من بين أبرز الأسماء المحترفة الملتحقة بدوري النجوم خلال فترة التحويلات الصيفية، اللاعب المغربي يوسف القديوي، القادم من الجيش الملكي، والذي اختير تحت ألوانه كأحسن ممرر في الدوري المغربي، بعد تجربته الاحترافية المميزة في دوري زين السعودي رفقة نادي الوحدة. وبعد أن كان الموسم الماضي شاقا بالنسبة إليه، قرر المدرب مارشان أن يمنحه عطلة إلى غاية ما بعد العيد. جريدة «استاد الدوحة»، التقت القديوي قبل عودته إلى المغرب، وأجرت معه حوارا نقدمه بتصرف: ماذا تقول لنا عن أسبوعك الأول في قطر؟ أود أولا أن أشكر مجلس إدارة فريق الخريطيات ومسيريه، وأيضا المدب برتران مارشان على ثقتهم الكبيرة في إمكانياتي وقدراتي، ومراهنتهم علي لتقديم الإضافة اللازمة للفريق هذا الموسم، إضافة إلى حسن الاستقبال الذي خصوني به لدى وصولي من المغرب. تدربت خمس حصص تدريبية لحد الآن، وقد وجدت مجموعة منسجمة جدا من اللاعبين المهاريين، وأتمنى فقط أن أجد نفسي داخل الفريق بسرعة، وأن أتمكن من تقديم ما هو منتظر مني. عموما نحن مازلنا في فترة تحضيرات ومعسكرات، وأعتقد أن الأمور ستتضح أكثر مع بداية المنافسة الرسمية. لماذا اخترت الخريطيات؟ كانت هناك عدة اتصالات وعروض من ثلاثة أندية قطرية عريقة، وكان من الصعب علي كلاعب اختيار العرض الأمثل، لكن بعد دراستها كلها اتفقت مع فريق الخريطيات، الذي كانت لدي فكرة مسبقة عنه، وأيضا لأن عرضه كان الأكثر جدية مقارنة بالبقية، حيث تم إرسال تذكرة السفر وتحضير العقد في وقت وجيز جدا لي، لهذا فأنا مدين لمسؤولي الفريق على اهتمامهم، واعدا إياهم بتقديم أفضل ما أملك من أجل تحقيق طموحاتهم وطموحات جماهير الخريطيات. قلت بأن لديك فكرة مسبقة عن هذا الفريق.. ما هي؟ هناك بعض اللاعبين الدوليين المغاربة الذين سبق لهم تقمص ألوان الخريطيات في السابق، كالمنقاري وجمال العلوي، اللذين تركا صورة جميلة عن اللاعب المغربي في دوري النجوم بصفة عامة، لذا قلت بأني أملك بعض المعلومات عن هذا الفريق، فضلا عن مشاهدتي لبعض مبارياته، بما أنني متابع دوما للدوري القطري وأيضا السعودي الذي احترفت فيه موسمين مع فريق الوحدة، وهي المغامرة التي تعلمت منها الكثير من الأمور التي ستساعدني في مشواري الرياضي مستقبلا. أنت ذاهب في إجازة بعد خمس حصص تدريبية فقط مع الفريق.. كيف تم هذا وما هو برنامجك؟ كما تعلمون موسمي الكروي الماضي كان طويلا جدا وشاقا في نفس الوقت، حيث لم أركن للراحة بما يكفي لاسترجاع إمكانياتي الفنية والبدنية، وهذا نظرا لارتباطاتي مع فريقي السابق الجيش الملكي وأيضا المنتخب الوطني المغربي، وقد تفهم المدرب مارشان ذلك، حيث تم منحي إجازة عشرة أيام، على أن ألتحق مجددا بالفريق مباشرة في معسكر هولندا بعد عيد الفطر. تعودنا مشاهدة لاعبين مغاربة يلتحقون بدوري النجوم في نهاية مشوارهم الكروي.. ألا تعتقد أنك استعجلت قليلا؟ لكل واحد منا رأيه ووجهة نظره للأمور، لقد لعبت في فريق الوحدة السعودي موسمين، وكانت تجربة ممتازة هناك، حيث سمحت لي هذه بالتعرف على الاجواء الخليجية، وهو ما سيساعدني على التأقلم بسرعة مع فريق الخريطيات، بحكم التقارب الموجود في نمط العيش وحتى المناخ، اخترت المجيء إلى قطر على الاحتراف في أحد الاندية الفرنسية لعدة عوامل ومعطيات، لعل أبرزها هو تقارب الثقافات وأيضا اللغة والدين، فمثلا شهر رمضان هنا في قطر يجعلك لا تشعر بالوحدة أو الغربة كما هو عليه الحال في بعض المدن الاوروبية، وأنا شخصيا وجدت ملذة خاصة خلال الأيام القليلة التي قضيتها هنا. تعتبر هذه ثالث مغامرة لك خارج بلدك.. ما هي طموحاتك مع الخريطيات؟ صراحة طموحاتي كبيرة مع هذا الفريق، الذي يلعب بدون ضغوطات عكس ما يحدث في فرق قطرية أخرى، تعودت التواجد على منصة التتويجات وحصد الألقاب ويعتبر هذا أمرا هاما جدا لتألق وبروز أي لاعب عندما يكون متحررا من الجانب الذهني، سأسعى جاهدا من أجل التألق وتقديم الإضافة التي ينتظرها مني الجميع. الكثير ممن التحقوا بدوري النجوم فقدوا مكانتهم في منتخباتهم الوطنية.. ألا تخشى وقوع ذلك لك؟ لا يمكن لي التفكير بهذه الطريقة، أعتقد أن تألق أي لاعب في العالم مرتبط بما يقدمه فوق أرضية الميدان، وليس أبدا بالاسم الذي يحمله. والحمد الله أن ما قدمته وماأزال أقدمه سواء رفقة فريقي السابق الجيش الملكي وحتى المنتخب المغربي يجعلني دوما أكسب ثقة الناخب الوطني، وأبقى دوما في أتم الجاهزية للدفاع عن ألوان علم بلادي بالعمل المستمر والصرامة والانضباط، أما فقدان المكانة في المنتخب بمجرد الالتحاق بدوري من دوريات بلدان الخليج فهو مفهوم خاطئ. هل طلبت وجهة نظر الطاوسي في اختيار الوجهة الأمثل والأفضل؟ نعم طلبت رأي الناخب الوطني رشيد الطاوسي وأيضا العديد من الاختصاصيين القريبين من المنتخب، وأيضا لاعبين دوليين سابقين كانت لهم تجارب احترافية عديدة، سواء في أندية اوروبية وحتى خليجية، وقد نصحني هؤلاء باختيار دولة قطر نظرا للتطور السريع الذي تشهده كرة القدم فيها وأيضا التجهيزات والإمكانيات الهائلة التي تم تسخيرها للغرض، متمنيا فقط أن أكون قد اتخذت القرار الصحيح. صرحت لدى وصولك بأن جماهير فريق الجيش الملكي غاضبة عليك.. هل من توضيح أكثر؟ أعتقد أن لكل لاعب حرية اختيار ما يناسب مشواره الكروي، وهو ما لم تفهمه فئة من أنصار الجيش الملكي، التي رفضت رحيلي عن الفريق وعارضت التحاقي بالخريطيات، وهي أمور قد تحدث في مختلف الأندية في العالم، خاصة إذا كان اللاعب محبوبا، لذا فأتقدم بكل تحياتي لجماهير الجيش الملكي، الذين قضيت رفقتهم اوقاتا سعيدة ومميزة جدا وأنا متأكد من أنها مسألة وقت فقط، لأنه سيأتي صانع ألعاب ينسيهم يوسف القديوي. ألم تشكل بنيتك الجسدية عائقا في مشوارك؟ لا أبدا، فرشاقتي وسرعتي في التحول من مكان لآخر فوق أرضية الميدان هما نقاط قوتي، والعوامل التي طالما صنعت الفارق في العديد من الوضعيات، التي جاءت منها الأهداف. قد يعتبر البعض بنيتي المورفولوجية ضعيفة لكي أكون لاعب كرة قدم، لكن بالعكس فلولاها لما وصلت لتحقيق العديد من طموحاتي، وأنا راض كل الرضا وأحمد الله على هذه النعمة. كلاعب دولي مغربي.. ماهو سبب تراجع مستوى ونتائج المنتخب المغربي وحتى غيابه عن المحافل القارية والدولية؟ الكرة المغربية تستحق أفضل بكثير من الحالة الموجودة فيها، وأقصد بوجه الخصوص المنتخب، الذي يمر بفترة صعبة، خاصة بعد مغادرتنا المبكرة للسباق نحو كأس العالم، ولعل في ذلك أسبابا عديدة متعلقة بالتسيير والبرمجة العشوائية من طرف أشخاص ليست لهم أي علاقة بميدان كرة القدم وحتى الرياضة أحيانا، إلا أنهم تمكنوا من الحصول على مناصب معتبرة، وأصبحوا أصحاب قرارات حاسمة وهم ما أسميهم بالدخلاء على الكرة المغربية، وماداموا باقين فإن الوضع سيبقى نفسه. ألم تكن تتمنى مواصلة المغامرة في منافسة دوري أبطال إفريقيا رفقة فريقك السابق الجيش الملكي؟ لدينا في المغرب خزان هائل من اللاعبين الشباب الممتازين وأيضا السيولة الكافية لاستقدام لاعبين أفارقة مميزين لتقديم الإضافة، وهو ما سيساعد أنديتنا على التألق في منافستي دوري أبطال إفريقيا وأيضا كأس الاتحاد الإفريقي مما يعود بالفائدة الحتمية على المنتخب، أما عن مشواري فإني شاركت في دوري الأبطال ست مرات ووصلت إلى المباراة النهائية، التي خسرناها ضد الترجي التونسي منذ سنتين. ما هو الشيء الذي لم تحققه بعد وتصبو لتحقيقه في قطر؟ أنا سعيد جدا بالمشوار الكروي الذي حققته لحد الآن، خاصة اختياري أحسن ممرر في الدوري المغربي في أربعة مواسم متتالية، ثم ثالث أحسن ممرر في دوري زين السعودي .وقد زادتني هذه الاستحقاقات أكثر إرادة وثقة في النفس، أما عن طموحي الآن فهو التألق في دوري النجوم، وتحقيق لقب أفضل هداف له هذا الموسم، خاصة أن لدي المؤهلات الكافية للوصول لذلك، إضافة إلى النزعة الهجومية التي يتميز بها الفريق.