شمس الدين العوني مجلة الحياة الثقافية الصادرة عن وزارة الشؤون الثقافية بتونس من علامات مشهدنا الثقافي التونسي حيث دأبت على ابراز ما يعتمل في الحراك الثقافي و الفني و الأدبي من خلال المنشور فيها من بحوث و مقاربات و نصوص ابداعية تمس الشعر و الفن التشكيلي و الموسيقى و ما الى ذلك من صنوف الابتكار و الفن. هذا اليوم صدر العدد 283 لشهر سبتمبر 2017 لهذه المجلة العريقة و فيه أبواب شتى و هي معهودة عند القارئ بما حوته من فنون و آداب و ثقافة و منها الانتاجات الفكرية حيث عملت أسرة الحياة الثقافية على أن تنفتح الصفحات على الثقافات و الابداعات المغاربية و العربية و الأجنبية . "…و قد جاء العدد في 160 صفحة ووُشح غلافه بصورة للأديب محمود طرشونة وأبرز العناوين التي تضمنها المحتوى وجديد الإصدارات الأدبية..في باب الدراسات والقراءات يبحث الناقد لطيّف شنهي في المطايقات بين نصوص الشابي وبودلير. ويطلعنا شرف الدين بوغديري على الإيقاع السينوغرافي والفني في تجربة عبد الفتاح بن حمودة الشعرية. شفيق طارقي في "عتبات وحلقات نص مياه مؤجلة لأنور اليزيدي" . ويكتب سامي المسلماني "الدفء يتسلق الأشجار" في المجموعة الشعرية حتى لا يجرحك العطر لمحمد العربي. و أسلوب الكتابة السيرذاتية في تجربة القاصة عائشة الخضراوي بقلم محمد الهادي بوقرة. ويبحث عذاب الركابي في حيثيات انتصار العاطفة على الأيديولوجيا في "ثرثرة بلا ضفاف" للروائية الكوتية فاطمة يوسف العلي. ويقف أمين عثمان عند مقاربات مسرح العبث. ويطلعنا احميدة الصولي على مظاهر الوعي الفني في حياة الشباب. وتتساءل سيدة عشتار بن علي "لماذا نكتب؟". ويكتب محمد كمال الدين قحة عن الهوية التونسية. و رمضان بن رمضان في مفهوم الحرية في الفصل السادس من دستور الجمهورية. .حوار العدد خُصص للأديب محمود طرشونة الذي حاورته المغربية آمنة محمد عبايدية.و في باب نافذة على الأدب العالمي يترجم المصري محمد محمود مصطفى نصوصا للشاعر الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس.و شعراء العدد هم عبد الواحد السويح وشمس الدين العوني ونزار الحميدي.و في النصوص القصصية يكتب مبروك صالح المناعي "انتحار الحب". وتكتب إيناس البدران "موشور زهايمر". ويترجم ساسي حمام نصا للقاصة ماري سيلي اينان. ويكتب أحمد الكوكي "القارب".وفي إطار المساهمة في التعريف بمهام وإصدارات المؤسسات الثقافية الراجعة بالنظر لوزارة الشؤون الثقافية اهتمت "الحياة الثقافية" بتقديم وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية…." و هكذا هي الحياة الثقافية تنوع و ثراء و من عدد الى آخر تبرز حيوية الابداعات الثقافية التي تمثل بالنهاية هذا الحيز الحضاري الكامن في هذه الاضافات الأدبية و الفكرية و المعرفية قولا بالثقافة التونسية تجاه الضفاف و الأقاصي و كل الأمكنة..