في خطوة نوعية لتعزيز انسيابية الصادرات المغربية نحو القارة الأوروبية، أعلنت شركة الملاحة الدولية "Samskip" عن إطلاق خط بحري قصير المدى يربط بين الموانئ المغربية ومراكز تجارية محورية في شمال أوروبا، في إطار توسيع شبكتها اللوجستية بين شمال إفريقيا وأوروبا. ويربط الخط الجديد مينائي أكاديروالدارالبيضاء بكل من هولندا والمملكة المتحدة، معتمدا على سفن حديثة مجهزة لنقل مختلف أنواع البضائع، سواء المنتجات الفلاحية الطازجة والمبردة، أو السلع الصناعية الثقيلة والخفيفة، مما يمنح الصادرات المغربية قناة نقل أكثر سرعة واستدامة. ووفق تقارير أوروبية، فإن إطلاق هذا الخط يندرج ضمن استراتيجية Samskip الرامية إلى تقليص البصمة الكربونية وتعزيز النقل البحري منخفض الانبعاثات، خاصة عبر الاعتماد على سفن توفر حلا بديلا للنقل البري الطويل الذي يتسبب في انبعاثات مرتفعة. وتؤكد الشركة أن البرنامج الملاحي الجديد سيؤمن رحلات أسبوعية منتظمة نحو مينائي روتردام الهولندي وتيلبوري البريطاني، ما يفتح أمام المصدرين المغاربة بوابة واسعة للولوج إلى أكثر من 30 وجهة أوروبية إضافية، بفضل شبكة سامسكيب متعددة الوسائط التي تمتد إلى إيرلندا والمملكة المتحدة والدول الإسكندنافية وأوروبا الوسطى. ومن جهة أخرى، سيخصص ميناء أكادير أساسا لشحن المنتجات المبردة والمجمدة، مستفيدا من قوته التصديرية في المجال الفلاحي، بينما سيعالج ميناء الدارالبيضاء طيفاً أوسع من السلع الصناعية، من بينها قطع غيار السيارات، المواد الكيميائية، مواد البناء، والعبوات الصناعية. ولرفع جودة الخدمة وضمان سلامة السلع، عززت Samskip أسطولها بمجموعة من الحاويات المبردة المتطورة المزودة بأنظمة ذكية للتحكم في درجة الحرارة والرطوبة، قادرة على الحفاظ على جودة الفواكه والخضر لمدة قد تصل إلى 45 يوما، مما يضاعف فرص وصول المنتجات المغربية إلى الأسواق الأوروبية في أفضل الظروف. كما أوضحت الشركة أن دمج هذه التجهيزات الحديثة مع خدمات التخليص الجمركي السريعة سيضمن مسارا أكثر سلاسة للصادرات المغربية، مع إمكانية خفض الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 80% من خلال تقليص الاعتماد على الشاحنات الطويلة المدى واستبدالها بالنقل البحري السريع.