بيرم التونسي وجريدته «الشباب» بكتاب جديد صدر حديثا عن مكتبة الإسكندرية ضمن سلسلة "ذاكرة مصر المعاصرة" كتاب "محمود بيرم التونسي.. عبث الشباب" للباحث أشرف أبو اليزيد ضمن فيه فصول من مساخر وأزجال ونوادر وقصص الشاعر التي عبر عنها على صفحات جريدته "الشباب". ينقسم الكتاب إلي 11 فصل تتضمن أعمال بيرم المنشورة في الجريدة منذ عددها الأول حتى العدد العشرين، وآخر عدد صدر منها. ويستعرض في الفصل الأول الإطار الذي صدرت أثناءه جريدة "الشباب" قبل سبعين سنة، متطرقا إلى لمحات من حياة التونسي وسيرته الذاتية، مشيرا إلى أنه لم يدع بابا للفن إلا وطرقه، فقدم المقامة الهزلية، مضيفا لمسته المتقنة إلى الفن الذي ابتكره الهمذاني. أصدر بيرم بعد استقراره في منفاه بتونس، يوم الخميس 29 أكتوبر عام 1936 العدد الأول من جريدة "الشباب"، وكانت الجريدة بحجم التابلويد، يتصدرها الشعار بخط نسخ صاف، وتحته تصطف أربع كلمات تعبر عن مضمون المجلة "تصدر ضاحكة عابثة مازحة"، وإلى اليسار، الاسم بالحروف الفرنسية. وظلت أعداد الشباب تتتابع، حتى صدر عددها الأخير في مارس عام 1937. في الفصل الثاني، يوضح أبو اليزيد أن بيرم كان يستعيد بقلمه الساخر وحسه الساحر، ذكرياته في فرنسا، وبالتحديد في مدينة مرسيليا، حيث عاش في منفاه. وقد وردت هذه الذكريات فيما أسماه "مذكرات المنفى" وكانت بضع مئات من الكلمات، أو صفحة واحدة من حجم الجريدة، وقد جمع هذه الذكريات، في كتاب محدود، ناشر تونسي مجهول، متقصيا مصادرها في "الشباب" وغيرها. ويضم الجزء الثالث من الدراسة بعضا من افتتاحيات الجريدة، ملحقا بملاحظات ختامية حول الافتتاحيات التي كانت تعد ركنا أساسيا في الجريدة، حيث غطت الافتتاحيات موضوعات متنوعة، سياسية ودينية وفنية واجتماعية. ويتعرض الجزء الرابع "بيرم التونسي قاصا" إلى قصص الجريدة التي كانت تأتي باسم "قصة الأسبوع"، وقد كانت تنم عن معرفة جمة بالحياة التونسية، وهي معرفة استقاها بيرم بعين الباحث الناقد، والشاعر اللماح. وفي الجزء الخامس "مقامات التونسي" يستعرض المؤلف أبطال مقامات التونسي وشخصياته المتجددة، وفي الفصل السادس "رسوم الشباب" يضع المؤلف بين يدي القارئ بعض الرسوم التي صاحبت أبواب الشباب. أما الجزء السابع "من القراء وإليهم"، فيقتطف بعضا من أسئلة القراء، موضحا كيفية الإجابة عنها في أعداد الجريدة. ويعرض الجزء الثامن "الأبطال بالريشة والقلم"، وفيه قدم بيرم أبطاله كضحايا قلمه إن انتقدهم، وتاجا له إن امتدحهم. وفي الجزء التاسع "أبناء وبنات الفن"، يذكر المؤلف أن هذا الباب قد ظهر من العدد الأول، لكن بيرم لم يكن يقتصر على ذكر (آل) الفن ضمن هذه الزاوية وحسب، بل انتقل للحديث عنهم فرادى، وتحت عناوين أخرى مستقلة، ولذلك يكاد ما كتبه في هذا الشأن الفني يمثل كتابا قائما بذاته. ويضم الجزء العاشر في هذه الدراسة أزجال بيرم في جريدة الشباب، فقد كان من المعروف عن بيرم التونسي أنه نادرا ما كان يفسح الصفحات لشعر غير الذي ينظمه، أو زجل غير الذي يكتبه. وفي الفصل الأخير، خصص الباحث هذا الجزء للبحث والتمحيص في لغة الإعلانات الدعائية للمجلة، حيث تُقرأ أحوال الأمة من إعلاناتها.