قامت الدنيا ولم تقعد في المغرب عقب استبعاده من تشكيلة المنتخب الوطني بسبب جفاء مع المدرب السابق البوسني وحيد خليلوزيتش. بعد ضغوط جماهيرية كبيرة، عاد نجم تشلسي الإنكليزي حكيم زياش بإقناع من المدرب الجديد وليد الركراكي، وسيكون أحد أسلحته البارزة في كأس العالم لكرة القدم في قطر. أجرى الركراكي الكثير من الحوارات مع حكيم، الذي اعتزل اللعب دوليا بسبب خلافه مع المدرب البوسني «أخبرني بما لم يكن يعجبه في فترة الجفاء مع وحيد والأسباب الكامنة وراء ذلك، وأخبرته بالأخطاء التي ارتكبها هو كذلك…» وأضاف «لم أعده بأي شيء، ما عدا أني أخبرته أني أعول عليه، وهذه حقيقة، أريده أن يكون في أفضل مستوياته». أكد الركراكي أن نجم ال»بلوز» يستحق التواجد في مونديال قطر، لامتلاكه طاقة إيجابية «حكيم زياش عاد للمنتخب المغربي لأنه يستحق ذلك، اللاعب يملك طاقة إيجابية، هو يعرفني كيف أعمل وأنا أعرفه أكثر، وأعرف طريقة تفكيره، عندما ترى كيف يلعب تقول مع نفسك من الصعب ألا يتواجد في كأس العالم». يعاني زياش (29 عاما) الأمرين في صفوف فريقه اللندني هذا الموسم، سواء مع المدرب السابق الألماني توماس توخل المقال من منصبه أو خليفته الحالي غراهام بوتر، لكن ذلك لا يقلق مدربه «لأنني، أؤمن بإمكانياته وتجربته كواحد من اللاعبين الأساسيين»، مشيرا إلى أنه تواصل معه منذ فترة ليحفزه «هو لاعب كبير ويشتغل بجد، ويستحق أن يكون معنا في قطر. وأردف قائلا «زياش لديه رجل يسرى قوية ويشتغل مع الفريق بشكل جيد، وأتمنى أن يقدم إضافة للمنتخب». ورغم اتخاذه قرار الاعتزال دوليا، ظل زياش على تواصل مع اللاعبين، وخصوصا العميد رومان سايس، الذي بعث له برسالة أكد من خلالها على العلاقة الجيدة التي تجمعه بلاعبي منتخب بلاده. وكشف قطب دفاع بشيكتاش التركي جوانب خفية من شخصية زياش بقوله «حكيم لديه شخصية قوية، لكن عندما تقترب منه، تكتشف أنه شخص لطيف جدا ويحب المرح». وأضاف «ما يعكسه للعالم الخارجي مختلف تماما عن شخصيته. في بعض الأحيان تظن أنه متمرد، لكنه فقط يحب اللعب، وحتى عندما تتحدث إليه يقول إنه ليست له مشاكل مع المدرب، هو فقط يريد أن يكون على أرضية الملعب والمشاركة في المباراة». وتابع «إنه شخص أعزه كثيرا، فنحن نعرف بعضنا البعض منذ مدة، إنه شخص لم يتسبب قط في مشكلة مع اللاعبين في المنتخب». ورغم صعوباته داخل الملعب، يعتبر زياش قيمة مضافة خارجه. هو «صديق للجميع» في تشيلسي، ولديه تأثير إيجابي كبير على الفريق داخل الملعب وفي غرفة الملابس، كما يوصف بأنه شخصية واثقة تتوافق مع الجميع، وخاصة اللاعب الإنكليزي بيلي غيلمور، الذي بات الصديق المقرب له. وقال مصدر داخل النادي اللندني في تصريحات نقلتها صحيفة «ذا أثلتيك»: «زياش فتى طيب، وصديق مع الجميع، وواثق دون أن يتكبر، في دقيقة واحدة، ستراه جالسا مع اللاعبين الألمان، وبعد ذلك بلحظات يكون مع الإنكليز وما إلى ذلك». وأضاف «في الواقع له تأثير إيجابي كبير في كل مكان، حتى عندما أصيب، أصبح صديقا مقربا لغيلمور، لقد قضى فترة إعادة التأهيل مع بيلي أثناء الإصابة الأولى وكان قريبا منه، عندما تعلم أنه يكبر غيلمور بثمانية أعوام، فقد لا تحدث هذه الصداقة». وتحدث زياش، الذي انتقل الصيف قبل الماضي من نادي أياكس أمستردام، لمحطة زيغو سبورت الهولندية عن تجربته في تشلسي قائلا: «كان نصف العام الأول صعبا، بدأت على الفور بإصابة، ثم عدت، ثم تعرضت لإصابة أخرى. لذا فإن الأمور لم تكن كما كنت أتمنى». وتابع النجم المغربي الذي يحظى بمتابعة العديد من الأندية الأوروبية، وفي مقدمتها العملاق الإيطالي ميلان المرجح انضمامه إلى صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية حسب تقارير إنكليزية وإيطالية «لكن، كما يعلم معظم الناس، أنا أؤمن دائما بنفسي. أعرف ما يمكنني فعله، لذلك لا أقلق كثيرا بشأن ذلك». وسيكون مونديال قطر فرصة له لإبراز علو كعبه والرد على تهميشه في النادي اللندني وإثبات جدارته باللعب في أكبر الأندية الأوروبية، حيث أكد أن الاستعدادات جيدة «والأجواء والروح داخل المجموعة جيدة. نعرف ما يتعين علينا فعله لنجعل المغاربة فخورين». وأضاف «أعتقد أنها فترة مهمة للجميع في الوقت الحالي كي نظهر ما جئنا لتقديمه كفريق وبلد. بالطبع إذا نظرت إلى كل شيء حول الفريق وأيضا داخل المجموعة ستجد أن كل شيء يبدو جيدا، ولدينا تواصل جيد بيننا، ولدينا الكثير من المرح والعمل الشاق لهذا اعتقد أن هذه التركيبة جيدة بالنسبة للجميع ونتمنى أن نذهب بعيدا في البطولة».