تشهد مدينة طنجة هذه الأيام حالة من الغليان داخل صفوف حزب الأصالة والمعاصرة، في ظل التحضيرات المبكرة للاستحقاقات الانتخابية المزمع تنظيمها سنة 2026. فمع اقتراب موعد الحسم في لوائح التزكيات، تتصاعد حدة التنافس بين الأسماء الراغبة في تمثيل الحزب محلياً، في وقت بدأت تتشكل فيه ملامح شبه إجماع داخل الهياكل الحزبية على استبعاد اسم عادل الدفوف من لائحة المرشحين المحتملين. ووفق مصادر مقربة من الحزب، فإن السبب الرئيسي وراء هذا الاتجاه هو "فقدان الدفوف لشعبيته" بين قواعد الحزب وساكنة المدينة، بالإضافة إلى "ابتعاده الميداني شبه التام عن طنجة"، حيث يقضي أغلب أوقاته بين العاصمة الرباط وبعض المدن الإسبانية. هذا الغياب المستمر، وفق المتابعين، خلق فراغاً سياسياً وشعبياً جعله خارج دائرة التأثير محلياً، رغم ماضيه التنظيمي داخل الحزب. من جانب آخر، تؤكد نفس المصادر أن صراعاً غير معلن يدور في الكواليس بين عدد من الأسماء النسائية داخل الحزب، في ما يشبه "حرب تزكيات" من أجل الظفر بالتزكية البرلمانية أو الجماعية المقبلة. ويبدو أن القيادات الجهوية للحزب تميل هذه المرة إلى تجديد الدماء وتقديم وجوه جديدة قادرة على استرجاع ثقة الناخبين واستقطاب قاعدة شبابية ونسائية أوسع، خاصة في ظل التراجع الذي عرفه الحزب في الانتخابات الأخيرة على مستوى بعض الدوائر الحضرية. وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبدو أن الأصالة والمعاصرة بطنجة أمام لحظة مفصلية تتطلب حسماً حكيماً وتوازناً دقيقاً بين منطق الولاء الحزبي والفعالية الميدانية، تفادياً لتكرار سيناريوهات التراجع، وضماناً لحضور وازن في استحقاقات 2026.