افتتح، مساء أمس الأربعاء برواق نظر بالدار البيضاء ، معرض "خمسون" ، الحدث الفني الذي يحتفي بأعمال 50 فنانا من مختلف جهات المملكة. ويأتي تنظيم هذا المعرض، الذي يتواصل إلى غاية 21 يناير المقبل، في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المجيدة، كمحطة فنية تجمع بين الرموز والذاكرة والتعبيرات الفنية، من خلال رؤى ومشاعر تتجاوز الأجيال. وبهذه المناسبة، قالت مديرة رواق نظر أمينة فراوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن فكرة تنظيم معرض بعنوان "خمسون" جاءت احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والذكرى ال 50 لتأسيس الرواق، مضيفة أن هذا الحدث الفني يعرف مشاركة 50 فنانا الذين أنجزوا أعمالا فنية ضمن إطار موحد بقياس ( 50 × 50 سم)، الذي هو العنصر المحوري في العمل الفني. وأكدت أن بعض الفنانين اختاروا تناول مواضيع مرتبطة مباشرة بالمعرض والمسيرة الخضراء، بينما فضل آخرون حرية أكبر في التعبير، وهو خيار لاقى ترحيبا واسعا من المنظمين الذين أشادوا بتنوع الأعمال المعروضة وثراءها. وأشارت إلى أن هذا القيد المتعلق بالإطار شكل تحديا حقيقيا للفنانين المعتادين على العمل دون قيود من حيث الإطار على اعتبار أن "العمل ضمن إطار محدد ليس بالأمر السهل دائم ا"، مضيفة أن هذه التجربة أتاحت ظهور مقاربة إبداعية جديدة مع ضمان التناسق البصري في جميع أعمال المعرض. من جانبه، أشار زين العابدين الأمين، منسق المعرض، إلى أن المشروع يتماشى تماما مع الاحتفال المزدوج، مؤكدا أن الإطار الموحد، إلى جانب عدد المشاركين، يضفي على الحدث بعدا رمزيا قويا. وأضاف أن الأعمال المعروضة تستمد إلهامها من تاريخ الرواق وتاريخ المسيرة الخضراء، مشيرا إلى أن لقاء الجمهور بالفنانين في الافتتاح يمثل "لحظة بالغة الأهمية للحياة الثقافية". كما أشاد بحماس الفنانين لمشاركة أعمالهم مع عشاق الفن ، معتبرا أن "اللوحة والألوان تعكسان ارتباطهم العميق بالقيم الوطنية". من جانبها، أوضحت الفنانة التشكيلية نوال السقاط أن مشاركتها تأتي على شكل عمل فني تركيبي يجمع بين عدة أساليب فنية، كالرسم والنحت والرموز، في تجربة غامرة. وأشارت إلى أن عملها مستوحى من عوالم الصحراء من خلال استحضار مؤهلات ومميزات الأقاليم الجنوبية ، وتعبير عن مرور الزمن والتطور والارتقاء الرمزي الذي رافق المسيرة الخضراء على مدى الخمسين سنة الماضية. وبحسب المنظمين، يحتفي هذا المعرض بالذكرى ال 50 للمسيرة الخضراء، وهي لحظة محورية في الذاكرة الجماعية المغربية، وكذا بالذكرى ال 50 لتأسيس رواق نظر، الذي أسسته ليلى فراوي، أول امرأة تفتتح رواقا فنيا في العالم العربي، والتي دعمت الإبداع الفني المغربي على مدى نصف قرن.