استقبلت جامعة فيغو الإسبانية خلال الموسم الجامعي الحالي طلبة ينتمون إلى ما يقارب 44 جنسية مختلفة، في مؤشر واضح على تصاعد وتيرة الانفتاح الأكاديمي للمؤسسة. ويقترب عدد الطلبة الأجانب المسجلين في مختلف الأسلاك الجامعية، من الإجازة إلى الماستر والدكتوراه، من ألف طالب، في مسعى لتتحول إلى فضاء تعليمي متعدّد الثقافات. وحسب وسائل إعلام إسبانية، فإن سياسة استقطاب الطلبة الدوليين، تعد أحد الخيارات الاستراتيجية التي تعتمدها الجامعة لمواجهة تداعيات أزمة تراجع المواليد، والتي ينتظر أن تؤثر على مؤسسات التعليم العالي في إسبانيا مع نهاية هذا العقد. هذا التوجه لا يقتصر على فريق الرئاسة الحالي فحسب، بل يشكل أيضا ركيزة أساسية في البرامج الانتخابية للمرشحين الثلاثة المتنافسين على رئاسة الجامعة، لخلافة الرئيس الحالي مانويل ريغوسا. ورغم أن التوجه الطبيعي لاستقطاب الطلبة الأجانب ينصبّ غالبا على دول قريبة لغويا وثقافيا مثل البرتغال أو بلدان أمريكا اللاتينية، إلا أن المعطيات الرسمية للموسم الجامعي 2025-2026 تكشف مفاجأة لافتة، حيث أن المغرب يتصدر، وبفارق كبير، قائمة الدول الأجنبية التي ينحدر منها أكبر عدد من طلبة الإجازة المسجلين بجامعة فيغو. فبحسب أرقام التسجيل التي نشرتها الجامعة، يبلغ عدد الطلبة المغاربة في سلك الإجازة 105 طلاب، وهو رقم يفوق بكثير عدد الطلبة القادمين من أي دولة أخرى. وتأتي البيرو في المرتبة الثانية ب 19 طالبا فقط، تليها فنزويلا ب 12 طالبا، ما يبرز حجم الفارق بين المغرب وبقية الدول الممثَّلة في هذا السلك. وعلى مستوى التمثيل الجغرافي، تضم قاعات الإجازة بجامعة فيغو طلبة من 44 دولة غير إسبانيا، مع تسجيل حضور أوروبي محدود نسبيا. ولا يتجاوز عدد الدول الأوروبية الممثلة ثماني دول، من بينها البرتغال وبلجيكا وإستونيا، إلى جانب فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والسويد وبلغاريا، بأعداد تتراوح بين طالب واحد وستة طلبة. في المقابل، تحضر دول من مناطق بعيدة جغرافيًا بثقل نسبي، مثل مصر التي تضم تسعة طلبة، والإمارات العربية المتحدة بأربعة، إضافة إلى الفلبين والكويت وقطر، فضلًا عن دول أخرى مثل السعودية وكازاخستان وليبيا، وإن بأعداد محدودة. ويعزى هذا التنوع المتزايد إلى سياسة تدويل التعليم التي تنهجها جامعة فيغو منذ سنة 2018، والتي أثمرت ارتفاعا ملموسا في عدد الطلبة الأجانب عبر مختلف الأسلاك، سواء من حيث التسجيل أو البحث العلمي. وتكشف الأرقام الإجمالية أن عدد الطلبة الأجانب المسجلين في الجامعة يناهز حاليًا 997 طالبا، من أصل 20.023 طالبا في الإجازة والماستر والدكتوراه، ما يجعل نسبتهم تقارب 5% من مجموع الطلبة، وهي نسبة تعتبر مهمة في سياق الجامعات الإقليمية.