إلى استعداده الجيد بدنيا وتقنيا ونفسيا. لكن أمورا أخرى وأشياء لا علاقة لها بالرياضة، وقفت لتحرمه من تحقيق حلمه وحلم المغاربة. ما هي هذه الأشياء الخفية وما هي أسرار وكواليس الأولمبياد، يجيب محمد العرجاوي: (أولا، أود أن أتقدم باعتذاري، من خلال جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، إلى المغاربة أجمعين، الذين كانوا يضعون في العرجاوي آمالا كثيرة للحصول على الميدالية، وأؤكد لهم جميعا، أنني بذلت كلما في وسعي لأحقق الطموح، لكن أشياء لا يعرفها الجميع تحدث في مثل هذه التظاهرات الرياضية، وتقف ضد النزاهة والروح الرياضية. وأنا ذاهب للندن، كنت متحمسا ومتفائلا وكنت أحس أنني قادر على إحراز الميدالية. لقد استفدنا نحن الرياضيين المتأهلين للأولمبياد، من كل الشروط والوسائل التقنية والإدارية والمالية، خضنا استعدادات مكثفة بالمغرب وخارجه، الأمر الذي جعلني شخصيا أحصل على بطاقة التأهيل في التصفيات التي أقيمت ببلدنا، بالرغم من أنني كنت أعاني حينها من آثار كسر على مستوى كفي الأيمن. في لندن، بدأ التخوف يمتلكني وأنا أعاين زملائي الملاكمين المغاربة يسقطون بسبب سوء التحكيم.. وبالرغم من ذلك، استمر تفاؤلي وإيماني بكوني قادر على هزم كل المنافسين. تسألني عن الأمور الخفية التي تحدث في الكواليس، أقول أن الملاكمين المشاركين في الأولمبياد وجميعهم ومن كل الأقطار، بمدربيهم وأطر جامعاتهم، على علم بما يحدث في أرض الواقع هناك، فما أن تلج أرض الأولمبياد، حتى تجد من يطرق بابك لمفاوضتك ومساومتك حول كم تدفع للحصول على ميدالية؟ نعم، هناك من يطلب 50 أو.. سنتيم مليون سنتيم للرأس، عفوا للميدالية.. أمام هذه المساومات التي نرفضها نحن المغاربة طبعا، نجد أنفسنا أمام تحديات لا طاقة لنا بها، تحديات أمام التحكيم وأمام لجنة التحكيم، في هذا الإطار، يجب أن نعلم أن رئيس لجنة التحكيم لم يكن سوى حكم إيطالي. قبل مباراتي أمام الإيطالي روبيرتو كاماريل، كنت قد تابعت مباراة في وزن 60 كلغ انهزم فيها ملاكم من جنسية إيطالية.. ازداد تخوفي حينها، فرئيس لجنة التحكيم وهو إيطالي، لن يقبل بتاتا بهزيمة أخرى متوالية لإيطالي آخر. وقد شاهد الجميع كيف ظلمني الحكم وهو يقر في حقي إنذارا ظالما كان سببا في خسارتي المباراة. اليوم، أشعر بإحباط شديد، لم تعد لدي أية رغبة في ممارسة الملاكمة أولمبيا، بدأت أفكر جديا في ولوج الملاكمة الاحترافية. ولكي لا تفوتني الفرصة، أشكر جميع المغاربة، كما أشكر جميع من ساندني وشجعني لكي أصبح ملاكما بهذا المستوى: مدربي نبيل منياوم والنادي البلدي للمحمدية، الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، اللجنة الوطنية الأولمبية خاصة لجنة إعداد رياضيي الصفوة، زملائي الملاكمين وجميع أفراد أسرتي، التي أشكر الله على أني نجحت والحمد لله في إخراجها من قساوة الفقر، وذلك بفضل الرياضة والملاكمة عشقي للأبد..)