أسود الأطلس يزأرون بأرض الدوحة و يكتبون التاريخ نجح وليد الركراكي في الرهان الذي رفعه ، وقاد المنتخب الوطني المغربي إلى ثمن نهائي مونديال قطر، بعدما أنهى المجموعة السادسة متصدرا، برصيد سبع نقط، عقب انتصاره أمس الخميس على منتخب كندا بهدفين مقابل هدف واحد، على ملعب الثمامة. وتقدم الفريق الوطني بفارق نقطتين عن المنتخب الكرواتي، صاحب بطاقة العبور الثانية، والمتعادل سلبا مع بلجيكا، التي غادرت السباق مبكرا، وهي نتيجة مفاجئة، بحكم أن الشياطين الحمر احتلوا الرتبة الثالثة في مونديال روسيا، فيما تذيلت كندا الترتيب، من دون رصيد. وحقق الفريق الوطني هذا الإنجاز، بعدما ظل يطارده منذ دورة مكسيكو 1986، عندما نجح رفاق العميد بادو الزاكي في التفوق على كبار كرة القدم الأوروبية. وقدم الفريق الوطني في مونديال قطرا أداء رفيعا، وخاض اللاعبون مبارياتهم بإصرار على الفوز، فزرعوا البسمة والفرحة في قلوب ملايين الشعب المغربي، وخاصة أولئك الذين ملأوا مدرجات الملعب، وكانوا سندا كبيرا للاعبين، ودفعوهم إلى قهر خصومهم، أداء ونتيجة. وأظهر المدرب وليد الركراكي، ورغم قصر المدة التي أشرف فيها على أسود الأطلس، خلفا للمدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش، ذكاء تكتيكيا كبيرا، ونجح في تحقيق المراد، مسلحا في ذلك بعزيمة الرجال. لقد حقق المنتخب الوطني التأهل عن جدارة واستحقاق، بفضل هدفي حكيم زياش (4) بعدما استغل خطأ الحارس الكندي، ويوسف النصيري (23) الذي أحسن التعامل مع كرة طويلة من أشرف حكيمي، فيما جاء الهدف الكندي عن طريق نايف أكرد، الذي أسكن الكرة بالخطأ في مرمى ياسين بونو (د 40). لقد كان المنتخب الوطني في مستوى الآمال التي علقت عليه، حيث أن العديد من التوقعات كانت تضعه قبل انطلاق المنافسات ضمن المرشحين لعبور الدور الأول، بالنظر إلى ما يتوفر عليه من مواهب كروية، يقودها المايسترو حكيم زياش، وتحت تأطير مدرب طموح ومجتهد. وما إن أطلق الحكم البرازيلي رافايل كلاوس صافرة نهاية اللقاء بانتصار العناصر الوطنية، حتى خرجت الجماهير إلى الشوارع احتفالا بهذا الإنجاز الكبير.