شهد سد أبو العباس السبتي بإقليمشيشاوة تدشين محطة حديثة للرصد الزلزالي، لتضاف إلى شبكة تضم 20 محطة مماثلة موزعة عبر مختلف مناطق المغرب. ويأتي هذا التدشين ضمن مشروع تعزيز صمود المغرب في مواجهة الزلازل، الذي أشرفت عليه منظمة اليونسكو بشراكة مع حكومة اليابان وعدد من المؤسسات المغربية. المشروع الذي أطلق بعد الزلزال المدمر الذي ضرب إقليمالحوز في شتنبر 2023، تم تمويله بمنحة يابانية قدرها 900 ألف دولار، واستهدف تطوير منظومة وطنية للرصد والإنذار المبكر، وتعزيز قدرات التدخل والاستجابة السريعة في حالات الطوارئ الزلزالية. وشملت المبادرة تركيب أجهزة متقدمة لرصد الزلازل وقياس التسارع الزلزالي، بالإضافة إلى تجهيز المقصورات التقنية بأنظمة طاقة شمسية لضمان اشتغالها بشكل مستقل، كما تم تعزيز البنية التحتية الرقمية من خلال نشر 37 وحدة اتصال تضمن نقل البيانات في الزمن الحقيقي. وإلى جانب الجانب التقني، أولى المشروع أهمية كبرى للتوعية وتكوين الأطر، من خلال تنظيم ورشات ودورات تدريبية لفائدة مئات المشاركين من مختلف القطاعات، مع التركيز على مواضيع مثل الهندسة المقاومة للزلازل، والدعم النفسي، وتدبير الكوارث. وقد شهد المشروع أيضا إطلاق منصة إلكترونية وطنية لتمكين المؤسسات والمواطنين من الوصول إلى معلومات دقيقة حول الزلازل، إلى جانب إنتاج محتوى تربوي يبرز أهمية الوقاية وبناء وعي مجتمعي بالمخاطر الطبيعية. وخلال حفل التدشين، أكد ممثلو اليونسكو والحكومة اليابانية على أهمية التعاون العلمي والتقني في تعزيز الأمن الزلزالي، مشددين على أن المغرب أصبح يمتلك بنية متطورة بفضل هذا المشروع المشترك، الذي يعد خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أكثر صمودا في وجه الكوارث.