كانت الدينامية الثقافية والفنية التي تشهدها مدينة مراكش، باعتبارها واحدة من أهم الحواضر المغربية التي تمزج بين عبق التراث والانفتاح على الفنون المعاصرة، تحت مجهر مجلة فوغ(Vogue) العالمية في عددها الصادر منتصف يوليوز 2025 . حيث أبرز مقال المجلة التي تعد واحدة من أشهر وأعرق المجلات العالمية المتخصصة في الموضة والجمال والثقافة ونمط الحياة والتي تأسست سنة 1892 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، الدور الريادي للفنان والمصور المغربي العالمي حسن حجاج، الذي ساهم في تعزيز مكانة مراكش كوجهة فنية وسياحية بامتياز. حسن حجاج أسّس، حسب مقال المجلة الذائعة الصيت، فضاءين ثقافيين بارزين: Riad Yima في قلب المدينة القديمة، حيث تتجسد روح الألوان المغربية في قالب حداثي، وJajjah في المنطقة الصناعية سيدي غانم، الذي يجمع بين التصميم والابتكار ويعد فضاءً تفاعليًا للفنانين والمهتمين. فوغ لم تغفل التوقف عند حضور معارض ومؤسسات فنية كبرى تحتضنها المدينة الحمراء، مثل Comptoir des Mines وLoft Art Gallery، إلى جانب متحف الفن الإفريقي المعاصر MACAAL، الذي أعيد افتتاحه مطلع سنة 2025 بعد أشغال ترميم واسعة، ويضم أكثر من ألفي عمل فني من المغرب وإفريقيا، مما يجعله منصة رئيسية للتعريف بالفن الإفريقي أمام جمهور عالمي. سر جاذبية مراكش، حسب ما جاء في مقال المجلة، يكمن في قدرتها على المزج بين الأصالة والمعاصرة؛ حيث تظل المدينة العتيقة بأسواقها وأزقتها وأبوابها التاريخية مصدر إلهام للفنانين، في الوقت الذي تشكل فيه فضاءاتها الحديثة منصات للابتكار والتجديد الفني. لكن هذا الاهتمام لا يقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل يمتد ليشكل رافعة اقتصادية وسياحية مهمة للمدينة. فالمعارض الفنية والمتاحف والفضاءات الإبداعية أصبحت تجذب شرائح واسعة من السياح الباحثين عن تجربة ثقافية متكاملة، وهو ما يساهم في تنويع العرض السياحي بمراكش، التي لم تعد تقتصر على الفنادق الفاخرة والرياضات التقليدية، بل صارت تُسوَّق كمدينة للفن والابتكار، حسب ذات المقال. كما أن حضور أسماء مغربية لامعة في الساحة العالمية، مثل حسن حجاج، يعكس تحولا عميقا في كيفية تقديم الثقافة المغربية للخارج، حيث لم تعد تقتصر على صورة الفلكلور أو الصناعات التقليدية، بل باتت تشمل أشكالا جديدة من التعبير الفني تعكس هوية مغربية عصرية ومنفتحة. إن المشهد الفني المتنامي في مراكش يعكس تلاقحا فريدا بين الماضي والحاضر، ويضع المغرب في صدارة التجارب الثقافية المبتكرة في المنطقة، وهو ما يجعل من مراكش مدينة تتجاوز حدود الجغرافيا لتصبح علامة ثقافية عالمية قائمة بذاتها، كما أن هذا الاعتراف الدولي بمدينة سبعة رجال، من خلال مجلة عالمية مرموقة مثل فوغ، والتي يطلق عليها المهتمون بالموضة والفن" Fashion Bible" ، يعتبر مؤشرا على أن المغرب يسير في اتجاه جعل الثقافة والفن أحد أعمدة التنمية المستدامة، ووسيلة لتعزيز إشعاعه الإقليمي والدولي.