شهدت مدينة بواكيه، ثاني أكبر مدن كوت ديفوار، اليوم الخميس، استعراضا عسكريا كبيرا بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لاستقلال البلاد، بحضور الرئيس الإيفواري الحسن واتارا وعقيلته دومينيك واتارا، إلى جانب عدد من قادة الدول والدبلوماسيين الأفارقة. وشاركت القوات المسلحة الملكية المغربية في هذا العرض العسكري إلى جانب وحدات من الجيشين الفرنسي والأمريكي، فضلا عن القوات الإيفوارية بمختلف تشكيلاتها، بما في ذلك القوات البرية والبحرية، الأمن الداخلي، الجمارك، والوقاية المدنية. وقد نظم العرض في شارع "الملكة بوكو"، وسط حضور جماهيري كبير، وبثته وسائل الإعلام الرسمية في كوت ديفوار مباشرة. تأتي مشاركة الجيش المغربي في هذه التظاهرة العسكرية كتعبير عن عمق العلاقات الثنائية التي تربط الرباط بأبيدجان، والتقارب المتنامي بين البلدين في مجالات الأمن والدفاع، وتعكس هذه الخطوة التوجه المغربي الرامي إلى تعزيز التعاون الإقليمي عبر آليات الدبلوماسية العسكرية، في سياق تثبيت الأمن والاستقرار بالقارة الإفريقية. وتعد العلاقات المغربية الإيفوارية نموذجا للتعاون الإفريقي المثمر، حيث تمكن البلدان من بناء شراكة متعددة الجوانب تشمل الأمن، الاستثمار، التنمية البشرية، والقطاعات الاقتصادية الاستراتيجية، مثل القطاع البنكي والبنية التحتية. وفي خطاب ألقاه عشية الاحتفالات، شدد الرئيس الإيفواري على رمزية هذه الذكرى في تاريخ الأمة، واصفا إياها ب"لحظة للتأمل في القيم التي أسس عليها الآباء المؤسسون كوت ديفوار، من وحدة وسلام وتضامن. كما أشار إلى أن اختيار مدينة بواكيه للاحتفال يعود إلى مكانتها التاريخية ورمزيتها في مسار المصالحة الوطنية بعد سنوات من التوتر. وفي معرض حديثه عن التحديات الراهنة، أقر واتارا باستمرار التهديدات الأمنية والضغوط الاقتصادية التي تواجهها دول المنطقة، لكنه أكد أن بلاده استطاعت الحفاظ على استقرارها بفضل مؤسساتها القوية، وتلاحم شعبها، ودور قواتها الدفاعية والأمنية. كما أشار إلى التقدم الذي تشهده كوت ديفوار في قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، لافتا إلى أن هذه التحسينات أصبحت تمس الحياة اليومية للمواطنين في مختلف أنحاء البلاد.