لقجع يستعد لاجتماع "حاسِم" مع وليد الركراكي

يُرتقب أن يعقد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اجتماعًا وصف ب"الهام والحاسم" مع الناخب الوطني وليد الركراكي خلال منتصف هذا الأسبوع، وذلك لتقييم أداء المنتخب المغربي خلال المعسكر الإعدادي الأخير، ومناقشة مدى الاستفادة من المباراتين الوديتين اللتين خاضهما "أسود الأطلس" أمام منتخبي تونس وبنين.
لقاء غير اعتيادي في ظل غضب الشارع الرياضي
رغم أن لقاءات لقجع بالمدربين بعد كل معسكر أصبحت تقليدًا إداريًا مألوفًا داخل الاتحاد، إلا أن اجتماع هذا الأسبوع يكتسب طابعًا خاصًا، نظراً لتصاعد موجة الانتقادات من الجماهير المغربية تجاه الأداء الباهت للمنتخب في الفترة الأخيرة. وقد لاحظ رئيس الاتحاد بنفسه هذا الغضب الشعبي، خاصة خلال المباراة الودية أمام بنين التي جرت على أرضية ملعب فاس الكبير، حيث عبّرت الجماهير عن استيائها بوضوح.
هل يُلوّح لقجع بإقالة الركراكي؟
في ظل الاحتقان الذي يعيشه الشارع الرياضي، تساءل كثيرون عن مدى إمكانية الانفصال عن المدرب وليد الركراكي، خصوصاً مع تواتر الأصوات المطالِبة بالتغيير. غير أن مصدرًا بارزًا من داخل الجامعة، ومقربًا من فوزي لقجع، كشف أن فكرة الإقالة غير واردة في الوقت الحالي.
وقال المصدر: "فوزي لقجع لا يُفكر مطلقًا في إقالة وليد الركراكي. صحيح أنه لم يكن راضيًا عن مردود المنتخب في مباراة بنين، وشاهد بنفسه غضب الجماهير، لكن هذا لا يعني أنه مستعد للتخلي عن المدرب، خاصة وأنه أول من يدافع عنه داخل الاتحاد".
نتائج الركراكي ما تزال حاضرة في الميزان
أضاف المصدر ذاته أن فوزي لقجع سيخوض مع الركراكي نقاشًا قد يكون ساخنًا وصريحًا، خاصة أن وليد معروف بقدرته على الدفاع عن اختياراته الفنية ومواقفه بأسلوب قوي. كما أن سجله مع المنتخب لا يزال يتضمن نتائج إيجابية، أبرزها بلوغ نصف نهائي كأس العالم 2022، وهو ما يمنحه هامشًا من الثقة رغم التراجع في الأداء.
وأكد المصدر: "المدرب لديه ما يبرر به بعض اختياراته وظروف التراجع المؤقت. والأكيد أن لقجع سيوجه انتقادات واضحة، لكن من المستبعد جداً أن يتخذ قرارًا بإقالته في الظرفية الراهنة".
إلى أين تتجه العلاقة بين لقجع والركراكي؟
الاجتماع المقبل سيكون فرصة لإعادة ترتيب الأوراق ومناقشة مستقبل المنتخب المغربي في المرحلة القادمة، خاصة في ظل الاستحقاقات القارية والدولية التي تلوح في الأفق، مثل تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا. وسيتعين على الركراكي تقديم تصور واضح لمسار المنتخب، وأسباب التراجع الأخير، والإجابة على تساؤلات الشارع الرياضي.
وفي انتظار ما ستسفر عنه جلسة النقاش بين الطرفين، يبقى المؤكد أن فوزي لقجع لا يزال يضع ثقته في وليد الركراكي، لكنه في المقابل يُدرك حجم الضغط الجماهيري، ما يجعل المرحلة القادمة حاسمة في تحديد ملامح الاستقرار الفني ل"أسود الأطلس".