الملك يبعث برقية تهنئة مختصرة إلى إدريس لشكر في صيغة بروتوكولية مغايرة للبرقيات السابقة    مولاي الحسن يترأس حفلا على شرف أعضاء المنتخب الوطني بطل العالم لكرة القدم لأقل من 20 سنة    استقبال شعبي جماهيري بالرباط ل"أشبال الأطلس" أبطال العالم لأقل من 20 سنة    فرنسا تجدد التأكيد على موقفها الثابت الداعم لسيادة المغرب على صحرائه    دوري أبطال أوروبا.. بايرن يحافظ على سجله المثالي بفوز كبير على بروج    جلالة الملك: عبد القادر مطاع قامة مبدعة تركت أثرا كبيرا في الفن المغربي    استقبال شعبي جماهيري بالرباط ل"أشبال الأطلس" أبطال العالم لأقل من 20 سنة    رئيس النيابة العامة: ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة وشفافية التدبير مدخل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة    Mocci يكشف عن أغنيته الجديدة "Tes7arni" بين العاطفة والقوة    محكمة العدل الدولية تقول إن إسرائيل لم تثبت أن بعض موظفي الأونروا أعضاء في حماس    العدالة والتنمية يتحفظ بخصوص دعم الحكومة لترشح الشباب المستقل    تقرير يسجل ارتفاع معدل التضخم مقارنة ب2024    تراجع أسعار بعض الخضر واستقرار الفواكه بسوق الجملة بالدار البيضاء    "الجوائز الكاف".. بونو والمحمدي ينافسان على جائزة أفضل حارس أفريقي    حكيم زياش يوقّع للوداد    ريال مدريد يضع عثمان معما تحت المجهر .. مواهب المنتخب الوطني للشبان تخطف أنظار العالم    في ثاني مباريات بالمونديال المنتخب الوطني للسيدات لأقل من 17 سنة ينهزم أمام إيطاليا    مصرع شخصين وإصابة اثنين آخرين بجروح في انهيار منزل بالمدينة القديمة بالدار البيضاء    مشروع قانون المالية 2026 يسعى لتحصيل مزيد من الضرائب دون تخفيف كلفة المعيشة    اتحادات المقاولات بالمغرب وإسبانيا والبرتغال تنشئ لجنة مشتركة لتعزيز أثر تظاهرة كأس العالم 2030    دار الراوي تحتفي برواية «حساء بمذاق الورد» للكاتب سعيد منتسب    في الذكرى80 لرحيل الشاعر العراقي معروف الرصافي    أمير المؤمنين يطلع على نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة ويأذن بوضعها رهن إشارة العموم    لقاءات تجارية تجمع تعاونيات مغربية وفعاليات دولية بمعرض أبوظبي للأغذية    الدعم العمومي لغاز البوطان يتجاوز نسبة 55% من سعر البيع بالمغرب    نصف طلبة الجامعات المغربية يدرسون العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية    "سخاروف" تكرم صحافيين مسجونين    التنافس يطبع نهائيات "تحدي القراءة"    "المدى" تحتفي بخريجي أكاديمية الفنون    المجلس الأعلى للسلطة القضائية يفصل بيانات قضايا الطلاق في المغرب    تكريم "جمال سليمان" وعروض أولى وخاصة بمهرجان الدوحة السينمائي    رسميا.. ملعب الأمير مولاي عبد الله معقل مباراة الجيش الملكي و حرية الغيني    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    التكلفة الإجمالية للنظام الأساسي الجديد الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية بلغت ما يفوق 17 مليار درهم (برادة)    260 سنة سجنا في حق 33 متهما بأحداث العنف التي رافقت احتجاجات "جيل زِد" بسوس ماسة    الملك محمد السادس يأذن بنشر فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة    بكين تستضيف جلسة خاصة لتخليد ذكرى عودة تايوان إلى الوطن الأم    الصين تختبر أسرع قطار فائق السرعة في العالم ب 453 كيلومتر في الساعة    كيوسك الأربعاء | المنتجات المغربية تدخل 24 سوقا إفريقيا بدون رسوم    وزير الصحة يرد على جدل ارتفاع أسعار الأدوية والخدمات الطبية    الإمارات: طبعنا العلاقات مع إسرائيل لتغيير طريقة التفكير في المنطقة    متحف اللوفر في باريس يعيد فتح أبوابه أمام الجمهور ثلاثة أيام بعد تعرضه لعملية سطو    التخريب يستنفر أمن مرس السلطان    انطلاق المنظومة الجديدة للدعم المباشر للمقاولات الصغرى والمتوسطة في 2026    فنانون من 12 دولة يثرون الدورة 14 لمهرجان العرائش الدولي    مجلة ليكسوس تدخل تصنيفات معامل التأثير والاستشهادات المرجعية العربي"    اصطدام حافلتين يسلب حياة العشرات في أوغندا    إسرائيل تتعرف على "جثتي رهينتين"    تخفيضات الميزانية تهدد جهود الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان بالعالم    إدريس لشكر… قائد التجديد وواضع أسس المستقبل الاتحادي    ندوة تبرز الاحتفاء القرآني بالرسول    علماء يصلون إلى حمض أميني مسبب للاكتئاب    أونسا: استعمال "مضافات الجبن" سليم    ساعة أمام الشاشة يوميًا تخفض فرص التفوق الدراسي بنسبة 10 بالمائة    مواقع التواصل الاجتماعي تفسد أدمغة الأطفال وتضر بشكل خاص بذاكرتهم ومفرداتهم اللغوية    دراسة: مواقع التواصل الاجتماعي تفسد أدمغة الأطفال وتضر بشكل خاص بذاكرتهم ومفرداتهم اللغوية    العِبرة من مِحن خير أمة..    حفظ الله غزة وأهلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل اربعين عاما اندلعت الثورة الايرانية ..اشتباك اميركي-روسي وتظاهرات جديدة مؤيدة للنظام

اظهرت الولايات المتحدة وروسيا الجمعة انقساماتهما العميقة حيال التطورات في ايران خلال اجتماع مثير للجدل بمجلس الامن، في وقت نظمت السلطات الايرانية في اليوم نفسه تظاهرات جديدة داعمة لها.
وقالت السفيرة الاميركية بالامم المتحدة نيكي هايلي "لن نبقى صامتين في العام 2018" وذلك في تبرير منها للدعوة التي تقدمت بها منذ الثلاثاء من اجل عقد هذه الجلسة الطارئة بمجلس الامن لمناقشة الاحتجاجات في ايران التي خلفت 21 قتيلا ومئات المعتقلين.
واعتبرت هايلي ان "النظام الإيراني ينتهك حقوق شعبه"، ونددت بانفاق ايران على الاسلحة على حساب رفاه الشعب الايراني، على حد قولها.
وتابعت السفيرة الاميركية ان "رسالة هذا الشعب (الايراني) هي: اوقفوا دعم الارهاب"، داعية الى اعادة شبكة الانترنت بالكامل في ايران.
بالمقابل حذرت روسيا الجمعة مجلس الامن من انه يجب عدم التدخل بشؤون ايران حتى لو أدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الى سقوط قتلى.
وقال السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا "نأسف للخسائر بالأرواح نتيجة للتظاهرات التي لم تكن سلمية جدا". واضاف "مع ذلك، دعوا ايران تتعامل مع مشاكلها الخاصة". واعتبر ان ما يحدث في ايران هو "وضع داخلي يعود الى طبيعته" متهما واشنطن بانها "تهدر طاقة مجلس" الامن.
وتحدث الدبلوماسي الروسي عن "اعذار خيالية" من اجل عقد هذا الاجتماع وعن "تدخل بالشؤون الايرانية الداخلية".
وحصلت روسيا خلال اجتماع المجلس على دعم من بوليفيا واثيوبيا وغينيا الاستوائية.
وقال نائب السفير الصيني لدى الامم المتحدة وو هايتو ان "الوضع الايراني لا يهدد الاستقرار الاقليمي".
على الجانب الأوروبي، أظهرت المواقف أيضا انقسامات. فبينما وجدت بريطانيا ان عقد اجتماع لمجلس الامن بشأن إيران امر مشروع تماما، كانت فرنسا اكثر حذرا.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حذر هذا الاسبوع من ان اولئك الذين يرفضون الاتفاق النووي، اي الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية، يعتمدون "خطابا سيقودنا الى الحرب في ايران".
والجمعة قال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرانسوا دولاتر إن "أحداث الأيام الماضية (في ايران) لا تشكل تهديدا للسلم والامن الدولي".
وأكدت بريطانيا وفرنسا مجددا على ضرورة احترام إيران حقوق المتظاهرين الايرانيين.
من جهته انتقد السفير الايراني في الأمم المتحدة غلام علي خوشرو اجتماع مجلس الامن ووصفه بانه "مهزلة" و"مضيعة للوقت". وقال ان على المجلس ان يركز بدلا من ذلك على معالجة النزاع الاسرائيلي الفلسطيني او الحرب في اليمن.
وخرجت تظاهرات مؤيدة للنظام الإيراني في انحاء طهران الجمعة في ظل سعي السلطات إلى اخماد حركة الاحتجاج التي انطلقت آخر الشهر الماضي، في حين فرضت واشنطن عقوبات جديدة على ايران.
وأرجع مسؤولون ايرانيون التظاهرات التي انطلقت منذ 28 ديسمبر إلى "مؤامرة" اتهموا وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) واسرائيل والسعودية بالضلوع فيها، وهو ما ردده الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
ولليوم الثالث على التوالي، خرجت تظاهرات مؤيدة للنظام بعد صلاة الجمعة في محافظة طهران والعديد من المدن، بينما أعلنت السلطات انتهاء الاحتجاجات المناهضة للنظام.
وقال محسن، وهو مهندس انضم إلى المسيرة لوكالة فرانس برس "نحن هنا لنظهر بأن لدينا القدرة على حل مشكلاتنا بأنفسنا ولن نسمح على الإطلاق للسعودية والولايات المتحدة واسرائيل بالتدخل (…) سنقف خلف الثورة حتى آخر قطرة دم لدينا".
وفرضت واشنطن عقوبات على خمس شركات ايرانية اتهمتها بالمشاركة في برنامج الصواريخ البالستية الايراني في خطوة ربطتها بالاحتجاجات.
وكان هناك تواجد كثيف للشرطة في شوارع طهران.
وخرجت تظاهرات احتجاجية محدودة في بعض المحافظات مساء الخميس، بحسب مقاطع فيديو نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي لم يكن ممكنا التثبت من صحتها.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الشرطة طلبت من السكان إرسال صور ومقاطع مسجلة ل"مثيري الشغب" والتعريف عن عدد من المشتبه بهم الذين التقطت عدسات الكاميرات صورا لهم.
ولا يزال صعبا تحديد اتجاهات المشاركين في الاحتجاجات التي قتل خلالها 21 شخصا معظمهم من المتظاهرين كما اعتقل المئات.
واتهم أنصار الرئيس الايراني حسن روحاني خصومه من المحافظين بتأجيج النقمة على الأوضاع الاقتصادية والتي خرجت سريعا عن السيطرة وتخللتها هجمات على قوات الأمن والمباني الحكومية ورموز النظام.
وينفي المحافظون الاتهامات ويشيرون إلى أن على روحاني القيام بالمزيد لمساعدة الفقراء مع تحرك البرلمان لإلغاء زيادة في الضريبة على المحروقات قوبلت برفض شعبي.
من جهته، اتهم المدعي العام الايراني محمد جعفر منتظري الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية بتدبير مؤامرة ضد بلاده منذ أربع سنوات.
وقال منتظري ان "المهندس الرئيسي لهذه الخطة هو مايكل داندريا"، في إشارة إلى المسؤول المكلف الشؤون الايرانية في "سي آي ايه".
وأضاف "أطلقوا حملات (عبر وسائل التواصل الاجتماعي) تحت عنوان +لا لارتفاع الأسعار+، و+لا لدفع الفواتير+"، مضيفا أن الخطة كانت تستهدف خلق اضطرابات في المحافظات قبل التحرك إلى طهران.
وكتب وزير الخارجية جواد ظريف على موقع "تويتر" "يؤيد الشركاء الأبديون السعودية وتنظيم الدولة الإسلامية — تحت قيادة ترامب — العنف والموت والدمار في ايران. لا شيء مفاجئا في الأمر".
إلا أن العديد من المسؤولين اعترفوا بصدقية الشكاوى الاقتصادية التي أطلقها الايرانيون، خصوصا معدل البطالة في أوساط الشباب الذي اقترب من 30 بالمئة.
من جهته، شكر القائد العام للجيش الجنرال عبد الرحيم موسوي قوات الأمن ل"اخمادها نيران الفتنة".
من جهة أخرى، دعا رئيس لجنة الجرائم الالكترونية الايراني عبد الصمد خورام عبادي الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس الادعاء إلى معاقبة الوزراء الايرانيين في حال ثبت أنهم فشلوا بشكل متعمد بمراقبة المضمون على الانترنت الذي يبثه "مثيرو الشغب والاعداء".
وبينما كثفت الولايات المتحدة ضغوطها على النظام الايراني، سارعت كل من تركيا وروسيا للدفاع عنه.
وسيقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع المقبل إن كانت بلاده ستواصل تطبيق رفع العقوبات التي كانت مفروضة على ايران، كما ينص الاتفاق النووي.
أما اردوغان فقال للصحافيين "من المستحيل لنا أن نقبل بتدخل بعض الدول، خصوصا الولايات المتحدة واسرائيل في الشؤون الداخلية" لايران.
جلسة مغلقة
وعقد مجلس الشورى الايراني جلسة مغلقة صباح الاحد خصصها لمناقشة الاضطرابات الأخيرة في البلاد، فيما نظمت تظاهرات تأييد جديدة للسلطات في عدد كبير من المدن.
وسيستمع النواب الى وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، ووزير الاستخبارات محمود علوي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، في شأن التظاهرات التي تخللتها اعمال عنف اواخر ديسمبر في عدد كبير من مدن البلاد، احتجاجا على غلاء المعيشة والحكم، كما اعلن الموقع الرسمي لمجلس الشورى.
واسفرت تلك التظاهرات وقمعها عن 21 قتيلا بالاجمال، معظمهم من المتظاهرين، كما تقول السلطات.
وسينصرف اجتماع مجلس الشورى الى البحث في اسباب الاحتجاج ورد السلطات، فيما يناقش النواب مشروع الموازنة للسنة الايرانية 1397 التي تبدأ في 21 ا مارس.
وسيناقش النواب ايضا مسألة القيود المفروضة على شبكة تلغرام الاجتماعية، الاكثر شعبية في ايران، خلال الاضطرابات.
وكتب بهروز نعمتي المتحدث باسم رئاسة مجلس الشورى على صفحته في انستاغرام، ان "مجلس الشوري لا يؤيد استمرار التدقيق في شبكة تلغرام، لكن عليها ان تعطي التزامات حتى لا يستخدمها أعداء الشعب الإيراني".
ورفع الاربعاء الاغلاق الذي فرض على شبكة انستاغرام لتقاسم الصور، لكن تلغرام التي يستخدمها اكثر من 25 مليون شخص يوميا، ما زالت تواجه قيودا: فالوصول الى الشبكة ما زال متعذرا عبر الهاتف النقال، إلا اذا تم استخدام شبكة افتراضية خاصة.
وتطلب السلطات من تلغرام حجب بعض القنوات التي انشأها معارضون ايرانيون في الخارج وتدعو الشعب صراحة الى الاطاحة بالحكم.
وقامت السلطات الإيرانية يوم الجمعة برفع القيود عن ولوج شبكات التواصل الاجتماعي التي فرضتها سابقا من أجل منع المتظاهرين من استخدام هذه الشبكات في التعبئة لاحتجاجاتهم.
وحسب وكالة "أنباء فارس" الإيرانية، فإن إمكانية الوصول لشبكات التواصل الاجتماعي "إنستغرام" و"تليغرام"، استؤنف بعد تقييد دام لعدة أيام بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وأشار المصدر ذاته إلى أنه بات بإمكان المستخدمين في إيران حاليا الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي "انستغرام" و"تيليغرام" على الهواتف المحمولة بشكل طبيعي، فضلا عن تطبيق "وي شات" الذي كان محظورا لسنوات.
والتجأت السلطات الإيرانية إلى حجب الولوج إلى شبكات التواصل الاجتماعي لقطع الطريق على المتظاهرين خوفا من توظيفها في التعبئة للتظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت في عدة مدن إيرانية.
وكان مساعد وزير الداخلية الايراني للشؤون السياسية، صرح في مؤتمر صحافي، أنه "من الطبيعي عندما يتعرض النظام العام لخلل ما، فإن الحكومة تعمد مرحليا الى تقييد شبكات التواصل الاجتماعي".
واعلن الحرس الثوري نهاية "الفتنة" التي بدأت في 28 ديسمبر. وتنظم تظاهرات التأييد للسلطات يوميا في عدد كبير من المدن. وبث التلفزيون الرسمي الاحد مشاهد لتجمعات في رشت وقزوين (شمال) وشهر كرد (جنوب) ويزد (وسط).
واكد التلفزيون ان هذه التجمعات هي "رد من الشعب على مثيري الاضطرابات والذين يدعمونهم"، فيما تتهم السلطات واشنطن واسرائيل والسعودية بالوقوف وراء الاضطرابات بالتآمر مع مجموعات "معادية للثورة".
قبل اربعين عاما اندلعت الثورة
– في نظر محمد حسن شريفي زاده الذي كان طفلا في ذلك الحين، بدأت الثورة التي اطاحت بآخر شاه في ايران قبل اربعين عاما تماما بحادث غير اعتيادي وقع في مسجد في مدينة قم.
ففي 18 دي 1357 في التقويم الفارسي الموافق للثامن من يناير 1978، "كان عمري ثماني سنوات" حسبما يقول شريفي زاده، و"كنا نحضر مراسم دينية".
ويضيف بائع الحلويات في باحة مدفن فاطمة معصومة في قم، احدى المدن المقدسة الكبرى في ايران، ان الملا "نزع عمامته والقاها ارضا وهو يؤكد ان مصدر وحينا (آية الله روح الله الخميني) اهين".
وهذه الخطوة التي اقدم عليها الملا والقاضية بنزع أحد الرموز المقدسة، تعكس غضبا شديدا لا يمكن تبريره إلا بإهانة أكثر شدة. والواقع أن الإهانة في ذلك اليوم كان جسيمة.
فكانت الصحيفة الحكومية "اطلاعات" نشرت عشية ذلك اليوم مقالا بعنوان "ايران والاستعمار الاحمر والاسود" كان مهينا جدا لآية الله الخميني المعارض للشاه محمد رضا بهلوي والمنفي منذ 1964.
اتهم المقال الرجل الذي اصبح مؤسس جمهورية ايران الاسلامية بانه عميل لبريطانيا والمح الى انه ليس ايرانيا فعلا وانه يتآمر مع الشيوعيين، ساعيا للتشكيك بسلطته الدينية.
نشر المقال صباحا في طهران لكن الصحيفة لم تصل الى قم التي تقع على بعد 120 كيلومترا جنوبا، سوى بعد الظهر. ويذكر آية الله سيد حسين مولوي تبريزي (70 عاما) الذي يدرس في واحدة من الحوزات العلمية، كيف علم بهذا المقال.
يقول هذا النائب العام السابق الذي انتخب نائبا مرتين قبل ان يعود للتدريس في قم، لوكالة فرانس برس "كانت الساعة حوالى 19,00 وجاءني اثنان او ثلاثة من طلابي غاضبين وجلبوا لي الصحيفة لاقرأ المقال".
ويتابع ان المقال "كان القشة التي قصمت ظهر البعير". ويضيف ان "اهانته (الخميني) بهذا الشكل عبر القول انه خادم للانكليز يشكل اهانة لكل رجال الدين، انه استفزاز".
ونظم الرد بسرعة. ففي مساء اليوم نفسه، جمع آية الله تبريزي نحو عشرة من رجال الدين. و"تقرر وقف الدروس في اليوم التالي تعبيرا عن الاحتجاج" في إجراء نادر و"ادانة المقال في اليوم التالي خلال الدروس والتعبير عن الدعم للامام" الخميني.
في الثامن من يناير، رافقت اضراب الطلاب تظاهرات وصدامات لم تكن خطيرة مع الشرطة. وفي التاسع من الشهر نفسه كما يتذكر آية الله تبريزي، اتسع نطاق الاحتجاجات مع انضمام تجار البازار إلى الإضراب.
وردد آلاف الاشخاص في الشارع هتافات معادية للحكومة والشاه الذي كانت سلطته تهتز بسبب برنامج اصلاحات وتحديث أثار استياء شعبيا كبيرا، وكذلك تحالفه مع الولايات المتحدة، في ظل تفاقم التفاوت الاجتماعي مع انتشار الفساد والحكم الاستبدادي.
كان رجل الدين ابو الفضل سليماني يبلغ من العمر 24 عاما. ويروي "كنت مشاركا في التظاهرات. بدأت الشرطة اطلاق النار اولا في الهواء على ما اعتقد، ثم على الناس، على رجال الدين وغيرهم وتجار البازار وسقط قتلى وجرحى".
ويقول الكاتب والمؤرخ البريطاني مايكل اكسوورثي في كتابه "ايران الثورية" ان "المعلومات الاولية تحدثت عن سقوط عشرين او ثلاثين قتيلا، لكن في الواقع لم يسقط اكثر من خمسة على الارجح".
ايا كان ما حدث، انتشر نبأ القمع في قم وادى الى تظاهرات في مدن اخرى في البلاد. وفي 18 فبراير من كل سنة، تحيي ايران في 12 مدينة مراسم في ذكرى اربعينية "شهداء" قم.
في تبريز بشمال غرب ايران، تفاقم الوضع. اطلقت الشرطة النار على الحشد وقتلت 13 شخصا على ما يبدو حسب اكسوورثي الذي تحدث عن دوامة من التظاهرات والقمع الدموي "كل اربعين يوما ولاربع مرات"، توقفت في يونيو على الارجح بسبب خوف السلطات من اعمال عنف على نطاق واسع.
لكن التاريخ لا يتوقف. فقد شهد النصف الثاني من 1978 امتداد الاحتجاجات. ويقول آية الله تبريزي "كل نظام قمعي يحفر قبره بيده".
في السادس من اكتوبر، طرد آية الله الخميني من العراق الى ضاحية باريس نوفل-لو-شاتو.
من هناك، قاد المرحلة الاخيرة من كفاحه ضد الشاه عبر دعوة الايرانيين في تسجيلات على كاسيتات وزعت سرا، الى اطاحة الملكية.
في الخامس من يناير، تجمع عشرات آلاف الشباب من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية في طهران واحرقوا كل رموز النظام.
ودمر اكثر من مئة مصرف واحرقت دور السينما الكبرى ومقر الاستخبارات (السافاك) ومحلات تجارية كبيرة ونهبت شركات للطيران.
في 10 و11 ديسمبر وبمناسبة اعياد دينية اخلى الجيش وسط طهران لاكثر من مليون ونصف مليون شخص يوميا. وانضمت نساء ملتفات بالاسود باعداد كبيرة الى الحشود وكذلك اطفال.
ردد المتظاهرون "الموت للشاه" و"الخميني قائدنا" و"اميركي اخرجي".
في 27 من الشهر نفسه، قطعت كل الصادرات النفطية. استقال اكثر من اربعة آلاف من عمال الصناعة النفطية احتجاجا على تهديدات الحكومة بمحاكمتهم امام محاكم عرفية لوقائع مرتبطة بالاضراب.
عنونت الصحف الكبرى "رحل الشاه". اجتاح مئات الآلاف شوارع طهران التي انسحبت منها للمرة الاولى منذ اشهر آليات الجيش.
وستنظم السلطات بعد عام احتفالات كبيرة في الذكرى الاربعين "لانتصار الثورة" في مؤشر الى استمرار النظام الاسلامي على الرغم من توقعات معارضيه وحركات الاحتجاج النادرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.