شهدت العاصمة الرباط، اليوم الاثنين ، مسيرة حاشدة لأساتذة التعليم الأولي للمطالبة بإدماجهم في الوظيفة العمومية وتحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية. وانطلقت المسيرة من أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قبل أن تتجه نحو شارع محمد الخامس، حيث تجمع مئات الأساتذة للتعبير عن رفضهم لظروف العمل التي وصفوها ب"الاستغلال وغياب الاستقرار". وردد المحتجون شعارات تطالب برحيل وزير التربية الوطنية محمد سعد برادة ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، إلى جانب شعارات أخرى تندد بالتهميش الذي يطال العاملين في هذا القطاع. ورفع الأساتذة لافتات تستنكر، من بينها: "الوزارة تحمل اسمي، فلماذا أنا مقصى؟"، في إشارة إلى إحساسهم بالإقصاء رغم انتمائهم لقطاع يحمل اسمهم. وأكد المتظاهرون، خلال وقفة أمام البرلمان، عزمهم مواصلة الاحتجاج إلى حين تحقيق جميع مطالبهم، وعلى رأسها الإدماج الفوري في الوظيفة العمومية. وكان التنسيق النقابي الوطني، المكون من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ونقابة FNE والاتحاد المغربي للشغل إلى جانب التنسيقيات الإقليمية، قد دعا إلى هذه الوقفة للاحتجاج على استمرار هشاشة وضعية آلاف العاملين في المؤسسات العمومية دون عقود قانونية أو أجور قارة أو حماية اجتماعية. وطالب التنسيق بالإدماج الفوري، وإلغاء نظام التدبير المفوض، ومحاربة الوساطة، وإدماج التعليم الأولي بشكل كامل داخل المنظومة التربوية. وشهدت الوقفة مشاركة كبيرة من أساتذة التعليم الأولي من مختلف جهات المملكة، بمن فيهم العاملون لدى المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، ومؤسسة زاكورة، والجمعيات المحلية، إلى جانب العاملين لدى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. وحضرت أيضا مربيات من مناطق بعيدة، من بينها نورة العسري من إقليمالحوز، التي شاركت رفقة طفلتيها. وفي تصريحها للصجافة، أكدت العسري أن المربين والمربيات يتحملون مسؤوليات كبيرة ومعقدة تضاهي، وأحيانا تتجاوز، مهام أساتذة التعليم الابتدائي والإعدادي. وأشارت إلى أنهم يشتغلون داخل القطاع نفسه، ويحملون شواهد عليا، ورغم ذلك يتقاضون أدنى الأجور. وتساءلت عن كيفية العيش براتب لا يتجاوز 3000 درهم، خاصة في مناطق تعاني الهشاشة مثل إقليمالحوز المتضرر من آثار الزلزال.