سجل المغرب أول ظهور رسمي لتقنية التحكيم الجديدة "FVS" في ملاعب كرة القدم، بعدما اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بشكل تجريبي بديلا محتملا عن تقنية الفيديو المساعد للحكم "VAR"، التي أثارت في السنوات الأخيرة الكثير من الجدل والانتقادات بسبب طول مدة التوقف وعدم وضوح بعض القرارات. وتم إطلاق هذه التجربة في إطار بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 سنة المقامة في تشيلي سنة 2025، حيث استخدم النظام لأول مرة في مباراة كوريا الجنوبية وأوكرانيا. لكن أبرز ظهور له كان خلال المواجهة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الإسباني، مساء الأحد، حين أثار قرار الحكم باحتساب ركلة جزاء ل"لاروخا" احتجاج مدرب "أشبال الأطلس" محمد وهبي. وبناء على اعتراضه، لجأ الحكم الرابع إلى تقنية "FVS"، ليلغى القرار بعد المراجعة بدعوى أن اللاعب الإسباني تَعمد السقوط داخل منطقة الجزاء، ما ترتب عنه توجيه بطاقة صفراء ضده. هذا التدخل أكد جدوى التقنية الجديدة، إذ منح المدربين دورا مباشرا في طلب مراجعة اللقطات المثيرة للجدل، في خطوة غير مسبوقة مقارنة ب"VAR". ويقوم نظام "FVS" على مبدأ "التحدي التحكيمي"، إذ يمنح كل مدرب بطاقتين فقط في المباراة، تتيحان له المطالبة بمراجعة قرارات مرتبطة بالأهداف وركلات الجزاء والطرد المباشر. كما يتولى الحكم الرابع مراجعة أي هدف مسجل للتأكد من صحته بشكل فوري، على أن يستدعي حكم الساحة إذا ظهرت شكوك حول القرار. ويرى متابعون أن هذه الخطوة تجسد مسعى "فيفا" نحو تجريب أدوات أكثر مرونة وسرعة، قادرة على تعزيز عدالة القرارات التحكيمية وتقليص الأخطاء التي تؤثر بشكل مباشر في نتائج المباريات. كما تفتح التجربة باب النقاش حول مستقبل تقنية الفيديو في كرة القدم، وما إذا كان "FVS" سيشكل بديلا عمليا وفعالا ل"VAR" أم مجرد مرحلة انتقالية نحو تطوير أنظمة تحكيمية أكثر دقة.