يعزز المغرب مكانته كقوة رياضية صاعدة على مستوى القارة الإفريقية، من خلال تحوله إلى وجهة مفضلة لاحتضان المباريات الدولية للمنتخبات الإفريقية التي لا تتوفر على البنيات التحتية اللازمة، أو التي اختارت المملكة عن وعي لما توفره من ملاعب بمعايير عالمية وتجهيزات لوجستية متكاملة. فخلال فترة التوقف الدولي المقبلة في يونيو، من المنتظر أن تستضيف مدن مغربية كبرى أكثر من عشر مباريات ودية ورسمية تجمع منتخبات إفريقية بارزة، مثل الكاميرون، موريتانيا، الغابون، السودان، الطوغو، غينيا، النيجر، زامبيا، وغيرها، في مؤشر واضح على ثقة الاتحادات الإفريقية بالمغرب كأرض جاهزة لاستقبال المنافسات الكبرى. توزيع هذه المباريات على مدن مثل مراكش وبن سليمان وغيرها، يعكس مدى انتشار وتطور البنية التحتية الرياضية عبر ربوع المملكة، وهو ما يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية التي تبنتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، والتي ترتكز على جعل المغرب مركزا قاريا وواجهة مشرقة لتنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى. المنتخب الغابوني على سبيل المثال، قرر إجراء معسكره الإعدادي في المغرب انطلاقا من أواخر شهر ماي، ويتضمن برنامج إعداده مباريات ودية متنوعة داخل التراب المغربي، ما يعكس حجم الجاذبية التي أصبحت تتمتع بها البلاد في أوساط الأطر الفنية واللاعبين الأفارقة. ويأتي هذا الزخم الكروي في سياق تحضيرات المملكة لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، وهما موعدان يعول عليهما لترسيخ ريادة المغرب قاريا ودوليا في تنظيم البطولات الرياضية الكبرى. وبين بنية تحتية حديثة، وملاعب مطابقة لمعايير الفيفا، وخبرة تنظيمية تزداد رسوخا، يؤكد المغرب مرة أخرى أنه أكثر من مجرد محطة بديلة للمنتخبات الإفريقية، بل هو شريك استراتيجي ومستقر وآمن لتطور الرياضة في القارة.