في جوٍّ حميمي ، أقامت "جمعية مربي الأجيال لتنمية التعليم الأولي" بخنيفرة، حفل وداع وتكريم للأستاذة السعدية الصرفي، منسقة التعليم الأولي بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية، والتي أجبرتها ظروفها الصحية على الانتقال للعاصمة الاسماعيلية، بعد سنوات طويلة من الاجتهاد في العمل والعطاء، وقد شهد الحفل حضور المدير الإقليمي للتربية الوطنية، وعدد من المربيات والمربين وفعاليات المجتمع المدني، ومن المشتغلين في الحقل التربوي والنقابي والسياسي، حيث قُدمت في حقها عدة كلمات وشهادات استحضرت مسيرتها التربوية والجمعوية والنضالية، وارتباطها بكثير من المبادرات النبيلة والتطوعية. الحفل الذي احتضنته غرفة التجارة والصناعة والخدمات بخنيفرة، وساهمت في إدارة فقراته ذ. نزهة زين العابدين، لم يفت الجمعوية ذ. زاهرة تاكم وضع الحضور في دلالة المناسبة المنظمة على شرف أستاذة ساهمت في منح ميدان التعليم الأولي دفعة قوية، من خلال سهرها الصارم على القطاع والمشتغلين فيه، واحتضانها للمتطوعات والمتطوعين الأجانب، وفتح الأقسام المدمجة بالمؤسسات التعليمية في إطار الشراكات المبرمة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية. المدير الإقليمي للتربية الوطنية، ذ. فؤاد باديس، أكد في كلمته على مبادرات ومساهمات وجهود المحتفى بها من أجل التعليم الأولي، على مدى مسارها المهني، وما لامسه فيها من تضحيات معنوية وزمنية، ومن نشاط وجدية في إبرام الشراكات الفاعلة على المستويين القروي والحضري، مع الجمعيات الشريكة وطنيا ودوليا. ذ. سلوى حان أخذت الكلمة، باسم صديقات المحتفى بها، كإنسانة قبل أن تكون مربية، ومناضلة في التربية، وأن تكريمها هو تكريم للتعليم الأولي، بينما تقدم الفاعل الجمعوي، ذ. إدريس شرقني، باسم "جمعية الشعلة للتربية والثقافة"، بكلمة استهلها بتوجيه تشكراته لكل العاملين بالمديرية الإقليمية، مذكرا بالشراكة التي تربط جمعيته مع وزارة التربية الوطنية، والأنشطة التي تقوم بها على مستوى المؤسسات التعليمية، انطلاقا من مجال اشتغالها على موضوع التربية والطفل والشباب والمدرسة العمومية، ولم يفته التنويه بالأستاذة السعدية الصرفي التي بفضلها تعرفت الجمعية، عن قرب، على منظومة التعليم الأولي وصعوبات تكوين وتنشئة الطفل. وضمن الحفل، أبت شابة، نسرين الهوا، إلا التقدم في حق المحتفى بها بكلمة جميلة ووفية، نقلت فيها الحضور إلى الأيام التي كانت فيها طفلة على مقاعد التعليم الأولي تتعلم الحروف والأرقام، وكيف كانت الأستاذة السعدية تحملها بين ذراعيها لتحفيزها على حب القراءة والكتابة، كما فضلت شابة أخرى، إلهام بوريش، تلاوة المشاركة بقصيدة زجلية، مطلعها "اليوم يوم سعيد يشبه يوم العيد"، عبرت فيها عن حجم حبها وتقديرها للمحتفى بها. ذ. محمد الكطيوي استعرض مسار المكرمة التي أصبح التعليم الأولي مقترنا باسمها، بالنظر لما قدمته من خدمات جليلة لهذا الميدان. ذ. باحسين أبيناغ قام بنبش ذكرياته مع الأستاذة الصرفي في إطار برامج الجمعية التي جمعتهما معا، "جمعية أنا موجود لآباء وأصدقاء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة". واختار الإطار بالمديرية الإقليمية، ذ. علي مريرود، التقدم بشهادته عن مسار المحتفى بها منذ أن التحقت بالمديرية ولم تعثر على كرسي تجلس عليه، وتقدم ذ. حوسى كوزولي، وعيونه دامعة، بكلمة مؤثرة ، وصف فيها الأستاذة السعدية ب "القلب النابض"، كما كان لكلمة ذ. جمال التاقي وقعها المختلف في ملامستها للجانب النضالي والحقوقي للمحتفى بها، حيث تناول فيها الظروف الصعبة التي تعرف فيها على الأستاذة السعدية الصرفي، ومساهمتها في تربيته على تحدي اليأس بالصمود والإرادة . وفي كلمتها المكللة بقصيدة مؤثرة، قالت الأستاذة السعدية الصرفي: "صعب أن تغادر مدينة نحبها جميعا، وأن تودع من تحبهم"، كما باحت ب "فشلها في كتابة ما يخالجها من عبارات، لأنه من الصعب على أي إنسان أن يقول كلمته في حفل وداعه"، قبل أن تتحدث عن عملها مع المربيات والمربين، وعن مسارها الذي أصرت على رسمه بكل إصرار والتزام. وبعد انتقال الجميع إلى عملية توزيع الجوائز والهدايا على المحتفى بها، أسدل الستار على الحفل الذي تميز بفقرات ولوحات فنية لأطفال وبراعم التعليم الأولي، تخللتها مسرحية ملخصة في حوار بين الكتاب والحاسوب، وكل واحد منهما يدافع عما قدمه للبشرية، مع التلميح للتراجع الواضح الذي أصاب القراءة بين الناس.