أثار وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير عاصفة من الغضب الفلسطيني بعد ظهوره في مقطع فيديو يهدد فيه الأسير الفلسطيني البارز مروان البرغوثي داخل زنزانته في سجن "ريمون". وقال بن غفير في الفيديو، الذي نشره على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي: "لن تنتصر... من يعبث بدولة إسرائيل، ومن يقتل أطفالنا ونساءنا، سنقضي عليه. ويجب أن تعلم أن هذا حدث عبر التاريخ." ويعد هذا الفيديو أول ظهور للبرغوثي (66 عاما) منذ أكثر من عقد، وقد كشف عن حالة صحية متدهورة للأسير الذي بدا نحيلا وشاحب الوجه. ومعلوم أن البرغوثي، المسجون منذ عام 2002، يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد، إضافة إلى 40 عاماً. وقالت فدوى البرغوثي، زوجة الأسير، التي قادت حملة دولية لإطلاق سراحه، إنها لم تتعرف على زوجها في المقطع المصور، مضيفة: " ربما جزء مني لا يريد الاعتراف بكل ما يعبر عنه وجهك وجسدك، وما عانيته أنت وسائر الأسرى." وتابعت: "ما زالوا يا مروان يطاردونك ويلاحقونك حتى في زنزانتك الانفرادية التي عشت فيها لمدة عامين. الاحتلال وأعوانه ما زالوا في صراع معك، والأغلال ما زالت في يديك، لكنني أعرف روحك وعزيمتك، وأعلم أنك ستبقى حرا، حرا، حرا." وأدان حسين الشيخ، نائب رئيس السلطة الفلسطينية، الفيديو، واصفا إياه بأنه "قمة الإرهاب النفسي والأخلاقي والجسدي الممارس ضد الأسرى، وانتهاك صارخ للمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية." وأضاف: "هذا يمثل تصعيدا غير مسبوق في سياسة الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، ما يستدعي تدخلا فوريا من المنظمات والمؤسسات الدولية لحمايتهم." من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية "اقتحام بن غفير لأقسام العزل وتهديده المباشر للبرغوثي"، واعتبرت ذلك "استفزازا غير مسبوق وإرهاب دولة منظم". وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة البرغوثي وجميع الأسرى، مطالبة بتدخل دولي عاجل لحمايتهم والإفراج عنهم. وحملت حركة فتح حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة مروان البرغوثي، مؤكدة أن تهديدات الاحتلال لن تنال من عزيمته وصموده وإرادته. وأضافت الحركة، في بيان أن تهديد الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، للأسير مروان البرغوثي، يعد انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والتشريعات الدولية، وأهمها اتفاقية جنيف الرابعة، مؤكدة أن هذا التهديد يأتي ضمن إجراءات قمعية ممنهجة تمارسها منظومة الاحتلال الاستعمارية بحق أسرانا وأسيراتنا في المعتقلات، بقيادة وزير متطرف موصوم دوليا بالفاشية والإجرام. ودعت فتح المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ذات الصلة إلى وقف انتهاكات منظومة الاحتلال الاستعمارية بحق الأسرى والأسيرات، وفي مقدمتهم الأسير البرغوثي، مردفة أن منظومة الاحتلال بإجراءاتها القمعية والتنكيلية تضرب بعرض الحائط القانون الدولي والاتفاقات والمعاهدات ذات الصلة ويحظى البرغوثي بشعبية واسعة بين الفلسطينيين، ويُنظر إليه كخليفة محتمل للرئيس محمود عباس. وكان اسمه دائما على رأس مطالب صفقات تبادل الأسرى، لكن إسرائيل رفضت مرارا الإفراج عنه. ومؤخرا، دعا عدد من كبار الفلاسفة والمفكرين الغربيين، في بيان وقعته مئة شخصية أكاديمية وفكرية وثقافية من مختلف أنحاء العالم ونشرته صحيفة لوموند الفرنسية، إلى الإفراج الفوري عن الزعيم الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، معتبرين أن "هذه الخطوة تمثل مفتاحا ضروريا لإحياء حل الدولتين وتجاوز الانسداد السياسي الذي يخنق آفاق السلام في المنطقة." وأكد البيان قناعة الموقعين بأن البرغوثي يمثل حجر زاوية في أي مستقبل سياسي فلسطيني قابل للحياة، وأنه أهم أسير يمكن أن يغير المعادلة، لا فقط من زاوية إنسانية، بل من منظور استراتيجي أيضا، داعين إلى ممارسة ضغط واسع النطاق على السلطات الإسرائيلية للإفراج عنه باعتباره سجينا سياسيا يجب أن يعود إلى دوره الطبيعي في الساحة الفلسطينية.