يبحث المنتخب التونسي عن انتصاره الثاني على التوالي في نهائيات كأس افريقيا للأمم لكرة القدم، الجارية فعالياتها بالمغرب، حين يلاقي نظيره النيجيري يوم السبت لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة بملعب فاس انطلاقا من الساعة التاسعة ليلا، من أجل ضمان ورقة التأهل الى الدور ثمن النهائي في الصدارة. ويتطلع المنتخب التونسي إلى تأكيد بدايته الواعدة بعد الوجه المتميز الذي ظهر به في المباراة الافتتاحية، حين تفوق على نظيره الأوغندي بنتيجة 3 – 1 مع أداء مقنع لجل اللاعبين بمختلف الخطوط. وتدرك العناصر التونسية أن الفوز على المنتخب النيجيري سيضمن صدارة المجموعة ويرفع منسوب الثقة لدى اللاعبين، الذين يحدوهم أمل كبير في الذهاب بعيدا في المنافسة والمراهنة على اللقب، ومنه تعويض خيبة الخروج من الدور الأول لكأس العرب. ومقارنة بالمباراة الفارطة التي اعتمد خلالها الجهاز التقني على طريقة 4 – 3 – 3، ينتظر أن يعرف الرسم التكتيكي للمنتخب التونسي بعض التعديلات، باعتبار أن خصوصية المنتخب النيجيري وطبيعة لعبه تختلف كثيرا عن المنتخب الأوغندي، إذ من المتوقع أن يبادر المدرب سامي الطرابلسي إلى إشراك لاعب ثالث في محور الدفاع، في توجه تقني قائم على اعتماد أسلوب 3 – 5 – 2، بهدف مزيد تضييق المساحات أمام المنافس وسد المنافذ في وجه قوته الهجومية الضاربة. ولئن قدم المنتخب التونسي في مستهل مشواره بهذه البطولة القارية مردودا لافتا، فإن الواقع يفرض توخي الحذر وتجنب الانسياق وراء الثقة المفرطة أمام منتخب نيجيري فاز هو الآخر في مباراته الافتتاحية على نظيره التنزاني بنتيجة 2 – 1 وسيدخل اللقاء متحفزا لتأكيد طموحاته في كسب لقبه الإفريقي الرابع، تعويضا لإخفاقه المفاجئ في التأهل إلى مونديال 2026، مستندا في ذلك إلى كوكبة من نجومه البارزين الناشطين في البطولات الأوروبية، لا سيما في الخط الأمامي، على غرار فيكتور أوسيمين، قلب هجوم غلطة سراي التركي، وأديمولا لوكمان لاعب أتالانتا الإيطالي، وصامويل شوكويزي محترف فولهام الإنجليزي. وتحتفظ الذاكرة الكروية بالعديد من المواجهات التاريخية التي جمعت نسور قرطاج ب»السوبر إيغلز»، سواء ضمن نهائيات كأس إفريقيا للأمم أو تصفيات كأس العالم. ومن أبرز إنجازات المنتخب التونسي إزاحته لمنافسه في تصفيات مونديال الأرجنتين 1978، ثم في تصفيات مونديال المكسيك 1986، قبل الفوز المثير بضربات الترجيح في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2004 برادس على طريق معانقة اللقب، والتفوق 1 –0 في ثمن نهائي نسخة كأس أمم إفريقيا 2021بالكاميرون بهدف يوسف المساكني. وفي المقابل، صنع المنتخب النيجيري أيضا إنجازات لا تقل أهمية، أبرزها الفوز 4 – 2 في الدور الأول لكأس أمم إفريقيا 2000 بلاغوس، والانتصار بضربات الترجيح في دور الثمانية لكأس أمم إفريقيا 2006 بمدينة بورسعيد المصرية، إضافة إلى تغلبه 1 – 0 في المباراة الترتيبية لتحديد المركز الثالث في نسخة 2019 بمصر. كما تقفز إلى الأذهان مواجهتان قويتان ضمن تصفيات مونديال جنوب إفريقيا 2010، عندما حسم التعادل السلبي مباراة الذهاب في رادس ومقابلة الإياب 2 – 2 في أبوجا، غير أن بطاقة التاهل عادت للمنتخب النيجيري الذي تصدر المجموعة بفارق نقطة واحدة عن المنتخب التونسي. وتبقى النتيجة الأبرز في تاريخ المواجهات بين المنتخبين هي تلك التي حققها المنتخب التونسي سنة 1984، عندما أمطر شباك نظيره النيجيري بخماسية نظيفة في مباراة ودية. يذكر ان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عين الحكم المالي بوبو تراوري لإدارة المباراة، في حين سيكون السنغالي عيسى سي في غرفة الفار.